حرب الإبادة على غزة … نصف عام والعالم “عمك أصمخ” ! بقلم : فادي أبو بكر
وسط صمت وعجز دولي مريب وتكثيف للمجازر التي ترتكبها آلة الحرب الإسرائيلية التي لم تبقِ حجراً على حجر، تقترب حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة من إكمال نصف عام، بمجازر جديدة وقصف للمنازل والمشافي والمدارس وتدمير لجميع مقومات الحياة.
وبحسب جهات الاختصاص الرسمية، فقد أسفرت حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال منذ السابع من تشرين الثاني/ أكتوبر 2023 عن استشهاد أكثر من 33 ألف شهيداً منهم 14000 طفل وإصابة نحو 80 ألف، إضافة إلى نزوح مليونين وتدمير 360 ألف وحدة سكنية ، و 290 مسجداً و3 كنائس وتضرر 70% من المدارس والجامعات والمواقع والمباني التاريخية والأثرية.
ووسط كل هذا فإن 10 مستشفيات فقط من أصل 36 تعمل بشكل جزئي في غزة، وتتعرّض هذه المستشفيات المتبقية لحصار وقصف وشتّى أصناف القتل والتنكيل بحق المرضى والطواقم الطبية العاملة فيها. ويرافق ذلك استخدم اسرائيل المجاعة كسلاح حرب مع منعها المستمر من دخول المساعدات الإنسانية، ونقص المياه والأدوية.
وفي نفس السياق، فإن استهداف الاحتلال الإسرائيلي الاتصالات والانترنت للتعمية على المجازر والجرائم الإسرائيلية التي ترتكب في مستشفى الشفاء بقطاع غزة، حيث تتداول بعض الوسائل الإعلامية أخباراً عن وجود حالات اغتصاب وإعدامات ميدانية نفذها جنود الاحتلال داخل المستشفى، وغيره من الأماكن، وكتم الصوت الفلسطيني ومنع وصول ما يحدث إلى العالم يستدعي من كل الأحرار خارج فلسطين للتحرك والمشاركة في ايصال الحقيقة للعالم.
تحاول إسرائيل استفزاز حكّام وملوك وزعماء العرب باستمرار عدوانها على غزة، ولكن هيهات، فها نحن بعد قرابة نصف عام على القتل والقصف والتدمير، وما زالت فضيلة “ضبط النفس العربية” تتجلّى ! . وينطبق على القادة العرب والمجتمع الدولي عموماً المثل الشعبي “عمك أصمخ”، فلا حياة لمن تنادي، ولا يريد هذا العالم أن يسمع صرخات الجوع والألم المتصاعدة في غزة!.
نصف عام من الحرب على الحياة والكرامة الإنسانية .. نصف عام من الألم والمعاناة البشرية.. نصف عام من الحصار والتقتيل والدمار.. نصف عام وغزة تعيش تحت وطأة الإبادة .. نصف عام من البيانات والشعارات الفارغة.. نصف عام والعالم “عمك أصمخ”! .. وما زلنا لا نعرف إلى أي مدى بعد يمكن أن يبلغ هذا الإنحدار الإنساني والاخلاقي الدولي؟!.
سيبقى الصمت والتقاعس السائد وصمة عار في تاريخ العرب والمسلمين، قبل أن يكون وصمة عار في جبين البشرية والإنسانية جمعاء، وسيسجّل التاريخ أن أمة المليار مسلم لم تستطع توفير كسرة خبزٍ لأصحاب الأمعاء الخاوية في غزة، حتى في شهر رمضان الفضيل، شهر الصيام السادس في غزة.
وفي المقابل سيبقى سقوط إسرائيل في براثن أوهام “الملك بيبي” درساً لا يُنسى .. وكما قالها والدي الشهيد قدري أبو بكر: “تستطيع قوة القمع أن تدرك أشياء كثيرة ، لكنها أعجز ما تكون عن ادراك أن مضطهديها سيستطيعون يوماً سحقها “ .
- – فادي أبو بكر – كاتب وباحث فلسطيني – رام الله .