مجازر إسرائيل في غزة ، صرخات الأطفال ومأساة الهجرة والقتل الوحشي، بقلم : تهاني المدهون
منذ أيام، احتفل العالم بيوم الطفل، وسبقه يوم المرأة وعيد الأمّ. ولكن هل تبقى للطفل ما يحتفل به في ظل الحروب والمجازر؟ هل تركت إسرائيل للشعب الفلسطيني متسعًا للإيمان بالاتفاقيات الدولية وحقوق الإنسان، أمام صمت المجتمع الدولي ودعاة الحقوق والحريات؟
العالم شهد مجازر ترتكب بحق الأطفال في غزة، حيث بلغ عدد الشهداء من الأطفال أكثر من 14,520 طفلًا، بمعدل طفل كل خمس ساعات، وبعد 188 يومًا من حرب الابادة على غزة، وصلت حصيلة الشهداء الإجمالية إلى 40,407 شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء. ولا تزال الإحصائيات غير دقيقة حول المفقودين والمصابين، ومعظمهم ممن بترت أطرافهم.
ومن هول الجرائم بحق الطفل الفلسطيني، أشار فيليب لازاريني، المفوض العام للوكالة، إلى أن عدد الأطفال الذين استشهدوا جراء الحرب المستمرة على غزة في أول أربعة أشهر فقط، فاق عدد الأطفال الذين قتلوا خلال أربع سنوات في جميع النزاعات حول العالم.
المأساة التي يمر بها الأطفال الفلسطينيون في غزة تعكس حالة من الظلم والقهر، حيث يعانون من حرب التجويع والتهجير وفقدان الأهل والأحباب والخوف والتوتر. بلا بيت، ولا مدرسة، ولا مستشفى، بل وتحرمهم حتى حقوقهم الأساسية كأطفال. في المقابل، يبادر أطفال إسرائيل بتقديم أغنية الصداقة، فيما يعلنون عن نيتهم تدمير الجميع في فلسطين خلال عام. إن هذا السيناريو ليس سوى جريمة أخرى ترتكبها إسرائيل بحق أطفالها بداية، حين تربيهم على الكراهية والحقد، وتحرضهم على القتل والتهجير وسلب الأراضي. وما الغريب في ذلك، فخطاب أطفال إسرائيل يتسق مع خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي ومجلس الحرب والكيان الصهيوني، حيث يصرخون بابادة الشعب الفلسطيني، دون خجل.
مجازر إسرائيل في غزة وصرخات الأطفال ومأساة الهجرة والقتل الوحشي يشكلون تحديًا للإنسانية، إذ إنها لم تكن مجرد حروب، بل جرائم حقيقية ضد الإنسانية. وبالرغم من الصمت المطبق، إلا أن صوت الحقيقة ينمو بقوة، ويجعل العالم يتساءل عن أصل الرواية الفلسطينية أمام الزيف الإسرائيلي!. إسرائيل قد تظن أنها حققت انتصارًا عسكريًا، ولكنها في الحقيقة خسرت أمام شعوب العالم الحر، حيث أحيت القضية الفلسطينية وجعلتها مركز اهتمام العالم الذي ادرك إن مجازر الاحتلال في غزة تشكل صفحة مظلمة في تاريخ حقوق الإنسان، حين يتعرض الأطفال لأبشع أشكال القتل والتهجير دون رحمة. ورغم الجهود الدولية لوقف هذه الانتهاكات، فإن الصمت المطبق يشجع المعتدين على مواصلة جرائمهم بلا رادع.
لذا ، يجب أن وضع نهاية لهذه المأساة والوقوف بحزم ضد الظلم والقمع. ينبغي أن تكون النداءات للعدالة أعلى وأقوى، وعلى المجتمع الدولي أن يقف بجانب الشعب الفلسطيني في مواجهة الظلم والاضطهاد.
الحقيقة والعدالة لا يجب أن تظل مدفونة تحت أنقاض القصف وصرخات الأطفال المظلومين.
إنه الوقت للتحرك، ليس للصمت، بل للعمل المشترك والتضامن، حتى نستطيع تحقيق تغييرًا حقيقيًا ووقف هذه المجازر الوحشية، وبناء مستقبل أفضل للأطفال في غزة وفي كل مكان.