12:20 صباحًا / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

ترجمة التوافقات على أرض الواقع لعودة العلاقات الصينية الأمريكية تحتاج إلى الجهود المشتركة بقلم : تشو شيوان

ترجمة التوافقات على أرض الواقع لعودة العلاقات الصينية الأمريكية تحتاج إلى الجهود المشتركة بقلم : تشو شيوان

أختتمت زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الصين يوم الجمعة، وتم التوصل إلى خمس نقاط من التوافقات بين الصين والولايات المتحدة خلال لقائه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين. وهذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها بلينكن إلى الصين بعد يونيو عام 2023، وهي أيضا زيارة ثانية لكبار المسؤولين الأمريكيين إلى الصين منذ مطلع العام الجاري بعد زيارة وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين.

تم التوصل إلى سلسلة من التوافقات والنتائج المهمة خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى سان فرانسيسكو في نوفمبر عام 2023، وخلق “رؤية سان فرانسيسكو” ذات التوجه المستقبلي. وفي يناير العام الجاري، تبادل الرئيس شي جين بينغ ونظيره الأمريكي جون بايدن رسائل التهنئة بمناسبة الذكرى الـ45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة، وأعرب الجانبان عن رغبتهما في تعزيز التنمية المستمرة للعلاقات الصينية الأمريكية. وفي الثاني من إبريل، أجرى الرئيس شي مكالمة هاتفية مع الرئيس بايدن، وأكد شي ثلاثة مبادئ شاملة ينبغي أن توجه العلاقات الصينية الأمريكية في عام 2024.

أولا، يجب تقدير السلام، ويتعين على الجانبين وضع أرضية عدم الصراع وعدم المواجهة تحت العلاقات، ومواصلة تعزيز النظرة الإيجابية للعلاقات الثنائية؛ ثانيا، يتعين إعطاء الأولوية للاستقرار، ويتعين على الجانبين الإحجام عن إعادة العلاقات إلى الوراء أو إثارة أي حادث أو تجاوز الخط، من أجل الحفاظ على الاستقرار الشامل للعلاقات؛ ثالثا، يجب التمسك بالمصداقية، ويجب على الجانبين احترام التزاماتهما تجاه بعضهما البعض من خلال العمل، وتحويل “رؤية سان فرانسيسكو” إلى واقع. وأضاف أن الجانبين بحاجة إلى تعزيز الحوار من خلال الالتزام بالاحترام المتبادل، وإدارة الخلافات بحكمة، ودفع التعاون بروح المنفعة المتبادلة، وتعزيز التنسيق في الشؤون الدولية بطريقة مسؤولة.

وخلال هذه الفترة، أجرت الصين والولايات المتحدة سلسلة من الاتصالات المهمة على كافة المستويات وفي مختلف المجالات بين رؤساء الجانبين في المجالات الدبلوماسية والأمنية ​​والاقتصادية والتجارية والمالية والعسكرية، وفي مجالات مكافحة تغير المناخ وإنفاذ القانون والزراعة والثقافة وغيرها من المجالات الأخرى. وعلى أساس هذه الاجتماعات والمكالمات والزيارات. ويمكن القول أنه في ظل التوجيه الاستراتيجي لرئيسي الدولتين، أظهرت العلاقات الصينية الأمريكية اتجاها واضحا لوقف التدهور والعودة إلى الاستقرار. وتعد زيارة بلينكن إلى الصين جزءا مهما من جهود الصين والولايات المتحدة لتنفيذ التوافق الذي توصل إليه رئيسا الدولتين في اجتماع سان فرانسيسكو، والحفاظ على الحوار وإدارة الخلافات وتعزيز التعاون وتقوية التنسيق في الشؤون الدولية.

فإذا تمكن الجانبان من الالتقاء ببعضهما البعض في منتصف الطريق، فسيكونان قادرين على الحفاظ على استقرار العلاقات الصينية الأمريكية، حتى تعزيز العلاقات الثنائية للمضي قدمًا. ولكن للأسف الشديد، في عشية زيارة بلينكن للصين، واصلت الولايات المتحدة اتخاذ سلسلة من إجراءات الضغط بشأن القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية للصين واهتماماتها الرئيسية، ومن الواضح أن ذلك يتعارض مع سلسلة التوافقات التي توصل إليها الرئيسان الصيني والأمريكي خلال لقائهما في سان فرانسيسكو، بما في ذلك سلسلة من الالتزامات التي تعهد بها القادة الأمريكيون بشأن السياسة الأمريكية تجاه الصين.

إن الصين والولايات المتحدة، باعتبارهما قوتين عالميتين، فتكون خلافات ومنافسات بينهما أمرا طبيعيا، ولكن المنافسات ليست أساس العلاقات الصينية الأمريكية برمتها. وعلى الرغم من وجود خلافات بين الصين والولايات المتحدة، إلا أن هناك مصالح مشتركة واسعة النطاق أيضًا، وهناك مساحة واسعة وضرورة للتعاون في العديد من القضايا الثنائية والمتعددة الأطراف. فإذا أظهرت الولايات المتحدة بشكل أعمى القوة والضغوط والاستفزاز للصين أو حتى تجاوز الخطوط الحمراء للسياسة الصينية، فلن تنجح في تحقيق استقرار العلاقات الصينية الأمريكية فحسب، بل ستؤدي إلى مزيد من الصراع والمواجهة بين البلدين، وطبعا هذا لا يصالح مصالح كلا البلدين.

إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع الصين لتعزيز التطور المستمر للعلاقات الصينية الأمريكية، فيجب عليها إظهار الإخلاص والعمل مع الصين لإدارة الخلافات والمنافسة بين الجانبين على أساس مبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي، والتعاون المربح. أما بالنسبة إلى الصين، فهي دائما ترغب في تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة وتستعد للعمل معها في تعزيز الرفاهية المشتركة لشعبي البلدين، والحفاظ على السلام والتنمية والاستقرار للعالم.

شاهد أيضاً

الصحفي حسن أبو قفة

استشهاد الصحفي حسن أبو قفة في قصف إسرائيلي على النصيرات وسط قطاع غزة

شفا – استشهد، مساء اليوم الجمعة، الصحفي الفلسطيني حسن أبو قفة ونجله عماد بعد غارة …