الفاقد التعليمي وكيفية تعويض الفاقد التعليمي، بقلم : د. تهاني بشارات
يُعد الفاقد التعليمي ظاهرة مُقلقة تؤثر بشكل كبير على عملية التعليم والتطوير الشخصي، وتشكل تحديات كبيرة للطلاب والمجتمعات على حد سواء. يتمثل الفاقد التعليمي في الخسارة في المعرفة والمهارات الأساسية نتيجة للتعطيلات المستمرة والاضرابات المتكررة، وتأثيرات الحروب والاحتلال على العملية التعليمية في مناطق مثل غزة. مع التحول الحالي نحو التعليم الإلكتروني، أصبحت هذه الفجوة التعليمية أكثر تفاقمًا، حيث يتعذر على الطلاب الوصول إلى الدروس بشكل كافٍ ومتواصل.
التحديات التي يواجهها الفاقد التعليمي:
الفاقد التعليمي يُمثل فجوة كبيرة في مسار التعلم الطلابي، حيث يؤدي إلى تراجع أداء الطلاب في المهارات الأساسية للمواد الدراسية في جميع الصفوف والمراحل. يعاني الطلاب المتأثرين بالفاقد التعليمي من صعوبة في مواصلة تقدمهم الأكاديمي وتحقيق نتائج جيدة في الدراسة، مما يؤثر سلبًا على مستقبلهم التعليمي والمهني.
طرق تعويض الفاقد التعليمي:
- وضع خطط تعويضية:
يجب تصميم خطط متكاملة لتعويض الطلاب عن المهارات الأساسية والمواد التعليمية الرئيسية التي فاتتهم خلال فترة الإغلاق. ينبغي أن تُعد هذه الخطط بناءً على تحليل دقيق لاحتياجات الطلاب ومستوياتهم التعليمية، وتكون مرنة لتلبية احتياجات الطلاب المتنوعة. - دور المرشدين التربويين:
يجب تفعيل دور المرشدين التربويين في المدارس، حيث يمكنهم تقديم الدعم النفسي والتعليمي للطلاب الذين يعانون من الفاقد التعليمي. يمكن للمرشدين التربويين تقديم الإرشادات والاستشارات اللازمة لتحسين أداء الطلاب وتعزيز ثقتهم بأنفسهم. - التعاون بين الأهل والمعلمين:
يجب تشجيع التعاون الفعّال بين أولياء الأمور والمعلمين والمدرسة، حيث يمكن للأهل أن يلعبوا دورًا مهمًا في دعم تعلم أبنائهم ومتابعة تقدمهم التعليمي. ينبغي توفير بيئة تعليمية مشتركة تدعم التواصل المستمر بين جميع الأطراف المعنية. - استراتيجية إطالة وقت التعلم:
يمكن اعتماد استراتيجيات تمديد وقت التعلم، سواء عبر تخصيص وقت إضافي في المدرسة أو في المنزل لمزيد من التدريب والمراجعة. يمكن استغلال فترات ما بعد الدوام لتقديم دورات تعليمية إضافية أو جلسات تقوية للطلاب الذين يحتاجون إلى دعم إضافي. - استخدام أساليب تعليمية جديدة:
يمكن تبني أساليب تعليمية مبتكرة مثل التعلم باللعب والدراما، واستخدام الخرائط الذهنية والتكنولوجيا التعليمية لجذب اهتمام الطلاب وتعزيز فهمهم للمواد الدراسية. يساعد هذا التنوع في الأساليب التعليمية على تلبية احتياجات الطلاب المختلفة وتعويض الفاقد التعليمي.هذا التنوع في الأساليب التعليمية يساهم في تلبية احتياجات الطلاب المختلفة وتعزيز تفاعلهم مع المواد الدراسية بطرق تشجع على الفهم العميق وتعزز مهارات التفكير النقدي والإبداعي. - تطوير البنية التحتية للتعليم الإلكتروني:
يجب تطوير وتحسين البنية التحتية للتعليم الإلكتروني لضمان وصول الطلاب إلى المواد التعليمية بشكل سلس وفعال. يشمل ذلك توفير الأجهزة اللازمة والاتصال بالإنترنت، وتوفير التدريب والدعم التقني للمعلمين والطلاب لضمان استخدام فعّال للتكنولوجيا في عملية التعلم. - التركيز على التعلم النشط والتفاعلي:
يجب تشجيع الطلاب على المشاركة في أنشطة تعليمية نشطة وتفاعلية تعزز التفاعل مع المواد الدراسية وتعزز تعلمهم. يمكن تنظيم ورش عمل ومناقشات مجموعات صغيرة وأنشطة تعليمية تعتمد على المشاركة الفعّالة لتعزيز فهم الطلاب وتحفيزهم للتعلم المستمر.
تعتبر مواجهة الفاقد التعليمي تحديًا كبيرًا يتطلب جهودًا متكاملة ومستمرة من جميع أطراف المجتمع التعليمي. من خلال تبني الخطط التعليمية الفعّالة وتوفير الدعم اللازم للطلاب، يمكن تعويض الفاقد التعليمي وتحسين تحصيل الطلاب وأدائهم الأكاديمي. إن تحقيق التعليم الجيد وتعويض الفجوات التعليمية يسهم بشكل كبير في بناء مجتمعات أكثر تطورًا وازدهارًا.