10:12 مساءً / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

هل 2012 هو عام الإنترنت في الهند؟

شفا – تقول التوقعات أن الطرق التي يستخدمها الهنود في مجال الاقتصاد والتسلية على الإنترنت سوف تتغير كثيرا خلال العام المقبل

 

تقدر الإحصاءات عدد الذين يدخلون إلى الإنترنت في الهند بما يقرب من 121 مليون هندي. وهذا رقم ضخم لكنه لا يزال يمثل قدرا صغيرا نسبيا من عدد السكان في البلاد والبالغ 1.2 مليار نسمة.

وتقول التوقعات أن الطرق التي يستخدمها الهنود في مجال الاقتصاد والتسلية على الإنترنت سوف تتغير كثيرا خلال العام المقبل.

ويقول أنكور أجراول مازحا، وهو مدير تحرير موقع تطبيقات المدونات الهندية أونلي جزيمو. كوم: “قريبا ستكون هناك هواتف نقالة أكثر من عدد الناس في الهند.”

وفي مكتبه المزدحم في مدينة مومباي تحيط الرجل صناديق مليئة بأحدث التقنيات الحديثة والجاهزة للمراجعة والاختبارات.

وتحتوي العديد من الصناديق على أحدث أنواع الهواتف الزكية التي ينتظر إطلاقها في الأسواق الهندية قريبا.

وربما تبدو تأكيدات أجراول بشأن عدد مستخدمي الهواتف الزكية في الهند غريبة بعض الشيء حينما تعلم أن عدد السكان في هذه الدولة يصل إلى 1.2 مليار مستخدم، لكن في ظل الصعود الكبير لاستخدام الهواتف النقالة تصبح هذه التوقعات قابلة للتحقيق في المستقبل غير البعيد.

وتقول هيئة تنظيم الإتصالات في الهند إن العام الجديد سيشهد زيادة تقدر بـ 200 مليون مشترك جديد في خدمة الهواتف النقالة.

ووفقا لبحث أجراه موقع ويرسوشيال دوت نت، هناك 898 مليون مشترك في خدمة الهواتف النقالة في الهند، منهم 292 مليون يعيشون في مناطق ريفية.

وأشارت نفس البيانات إلى أن 346 مليون مستخدم للهواتف النقالة في الهند قاموا بالاشتراك في باقات الخدمات الإلكترونية مع وجود أكثر من نصف المشتركين في خدمة الإنترنت في الهند من الذين يدخلون إلى الإنترنت من خلال هواتفهم النقالة.

ويضيف أجراول : “ستقود الهواتف النقالة استخدام الإنترنت في الهند في 2012، حيث إن استخدام الحاسبات الآلية سيبدأ بالهواتف النقالة والتي تشهد الآن نموا سريعا في الهند.”

ويعتقد أجراول أن الزيادة في عدد الهواتف الزكية والهواتف ذات القدرة على استخدام الإنترنت، والتي تباع بأقل من 5,000 روبية (94 دولار، 61 استرليني) ويقوم الهنود بصناعتها، سوف تجعل الأمر أكثر سهولة وأقل تكلفة لاقتناء هذه الهواتف.

و ستساعد الزيادة في الإقبال على خدمات 3G و 2G في الهند في ارتفاع عدد المستخدمين للإنترنت أيضا.

ومع ذلك، لا تزال هناك أمور تتعلق بشبكات توفير التغطية للحصول على هذه الخدمة في الأماكن النائية. وحتى مع توافر التغطية الشبكية، لا تزال التكلفة عالية بالنسبة للعديد من المستخدمين.

جهاز كمبيوتر لوحي بـ 50 دولار

وتخطط الحكومة الهندية لتقديم جهاز كمبيوتر لوحي (تابلت) حديث منخفض التكلفة ويعرف بـ ” أكاش” وتعني السماء، إلى المدارس على مستوى البلاد في عام 2012.

ويتكلف هذه الجهاز نحو 50 دولارا، ويتم امتداحه كأضخم إنجاز تقني للهند و للطريقة التي يتم بها توصيل الإنترنت إلى المدارس.

ويقول أجراول أن ذلك سيسمح للمزيد من طلاب المدارس بمشاهدة الفيديو وتحميل معلومات حول المواد الدراسية دون الحاجة إلى وجود معلم بالقرب منهم، وسيضع التلاميذ في وجه التقنيات الحديثة.

لكن هذا الجهاز لا يزال أولي جدا مقارنة بأجهزة أخرى في السوق، ويعتمد على توفر شبكة واي-فاي جيدة ومصادر كهرباء، وهي متطلبات لا تتوفر دائما في العديد من الأماكن النائية في الهند.

ويعد التحدي الأكبر الذي تواجهه الهند هذا العام هو زيادة نسبة الدخول إلى الإنترنت في هذه الأماكن النائية.

وهناك فقط 2% من سكان المناطق الريفية في الهند الذين يستخدمون الإنترنت وذلك وفقا لهيئة الانترنت والمحمول في الهند.

وهذه نسبة ضئيلة عند الأخذ في الإعتبار أن أكثر من 70% من سكان الهند يعيشون في مدن حضرية.

