ملخص ورقة بحثية التنوير في الفكر العربي، بقلم : نافذ الرفاعي
قد تكون المشاركة في نقاش فكري وفلسفي للجامعات الفلسطينية مساهمة لها فائدة مزدوجة من خلال الاطلالة على مستوى نظامها في التفكير فيما يتصل ب”النظام القيمي”Value system .
إن اي مستوى تفكير غير علمي وغير موضوعي تكون المشاكل الناجمة عن ممارسته غير قابلة للحل بنفس مستوى التفكير.
وعليه كما يقول دوجلاس هوفسدر احد رواد الذكاء الصناعي ” ان ما ينتجه تطبيق الفوضى بشكل متواصل تحت ادعاء انها نظام تؤسس لنتائج غريبة وزائفه”
وعليه هل ممكن أن نتناقش حول أداء العقل العربي في رؤيته الفلسفية في ظل الفوضى الحاصلة؟
وهل يمتلك العقل العربي المنطق التجريبي ؟ وهل يمتلك الأداة؟
هل تستطيع ان تفكر فلسفيا في ليلة ظلماء ماطرة فيها رعد مجلجل ” بل تعي الظواهر المحيطة بك ؟
إن أول ضوء يلمع او يبرق في عيوننا يؤثر في ان ندرك الظواهر التي تحيط بنا من ربيع عربي وغياب الفلاسفة عن الربيع العربي جعله اسود حالكا او قد يكون احد اسباب انتكاساته
عندما تذكر الفلسفة أو الفلاسفة في الوطن العربي غالباً ما تجد نظرات الاستهجان والريبة، والسؤال الذي يطرح نفسه دائماً هو:
والموقف العربي يسأل ما الفائدة من هذا العلم والأفكار التي آمن بها أناس في عصور غابرة لا تعكس حياة وقيم البشرفي هذه الأيام وليس لهم تأثير يذكر على نمو وتطور المجتمعات، بل عملت معظم الدول العربية على التخلص من تدريس الفلسفة في مدارسها كونهم يعتبرونها فكراً مضاداً للدين ولفئة مختارة من المفكرين والمهتمين بالشأن الفلسفي،
وفي البحث عن الخطاب العربي المطلوب في ظل هذه الاوضاع “وبما أن الخطاب منظومة مجهولة موضوعه تحت تصرف من يريد “
ويعاد اكتشافه.
ومثال ذلك أن الطب ليس مكونا من مجموع ما يقال عن المرض ، بل وظيفة ايجابية ذات فعالية” .
اذن الخطاب صياغة المفاهيم وإحداث تغيير كلي .
علينا ان نفكر بمستوى مختلف وغير مألوف في عالمنا العربي وساتناول نظرية الديناميكية اللولبية “Spiral Dynamics ونظرية التكاملية ” Integrity “
وهي محاولة لمعرفة ما يقال عن الفكر العربي وحال الفلسفة ضمن تفكير لولبي حلزوني ودرجات النظام القيمي للتفكير ما بين البدائي والقبلي والدكتاتوري والشمولي والاستراتيجي والانساني وهذا يتجلى في فك شيفرات memes’ الخطاب الفكري والفلسفي العربي الراهن ؟
ان ادراك النظام القيمي Value System ‘ يساهم في فهم مستوى الخطاب وامكانية صياغة المفاهيم وقدرة احداث التغيير الكلي .
وهنا تأتي قيمة التكاملية وهي محاولة معرفة الخطاب الفكري والفلسفي العربي من وجهة نظر الفرد وما يراه هو وما درجة التوافق مع ما يراه الاخرون للفرد وهل يعكس تناغم ما بين ما يراه هو وما يراه الاخرون عن رؤيته ؟
ومن جهة أخرى رؤية المفكرين والفلاسفة وحالة التنوير للخطاب الفكري العربي والفلسفي وهل يتوافق مع رؤية الفلاسفة والمفكرين الاخرين لهذه الرؤيا؟
في محاولة للاجابة على هذه الاسئلة من الممكن أن نستخدم مبدأ نظرية جبل الجليد ” Iceberg theory ‘.
وهل نحن قادرون على فهم ما نخبأه من تسعة اعشار مكونات فكرنا الفلسفي وموقفنا الفكري ، وعلية من الممكن ان ندرك هذه المكونات واين نحن من النظام الفكري ودرجة الانسجام مع ما يراه الاخرون لما نراه نحن يؤدي الى نتائج مرجوة في الاجابة المنطقية لطريق الحكمة وحل غموض الحالة الفكرية والفلسفية . والاجابة عن اسباب تدهور الربيع العربي وعن غياب دور الفلاسفة في التأثيروالتغيير.
ولمعرفة الاسباب التي ترسخ التخلف في العالم العربي وما علاقة الجهل والقبلية والبداوة في التفكير؟
ومع أنّ بعض الناس سيقولون إنّ الهدف من الحياة هو عبادة الله –وهو أمرٌ صحيح- ولا بد لهذه الطقوس وقيمتها الإرغامية أن تتجلى في الخطاب الديني . وضرورة التحرر من الإرغامية.
وبما أن المعرفة تنتج الخطاب وضرورة إعادة النظر في ارادتنا للحقيقة، وإعادة طابع الحدث للخطاب المتسلسل والمنتظم وتجنب الفوضى.
وبما أن الحدث لا ينتمي الى فئة الأجسام ولاماديا ولا كيفية ولا سيرورة .
نحتاج الى تجديد الخطاب الفكري والفلسفي نتاج إدراكي لنظامنا القيمي .
وأخيراً هذه المحاوله لإستخدام نظريات علمية غير مألوفة في تقييم الخطاب العربي وفهم علاقته في البداوة في التفكير والارتقاء الحضاري في هذا الخطاب على طريق التغيير.
والقاريء مدعو لطرح مزيد من الاسئلة لانها مفاتيح التفكير وايجاد الحلول.