سيبقى شعبنا الفلسطيني في غزة صامدا، بقلم : محمود جودت قبها
لقد امتحن الله الكثير من البشر منذ بدء الخليقة حتى يومنا هذا فكان الصبر بمثابة البلسم الذي يداوي جراح الإنسان وكان الصمود أمام هول هذه المصائب هو العلاج الذي يخفف بالأمل هذه الابتلاءات، وكانت هذه الابتلاءات تحمل صورا كثيرة كما ذكر القرآن الكريم تتمثل بالخوف والموت والجوع والفقر والمرض .
ما حدث ويحدث في غزة هو خير دليل وبرهان، ولو أننا لسنا بحاجة لأيّ دليل – على أنّ “إسرائيل” غير معنية بالسلام، وأن السلام بالنسبة لها هي لعبة ومناورة تستغلها لمصلحتها، دون استعدادها لتقديم أيّ تنازلات عن أطماعها الاستعمارية وجشعها وفجعها للسيطرة على مزيد من الأراضي الفلسطينية إنّ سياسية العنف والتجويع والقمع والاضطهاد بأشكاله كافة من إغلاق للمعابر، ومنع الغزيين من السفر، واغتيال المواطنين المدنيين العزل من أطفال وشيوخ ونساء في عمليات القصف المتتالية التي تقوم بها، لا يحدث في أيّ بقعة من بقاع العالم، لا شعب يعاني ما يعانيه الفلسطيني في غزة العزة من ظلم واضطهاد وتضييق وسلب لحقه في الحياة بكرامة على أرضه وتراب وطنه.
غزة تمثل صمود الشعب الفلسطيني المناضل البطل الحر الجبار، هذا الشعب الذي حرم جميع حقوقه السياسية منها والإنسانية، وحقّه في الحياة الكريمة من علاج وتعليم وعمل وحرية حركة وسفر وغيرها الكثير، يرفض الانهزام والخنوع والاستسلام، هو شعب صامد على أرضه، في وجه العنجهية الإسرائيلية، صامد في وجه الآلة العسكرية الإسرائيلية من صواريخ وقذائف وأسلحة محرمة دولياً هذا الصراع لن ينتهي، بدون تسليم “إسرائيل” بالحق الفلسطيني، وبدون أن تتصرف بحضارة وموضوعية، وتنهي احتلالها بصورة كاملة لا نقصان فيها، بحيث ترفع يدها عن كل ما يخص فلسطين والفلسطينيين وفق الشرعية الدولية، وأن توقف كل أنواع العدوان التي تمارسها على البشر والحجر، في الضفة وغزة والقدس، من قتل وقمع واضطهاد وقطع أشجار، وبناء وتوسيع مستوطنات، واستيلاء على بيوت وتهجير وإبعاد واعتقالات، وكف يدها عن المقدّسات الإسلامية والمسيحية كافة.
وليعرف الاحتلال جيدا أن هذا الصبر الحديدي والصمود الاسطوري سيشكل العلامة الفارقة في النصر القادم والمبين في لعبة “عض الأصابع” التي تمارسها إسرائيل ضد المواطنين بالقطاع والذين يشكلون حاضنة شعبية صابرة ومرابطة ومحتسبة رغم كل ما حل بها من أهات وألم ومعاناة غير مسبوقة لم تحدث في الحروب السابقة التي شنتها اسرائيل على الغزيين ورغم كل ما ذكر لا بد أن يعلم الاحتلال ويدرك جيدا أنه السبب الرئيس في كل هذه الكوارث الإنسانية والصحية والاجتماعية والنفسية …الخ ، التي حلت بالقطاع وأهله المحاصرين والمكلومين والمهجرين من بيوتهم قصرا والذين يعانون من ويلات الاحتلال منذ عام ٦٧ وحتى الآن ، وبالتالي هو من صنع جبروتهم وقسوتهم وعنادهم ليقاوموه ويكسروه ويهزموه يلقنوه الدروس .
والأهم من كل ذلك أن هذا الصبر وهذا الصمود الاسطوري “المعجزة” للغزيين سيبقى يلاحق هذا الاحتلال على مدار الزمان والتاريخ وسيولد جيلا لا يهمه الا الانتقام والثأر الأطفال والخدج والاجنة الصغار الذين قتلوا بالبارود والقنابل والقذائف والصواريخ والفسفور الأبيض والرصاص الاسرائيلي دون ذنب أو سبب إلا انهم ولدوا في هذه البقعة المتمردة والرافضة للاحتلال وأعوانه ومن لف لفيفهم من العجم و العربان هنالك مطالبة بتحرك دولي للضغط على الاحتلال لوقف استهداف الصحفيين في غزة، وطالبت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في فلسطين “ديوان المظالم” المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في حرية الرأي والتعبير، بالتحرك الفعلي والجاد وبالسرعة الممكنة للضغط على دولة الاحتلال لوقف استهداف الصحفيين ووقف جرائم سلطات الاحتلال المتواصلة التي يرتكبها بحقهم وبحق المؤسسات الإعلامية خلال العدوان على قطاع غزة. دولة الاحتلال الإسرائيلي تتعامل بعداء واضح تجاه الإعلاميين والصحفيين الفلسطينيين على خلفية دورهم في نقل الأخبار والحقيقة والصورة، وفضح انتهاكات دولة الاحتلال، وتغطيتهم للأحداث خلال العدوان في مناطق مختلفة من القطاع .
شعبنا في غزة شعب بطل ومقاوم، لن يركع، لن يخنع، لن يستكين، لن يستسلم، سيتم إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، تفتح المعابر، وتبييض المعتقلات، فالقدس عربية فلسطينية، والأقصى حق شرعيّ لجميع أبناء المنطقة من المسلمين، وكنيسة القيامة والمهد قبلة المسيحيين، ورفع العلم الفلسطيني في القدس العربية، هو أمر طبيعي ولا بدّ منه.
سيبقى شعبنا الفلسطيني صامدا على أرضه، يجاهد ويناضل حتى تحقيق العدالة بإقامة دولته المستقلة.
أيها الغزيون، إنّ العالم الحر متضامن معكم..
أيها الأحرار، الصامدون على أرضكم، بإذن الله، سينتصر هذا الشعب قريباً.
باحث دكتوراه في العلوم السياسية