تأثير الذكريات السلبية على الطاقة الحيوية: فن الاسترخاء العاطفي، بقلم :د. تهاني بشارات
استوقفتني معلومة جميلة جدا لعلماء الطاقة البشرية حيث أن الإنسان إذا مر بموقف صعب ومؤلم وكان له أثر سيء وكلما تذكرت هذا الموقف فأنت تفقد من طاقتك شيء وحتى لو أن إنسانا او صديقا أو أي شخص شتمك، فإنك كلما فكرت في هذا الشخص او الأذى الذي سببه لك فإنك تفقد من طاقتك وتعطيها إياها ، فتصور أنه فوق كل الأذى والتعب والمواقف المؤلمة إلا أنك تمنح هذا الشخص من طاقتك وتخسر فتخسرها… فلا تفعل ذلك بنفسك.
تناسى ولا تستنزف رصيد طاقتك، فإن أعلى مقامات الإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم “لا يبلغ العبد صريح الإيمان حتى يعطي من حرمه ،ويعفو عمن ظلمه ويغفر لمن شتمه ويحسن إلى من أساء إليه” ، هذا صريح الإيمان، فهنا ترتاح.
معلومة مذهلة تجلب الوعي لمفهوم جديد لعلماء الطاقة والتنمية البشرية، حيث يكشفون لنا عن تأثير المواقف السلبية والألم على طاقتنا الداخلية والعلاقة الحميمة بين ذكرياتنا وطاقاتنا الحيوية. تفصح هذه المعلومة عن تحول الطاقة السلبية إلى عبء يمكن أن يهدد استقرارنا العاطفي والروحي إذا لم نتعلم كيف نتعامل معها بشكل صحيح.
عندما نُصادف موقفًا مؤلمًا أو نتعرض لإساءة من الآخرين، يبدأ تأثيره بالتأرجح في دواخلنا، فتبدأ الطاقة السلبية في البناء داخلنا مما يؤثر على حياتنا اليومية وقدرتنا على التفكير الواعي والإيجابي. إن التذكر المتكرر لهذه الذكريات السلبية يساهم في تضاؤل طاقاتنا الإيجابية وإعطاء الطاقة السلبية المزيد من القوة داخلنا.
من هنا يبرز دور الاسترخاء العاطفي والروحي كوسيلة فعّالة لتحويل هذه الطاقة السلبية إلى طاقة إيجابية. يتضح أن القدرة على النسيان والتسامح هي أدوات قوية في تحويل الطاقة السلبية إلى طاقة إيجابية، فعندما نستطيع أن نتغلب على ماضينا العاطفي ونعتمد على فلسفة النسيان، نمنح أنفسنا فرصة للتجديد والتحول الإيجابي.
يعتبر الإيمان بأساسه القوي في بناء الحياة الروحية والعاطفية، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم أشار إلى أهمية التسامح والعفو في بناء الإيمان الصادق، حيث يعكس هذا الفهم الشامل للإيمان قوة الروح والتفاؤل داخلنا.
في نهاية المطاف، لنكن أقوياء بأرواحنا وعقولنا من خلال التعامل السليم مع المواقف الصعبة والذكريات السلبية، ولنجعل من كل تحدي فرصة للنمو والتجديد الداخلي. بالتأكيد فإن النسيان والتسامح هما مفتاح السلام الداخلي والتطور الروحي المستدام.