متى تصحو الشعوب العربية وتقلب الطاولات على المتحكمين ؟ بقلم : ابراهيم دعيبس
بكل صراحة أقول اني لم اعد اهتم كثيرا بالكتابة لأني أحس ان كل ما تتم كتابته او الحديث عنه مجرد كلام في الهواء او طبل عند اطرش كما نقول في امثالنا، وبعد هذه السنوات الطوال في هذا المجال صرت اتردد كثيرا في الكتابة ، ولا اجد حافزا لذلك سوى التعبير عما اشعر به والتنفس الذي يلاحقني وانا استمع للاخبار والتقارير المتراكمة من عشرات المصادر وعشرات الزعماء والمتزعمين الذين لا يعملون شيئا سوى «صف الكلام» المكرر ومن ثم العودة الى مراجعة اعمالهم ومصالحهم وفوائدهم، بانتظار المناسبات القادمة وتكرار التصريحات التي لم يعد احد يستمع اليها او يهتم بها.
ونحن امة واحدة ، كما يقال، فيها ملايين كثيرة من الناس على مساحة شاسعة وثروات متراكمة، والأهم من كل ذلك، ان بلادنا هي قلعة الديانات السماوية الثلاث ونحن كفلسطينيين نفتخر، ومن حقنا ان نفتخر، ان الديانة المسيحية انطلقت من ارضنا حتى وصلت الى كل انحاء العالم، ونحن كعرب نفتخر ايضا بأن الديانتين الاسلامية واليهودية انطلقتا من بلاد العرب، ولا يوجد في العالم كله بمثل هذه الاهمية والقيمة الانسانية التاريخية.
انا لا اريد ان ادخل في هذه الحالة، بالامر النظري وبما هو معروف ، ولكن اتطلع الى ما نحن عليه ووصلنا اليه.
وكيف ان في اسرائيل ملايين قليلة من اليهود ولكن دولتهم تسيطر على المنطقة حولها، واليهود في الولايات المتحدة يتحكمون بالسياسة الاميركية رغم اعدادهم القليلة، والامة العربية بكل ملايينها وثرواتها وموقعها الاستراتيجي وتاريخها العظيم من حيث انها مصدر الديانات الثلاث ، تبدو وكأنها لا حول ولا قوة لها.
السؤال او التساؤل الكبير الذي يسيطر على تفكيري وتفكير الكثيرين غيري، كما اعتقد هو الى متى ستظل هذه الامة بكل ثرواتها ومواقعها الاستراتيجية وتاريخها العظيم، مجرد اعداد نائمة تتحكم في واقعها ومستقبلها المصالح الشخصية او الفئوية وتظل بكل امكاناتها وقدراتها مجرد ارقام بلا نفوذ ولا سيطرة.
تظل ملاحظة اخيرة، وهي ان المدخل نحو الحل الاستراتيجي يكون بانتهاء المصالح الشخصية والفئوية والاحتكام لرأي هذ الشعب المظلوم الذي لا يفعل شيئا سوى الاستنكار اللفظي في احسن الاحوال ، وهذا الاحتكام لا يكون الا بثورة هذه الشعوب العربية وقلب الطاولات على رؤوس المسيطرين والاحتكام للانتخابات الحرة كل فترة محددة من الزمن حتى يقول هذا الشعب كلمته ويختار من يريد ويرى فيه مصلحته ومستقبله ، وبدون ذلك ستظل تغرق في الظلمات وتظل الفئات القوية تسيطر على البلاد وشعوبها وثرواتها ومستقبلها..!!