رفح.. مركز الكون حتى إشعار آخر، بقلم : نبيل عمرو
منذ التوغل الإسرائيلي المكلف في جنوب قطاع غزة، والذي كلفته بمعدل مائة شهيد على الأقل في اليوم الواحد، احتلت رفح موقع المركز في الأحداث، تحت سؤال يتداوله العالم كله دون جواب حاسم عليه، هل سيتم اجتياحها؟ وما هو مصير أكثر من مليون آدمي يتكدسون فيها؟ وهل ستكون كما يزعم نتنياهو المعركة الأخيرة التي سيعلن بعدها “النصر المطلق”؟
رفح ليست مجرد موقع يصمد أو يسقط، وليست العلامة الكاملة التي ينشدها نتنياهو ليسوّق نصراً استعراضيا.. لعله يحسن وضعه في إسرائيل ويخفف عنه عبء المسائلة القاسية التي سيتعرض لها، بفعل مسؤوليته عن اخفاق السابع من أكتوبر وما سبقها من تهم تهد الجبال، كرّس حياته وكرّس كل إمكانيات دولة إسرائيل للإفلات منها.
رفح التي يعمل العالم كله على منع نتنياهو من اجتياحها الذي يعني مشي جنازير دباباته على أجساد المدنيين اللاجئين إليها.
رفح هي ثغر مصر على غزة وثغر غزة على مصر، وأي اجتياح لها بما سيؤدي إليه من مذابح ومن اعتداء على مصر ومن اختلال في المعادلات المتكرسة منذ عقود.
هي أكبر بكثير من حيث المكانة والمدلول والآثار المستقبلية من أحلام نتنياهو أو بالأصح أوهامه.. فمهما فعل فلن يفلت من العواقب، ومهما حشد من أجل الاجتياح البري فلن يكسر شوكة غزة، وغزة جزء من فلسطين وفلسطين قبل وأثناء هذه الحرب وبعدها هي القضية الأعمق والأكثر تأثيراً في المعادلات الكونية من أي قضية أخرى.
انظروا ماذا فعلت حرب غزة في العالم، وانظروا ماذا تعني رفح، لتعرفوا باليقين لتعرفوا باليقين أن أحلام نتنياهو مجرد أوهام وأن نصره المطلق سوف يتبدد بعد أن أيقظت غزة ضمير العالم وغير الكثير من معادلات السياسة القديمة.