رفح ليست اخر اهداف نتانياهو .. يريدها حرب لسنوات وسنوات، بقلم : د. ناصر اللحام
نجح نتانياهو في اخافة الإسرائيليين من كل شيء لدرجة انهم توسلوا اليه ان يحكمهم ، باعهم الخوف كمدير مبيعات ناجح . الخوف من النووي الإيراني ، الخوف من دولة فلسطينية غرب النهر ، الخوف من سوريا ، الخوف من حزب الله ، الخوف من حماس ، الخوف من منظمة التحرير ، والخوف من أمريكا ومن الدول العربية . وحتى انه باعهم بضاعة لا يمكن بيعها في الحياة العادية . خافوا من أنفسهم ومن الماضي ومن الحاضر ومن المستقبل. باع المتدينين صكوك غفران الى الجنة وباع العلمانيين صكوك غفران الى النار .
نجح نتانياهو في جائحة كورونا ونجح بعد ان انتهت كورونا . نجح في التلاعب بعقول المستوطنين وباعهم الخوف من العطش ، ومن الجوع ومن الموت فقرا ، وخافوا من الحروب وخافوا اكثر من السلام . ثم باعهم الخوف من الصحافة وحرية الرأي وأقنعهم ان المحكمة العليا مخيفة وان العدالة ليست عادلة .
الإسرائيليون خائفون من السلام أكثر مما هم خائفون من الحرب ومن فقدان أولادهم في المعارك . خافوا من السلام لدرجة لا يمكن وصفها ، بل خافوا من المفاوضات بحد ذاتها لدرجة ان وفد مفاوضات على تبادل اسرى صار يتطلب استطلاعات رأي وعناوين صحافة وكابينيت حربي !!
جميع من طرحوا أنفسهم بديلا عن نتانياهو كانوا في شدة الغباء لدرجة انهم اردوا تجاوزه من جهة اليمين ، وارادوا ان يلعبوا معه وينافسونه في ملعبه . ولكنه هو صاحب الفكرة ولطالما كان صاحب الفكرة الاولى وانجح ممن يقلدونه .
تسيفي ليفني بعد ايهود أولمرت فازت في انتخابات 2008 ولكنها أرادت ان تلعب لعبا نظيفا في حقل من القذارة ، ففشلت في تشكيل حكومة وشكلها نتانياهو . مثله هيرتسوغ في 20015 ، ومثله غانتس وهكذا .
حتى لو فازوا على نتانياهو فانهم لن يستطيعوا تشكيل حكومة , وحتى لو خسر هو فسي الانتخابات القادمة فانه سوف يشكل حكومة من كتلة اليمين ، امّا المنافس الفائز فلسوف يفشل ولن يستطيع تشكيل حكومة .
هم خافوا ان يتحالفوا مع الكتلة العربية فيقال عنهم انهم أكثر ميلا للعرب ، اما نتانياهو فتحالف مع منصور عباس والحركة الإسلامية وشكّل حكومة . هم خافوا ان يتحالفوا مع اليمين المتطرف ودعاة قتل العرب ، اما هم فخافوا ان يتحالفوا مع اليسار ومع الفوضيين .
الان نجح في اخافتهم من خسارة الحرب لدرجة انهم نسوا سؤاله عن فشله في 7 أكتوبر . واقنع اليسار قبل اليمين ان فوزهم في الحرب يعتمد على اجتياح رفح ، ولسوف يجتاحها . وبعد رفح سوف يبيعهم وهم الضفة الغربية لتستمر تحت الحكم العسكري والاجتياحات لسنة بحجة ملاحقة المسلحين !!
وربما قبل الضفة او بعدها سوف يخيفهم من حزب الله ولبنان ، وربما لاحقا سوريا وسيناء والأردن !!
نتانياهو ملك الخوف . والإسرائيليون شربوا الخوف حتى فقدوا التمييز بين الحرب وبين الجرائم ، بين السلام وبين القتل ، بين حق الشعب الفلسطيني وبين ان يعيشوا حياتهم.
تنتهي الحروب حين تسقط كتلة اليمين في اسرائيل ؛ وليس حين يسقط نتانياهو .