1:29 مساءً / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

كيف نتحدث مع الأطفال في ظل أجواء الحرب !؟ بقلم : د. غسان عبد الله

كيف نتحدث مع الأطفال في ظل أجواء الحرب !؟ بقلم : د. غسان عبد الله

كيف نتحدث مع الأطفال في ظل أجواء الحرب !؟ بقلم : د. غسان عبد الله

لدى تلبيتي لدعوة افطار، من قبل صديق عزيز ، لفت انتباهي الحرص الشديد من قبل الوالدين حين التحدث مع أطفالهم الصغار ( بعمر ما بين الخامسة والثامنة )، حيث وجدت لديهما كنزا من المهارات في التعامل مع الأطفال أثناء اجواء الحرب – المقتلة المهلكة الدائرة ضد شعبنا منذ فترة طويلة وما يسودها من حصار وقتل وتدمير الشجر والحجر ،حتى بيوت الله .


أولى هذه المهارات كانت الحرص على علامات الوجه وتعبيرات لغة الجسد ، فالطفل عادة يراقب ويتأثر ب حركات ولغة جسد والديه اللالفظيّة، والتي كانت حركاتهم تتسم بالاسترخاء والصبر وتفهم حاجات الأبناء ،الذي من شأنه ايجاد جوا اّمنا لدى الطفل .


تكمن المهارة الثانية التي تعلمتها في دوام المحافظة على نبرة الصوت الخالي من الصراخ والتوتر والعصبيّة ،ومعاملة الطفل كشخص له كيانه ومشاعره الخاصة ،وبأن لكل منهم رأسه الخاص وبالتالي تفكيره ومشاعره الخاصة ، مما أبعد الوالدين عن توظيف نهج التعميم والاسقاط بأن ما يصلح لي، يجب أن يصلح للكل ، هذا الأسلوب في التعامل يعمل على توليد مشاعر ايجابية لدى الطفل ، كون والديه (مصدر الحماية والأمن لديه) هما بخير جسديا مما يساعد الطفل على تذويب هذا الشعور الهام، ومما يضفي المزيد من هذا الشعور المطلوب هو التصرف بشكل طبيعي من خلال ممارسة شؤونك المألوفة التقليدية ( الأكل ، أوقات النوم، واعطاء كل أمر حقّه ووقته )


لاحظت الأطفال لا يشاهدون الفضائيات التي تقوم بنشر الصور المرعبة والمخيفة الاّتية من مواقع المهلكة المقتلة أو مشاهدة مسلسل رامز البغيض.


بعد الانتهاء من تناول الافطار ،وجدت الوالدة تلعب وتغني للأطفال ، رغم ضيق الوقت ، بشكل مرح كي تعم أجواء المرح والسرور في البيت .


لم يبد أي من الوالدين القلق أو محاولة انكار وجودهم خشية من امكانية قيام أي منهم بطرح أسئلة أو التعبير عن مشاعرهم حيال ما سمعوه منا نحن الكبار ونحن نتبادل الحديث عما يجري من قتل وتشريد ودمار وتجويع ،بل العكس كانا وبشكل غير متصنع ،يفسحان المجال لهم بالحديث وممارسة هواياتهم ومهاراتهم المألوفة ،كالذهاب الى الحمام كل لوحده سواء لقضاء حاجته أو غسل يداه .


حين بكى أحدهم ،لم ينزعج أي من الوالدين ، بل تابعا مهمة تهدئة الطفل سوية ،كل يكمل دور الاّخر دون هلع أو فزع أو تناقض في سلوكهما ، جاعلين من هدوء الطفل واستقراره النفسي الهدف المنشود ، فتبادلا حضن الطفل واللعب معه .
قبل أن أستودعهم الله ، قام الأب بتذكير الأطفال وبشكل بسيط بأهمية شهر رمضان ،ثم واذا بالأم تغني أغنية مألوفة للأطفال اعتادوا عليها لتخبرهم بأن وقت النوم قد حان مع زرع قبلة على خد كل منهما .


أثناء عودتي الى البيت ، قلت ما أحوجنا الى توظيف أسليب دعم واسناد لأطفالنا بهذه البساطة والسلاسة دون تكلف أو تصنع ، والتي حتما ستنعكس ايجابا ليس فقط على شخصيات هؤلاء الأطفال ، بل وأيضا على سلوكياتهم الايجابية مع الغير من الأقران ، ناهيك عن الأمان النفسي والجسدي الذي حصلوا عليه بعد تأمين الوالدين، القدوة ، المصدر للشعور بالأمان والارتياح النفسي ، اضافة الى المكان الاّمن .

شاهد أيضاً

الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل

شفا – أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي الحرم الإبراهيمي الشريف، وسط مدينة الخليل، وفرضت طوقاً أمنياً …