وتقول بي نيرانجانا من معهد تاتا للعلوم الإجتماعية في مومباي: “حتى إذا قدمت لهم التقنية، فما تحتاج القيام به أيضا هو أن تنشر الوعي حول كيفية استخدامها واستحداث شعور بأهمية الوصول إلى هؤلاء الناس في هذا الجزء من المجتمع.”

وتضيف نيرانجانا أن القدره على استخدام التقنية الحديثة تتطلب مهارات محددة مثل التعليم والمعرفة بالكمبيوتر، وهناك الكثير من الأعمال التي يجب القيام بها في هذه المناطق حتى يفهم سكان القرى كيف يمكن لأجهزة الكمبيوتر أن تثري حياتهم.

وتؤكد نيرانجانا أن هناك 18% من مستخدمي الإنترنت في الأماكن الريفية يضطرون للسير لمسافة تزيد عن 10 كم (6 أميال) للدخول على الإنترنت.

الشبكات الإجتماعية

 

وفيما يتعلق بالهند والإنترنت أيضا، هناك تحد آخر وهو كيفية استخدام الناس للإنترنت في الهند. فمع توفر الشبكات الجيدة، والهواتف النقالة، وأجهزة الكمبيوتر يستخدم الكثير من الهنود الإنترنت بشكل متزايد جدا فيما هو أبعد من تصفح الإيميلات.

فقد أصبحت شبكات التواصل الإجتماعي في الهند عامل جذب رئيسي لإستخدام الإنترنت. وأشهر موقع انترنت في الهند الآن هو الفيسبوك والذي شهد في الأشهر الست الأخيرة زيادة في قاعدة مستخدميه تقدر بأكثر من الثلث.

ويشهد كذلك موقع التواصل لينكدإن إقبالا كبيرا في الهند، حيث يوجد في الهند ثاني أكبر عدد من مستخدمي هذا الموقع وفقا لأرقام موقع سوشيال بيكرز دوت كوم.

ومن المتوقع أيضا خلال هذا العام الجديد أن ترتفع نسبة المستخدمين الذين يقبلون على مواقع الفيديو والموسيقى في الهند، وذلك وفقا لـ تارون أبيتشاداني، وهو مدير مجموعة “آي إم آر بي” وهي مؤسسة تعمل في مجال أبحاث السوق.

ويضيف أن هذا الإقبال يرجع إلى حقيقة أن الجزء الأكبر من عدد مستخدمي الإنترنت في الهند هو من الشباب الذكور.

ويذكر أن أكثر من نصف السكان في الهند لا يتجاوزون 25 عاما، وهو سوق ضخم محتمل لإستخدامات الإنترنت.

ويساعد هذا الجيل الجديد في بناء مجال التجارة الإلكترونية في الهند، حيث يزداد عدد الأعمال التجارية على الإنترنت مع مرور الوقت، حيث بلغت قيمة الأعمال التجارية على الإنترنت العام الماضي في الهند ما تقدر قيمته بنحو 10 مليار دولار.

جيل صناعة الدخل

 

ويقول أبيتشاداني أنه يمكننا أن نتوقع أن تنطلق في العام الجديد تجارة الهواتف النقالة أو ما بات يعرف بـ إم- كوميرس (على غرار التجارة الإلكترونية إي-كوميرس).

حيث يتم إرسال ما يقرب من 13 مليار رسالة إعلانية للهواتف النقالة في الهند في الشهر الواحد، وهو ما يسبب مصدرا للإحباط لدى المستخدمين الذين لا يرغبون في تلقى الإعلانات عبر هواتفهم، ولكنها تمثل مصدرا قيما للعائدات بالنسبة للتجار.

وفي واقع الأمر، يأتي ما يقرب من ثلثي حجم التجارة الإلكترونية في الهند من خلال الهواتف النقالة.

ومن التغيرات المتوقعة أيضا هذا العام هو تقديم المزيد من المواقع غير الإنجليزية في بلد تستخدم فيه مئات اللغات.

ويقول أبيتشاداني:” نحن لدينا العديد ممن يتحدثون الإنجليزية في بلادنا، لذلك نريد المزيد من ترجمة المواقع إلى اللغات المحلية وذلك لكل المواقع المتاحة للمستخدمين الهنود.”

ويضيف: “الناس تشعر بأريحية أكثر عندما يستخدمون لغاتهم وخصوصا في مناطق معينة، لذلك ينتظر الهنود ظهور هذا النوع من المواقع.”

وتحاول الآن مواقع مثل ويكيبيديا أن تقدم محتواها بلغات إقليمية مختلفة.

ومن المتوقع أن يزيد الإستخدام الكلي للإنترنت في الهند، لكن تحديات توصيل الخدمات، والتقنيات الحديثة ستحدد من سيتمكن من الدخول إلى الإنترنت وكيفية القيام بذلك.

شاهد أيضاً

لماذا يعاني الإعلام الغربي من فوبيا فلسطين؟ بقلم : منى أبو عمارة

لماذا يعاني الإعلام الغربي من فوبيا فلسطين؟ بقلم : منى أبو عمارة

لماذا يعاني الإعلام الغربي من فوبيا فلسطين؟ بقلم : منى أبو عمارة على غرار النكبة …