12:06 صباحًا / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

الصين وألمانيا تسعيان إلى ضخ المزيد من الاستقرار واليقين في العالم، بقلم : تشو شيوان

تشو شيوان

الصين وألمانيا تسعيان إلى ضخ المزيد من الاستقرار واليقين في العالم، بقلم : تشو شيوان


قام المستشار الألماني أولاف شولتس بالزيارة إلى الصين في الفترة بين اليوم الـ14 إلى اليوم الـ16 الشهر الجاري، وتناولت زيارته هذه المرة ثلاث مدن صينية رئيسية بما فيها تشونغتشينغ وشانغهاي وبكين. وتعد هذه الزيارة زيارة ثانية لشولتس إلى الصين منذ توليه منصبه، وأيضا هي أول زيارة من قادة الدول الغربية الكبرى إلى الصين في العام الجاري. وخلال الزيارة، تم تبادل الآراء بينه وبين الرئيس الصيني شي جين بينغ حول العلاقات الثنائية والتعاون الثنائي والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حافظت العلاقات الصينية الألمانية على تطور رفيع المستوى مع تبادلات وثيقة على كافة المستويات وفي كافة المجالات. وتحافظ الصين على درجة عالية من الاستقرار والاستمرار في سياستها تجاه ألمانيا، وتعتبر ألمانيا شريكا هاما للتعاون المربح للجانبين، وتدعم ألمانيا في لعب دور أكثر أهمية في الشؤون الأوروبية والعالمية. وتم إجراء مشاورات بين الحكومتين وحوارات رفيعة المستوى في المجالات الاستراتيجية والمالية وغيرها من المجالات الأخرى؛ ومن المقرر أن تقام حوارات حول تغير المناخ والتحول الأخضر. فأعتقد أنه طالما أن الصين وألمانيا تلتزمان بالاحترام المتبادل، وتسعيان إلى أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات، وتعملان على تحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك، فإن العلاقات بين البلدين ستستمر في التطور الصحي بشكل مطرد.

ويصادف هذا العام الذكرى العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وألمانيا. على مدى السنوات العشر الماضية، على الرغم من التغيرات الكبيرة في الوضع الدولي، ظلت العلاقات الصينية الألمانية تتطور، وتم تعزيز وتعميق التعاون في مختلف المجالات، مما يوفر قوة دافعة لتنمية البلدين. لقد أثبت التاريخ أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة هي “الخيار الضروري” و”الحل الأمثل” للعلاقات الصينية الألمانية. كما أكد الرئيس شي جين بينغ أنه كلما أصبح العالم أكثر اضطرابا، كلما زادت أهمية تعزيز مرونة وحيوية علاقاتهما. وأكد المستشار شولتس أن ألمانيا مستعدة لمواصلة تعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات. ومن هنا نعرف أن كلا الجانبين يسعى إلى تعزيز التفاهم والتواصل من أجل ضمان التنمية الصحية والمستقرة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وألمانيا.

تعد الصين وألمانيا أحد أهم الشركاء التجاريين لبعضهما البعض، وكانت ألمانيا أكبر شريك تجاري للصين في أوروبا لمدة 49 عاما متتالية، وكانت الصين أكبر شريك تجاري لألمانيا في العالم لمدة 8 سنوات متتالية. وأظهر تقرير بحثي صادر عن المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية أن الاستثمار الألماني المباشر في الصين حقق زيادة بنسبة 4.3% على أساس سنوي في عام 2023، ليصل إجماليه إلى 11.9 مليار يورو، الأمر الذي يسجل رقما قياسيا تاريخا. وعلى الرغم من ضعف انتعاش الاقتصاد العالمي، وتزايد الحمائية والأحادية، إلا أن الاستثمارات الألمانية في الصين شهدت زيادة مرتفعة، وتنشط الآلاف من الشركات والمؤسسات الألمانية في السوق الصينية. وذلك يثبت أن التعاون العلمي بين الصين وألمانيا لا يشكل خطرا، بل الضمان لاستقرار العلاقات بين الجانبين وخلق الفرص المستقبلية، مهما كانت المجالات التقليدية مثل تصنيع الآلات والسيارات، أو المجالات الناشئة مثل التحول الأخضر والرقمنة والذكاء الاصطناعي، فإن البلدين يتمتعان بإمكانات هائلة لتحقيق الفوز المشترك.

وخلال هذه الأيام، قام المستشار شولتس وممثلون عن أوساط الأعمال الألمانية بالزيارة إلى تشونغتشينغ وشانغهاي فضلا عن بكين، وذلك لتجربة الإنجازات التي حققتها الصين في التنمية الاقتصادية خلال السنوات الأخيرة. وأعرب عن أن ألمانيا تعارض الحمائية وتدعم التجارة الحرة. تعتبر الصين وألمانيا ثاني وثالث أكبر اقتصاد في العالم على التوالي، فإن أهمية تعزيز وتطوير العلاقات الصينية الألمانية تتجاوز نطاق العلاقات الثنائية ولها تأثيرات مهمة على القارة الأوراسية وحتى على العالم بأسره. هناك الكثير من الآراء المشتركة بين الصين وألمانيا بشأن قضية “التعددية القطبية”، وكلاهما تدعم تعزيز العولمة والتعاون الدولي. كما قال الرئيس شي إن التعددية القطبية تتمثل في الاحترام المتبادل والتعايش السلمي بين الدول التي تتمتع بالحضارات والأنظمة والمسارات المختلفة. ويتعين على الصين وألمانيا تنفيذ تعاون متعدد الأطراف بشكل مستقل، وتشجيع المجتمع الدولي على اتخاذ الإجراءات العملية للاستجابة بشكل أفضل للتحديات العالمية مثل تغير المناخ والتنمية غير المتكافئة والصراعات الإقليمية، وتقديم المزيد من المساهمات في التوازن والاستقرار في العالم. والجدير بالذكر أن الجانبين يتبادلان الآراء حول الأزمة الأوكرانية، والصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وغيرهما من القضايا الدولية والإقليمية الساخنة، لمحاولة إيجاد حلول مناسبة لهذه القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وختاما أود أن أنقل كلمة الرئيس شي لمستقبل العلاقات الصينية الألماينية: يتعين على البلدين رؤية العلاقات الثنائية وتطويرها من منظور استراتيجي طويل الأجل، والعمل معا لضخ المزيد من الاستقرار واليقين في العالم، وتقديم التوجيه لتعزيز تنمية العلاقات الصينية الألمانية في الوضع الجديد بشكل أكبر، والحفاظ على السلام والرخاء العالميين بشكل مشترك.

شاهد أيضاً

الصحفي حسن أبو قفة

استشهاد الصحفي حسن أبو قفة في قصف إسرائيلي على النصيرات وسط قطاع غزة

شفا – استشهد، مساء اليوم الجمعة، الصحفي الفلسطيني حسن أبو قفة ونجله عماد بعد غارة …