9:53 مساءً / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

جبهة عالمية تتشكل ضد الهيمنة الأمريكية والعنصرية “الإسرائيلية”، بقلم : راسم عبيدات

جبهة عالمية تتشكل ضد الهيمنة الأمريكية والعنصرية "الإسرائيلية"، بقلم : راسم عبيدات

جبهة عالمية تتشكل ضد الهيمنة الأمريكية والعنصرية “الإسرائيلية”، بقلم : راسم عبيدات


ما لمسناه من الموقف القوي الذي اتخذه الرئيس البرازيلي لولا دي سلفيا ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث وصف ما يرتكب من جرائم من قبلها بحق الأطفال والنساء والمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة بالإبادة الجماعية.

هذه الأقوال دفعت بحكومة الاحتلال لشن حملة على الرئيس البرازيلي، واصفة تصريحاته تلك بالوقحة والحقيرة، والتي في نهايتها أدت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، وكذلك التبدلات الملحوظة في المواقف الصينية والروسية على صعيد قضية أمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر وبحر العرب، رغم تضرر الصين اقتصادياً من إغلاق اليمن “جماعة أنصار الله” للبحر الأحمر في وجه السفن التي تحمل البضائع إلى إسرائيل، ولتطال العقوبات لاحقاً السفن الأمريكية والبريطانية، لقيامها بالعدوان المستمر على اليمن.

وأكد وزير الدفاع اليمني في حكومة تصريف الأعمال محمد العاطفي، أن اختزال الجغرافيا وادعاء الوصاية الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية على البحر الأحمر أصبح أمراً غير مرغوب، وغير مرحب به، وأن الأمن البحري للبحرين الأحمر والعربي أُعيدت صياغته بشكل سليم.

كذلك موقف المندوب الصيني في المرافعات التي جرت في محكمة العدل الدولية، والتي قال فيها: إن من حق الشعب الفلسطيني استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، استخدام كل أشكال وأسالب النضال بما فيها الكفاح المسلح من أجل استعادة حقوقه، وإن إسرائيل دولة محتلة لا يحق لها الدفاع عن نفسها.

وكذلك قيام روسيا بإهانة أحد الدبلوماسيين الإسرائيليين في مطار موسكو وتفتيشه بطريقة مذلة،و أيضاً تزويد إيران لروسيا بمئات الصواريخ الباليستية، وكذلك الزيارات التي قامت بها وفود من حركة حماس والجهاد الإسلامي، أكثر من مرة لموسكو، ولقاء القادة الروس، والدعوة الروسية لـ 14 فصيلاً فلسطينياً إلى موسكو، من أجل العمل على تحقيق مصالحة فلسطينية شاملة عبر حوار وطني شامل، تمتد من 29 شباط الحالي وحتى الثاني من آذار القادم، وهذا يؤكد على أن روسيا باتت لاعبًا أساسيًا في الساحة الفلسطينية، وفي أية حلول سياسية.

وكذلك سبق ذلك قيام دولة جنوب أفريقيا في أواخر عام 2023، برفع قضية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، بتهم ارتكاب إبادة جماعية بحق سكان قطاع غزة، وتوسع مفاعيل هذه الجبهة العالمية على المستوى العالمي، لتطال الكثير من شعوب دول العالم، حتى التي تشكل دولها جزءًا من التحالف مع إسرائيل في الحرب العدوانية المستمرة على الشعب الفلسطيني، وهي المرة الأولى التي تخسر فيها إسرائيل الرأي العام الأوروبي، وربما الشبابي الأمريكي.

هذه الجبهة التي انطلقت شرارتها، نتيجة انكشاف حجم ما ارتكبته إسرائيل من مجازر وجرائم بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولعل العامل الحازم في هذه الجبهة هو حالة الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية في وجه اعتى آلة حرب عسكرية في المنطقة، كل هذه الأمور وسعت من دائرة الجبهة العالمية المناصرة للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، حيث تشمل العديد من دول أمريكا اللاتينية مثل بوليفيا وتشيلي وكولومبيا وفنزويلا، يضاف لها كوبا والبرازيل وإيرلندا، ولتمتد هذه الجبهة إلى الإقليم، حيث تقف في المقدمة إيران، وهناك عربياً الجزائر والعراق وسوريا.

الحادثة التي شهدناها في الخامس والعشرين من شباط الجاري، بقيام أحد الجنود الأمريكان بإحراق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، احتجاجاً على ما قاله “الشراكة الأمريكية مع إسرائيل بارتكاب جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث كان يهتف (فلسطين حرة).

هذه العملية التي أقدم عليها هذا الجندي الأمريكي ذو البشرة البيضاء، نخب أول وشعر أشقر وعيون زرقاء، وليس “سحنة” سمراء أو حمراء، عرت أمريكا وفضحتها أخلاقياً وإنسانياً وسياسياً، وهي التي تدعي التمسك بقيم الإنسانية والدفاع عن حقوق الأطفال والنساء، والتمسك بقيم العدالة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

أمريكا التي زادت عزلتها وانكشاف دورها المشارك في الحرب العدوانية الإسرائيلية، وعدم منعها لارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين، باستخدامها لحق النقض “الفيتو” ثلاث مرات ضد قرارات تدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لدواعٍ إنسانية، وكذلك تزويدها لإسرائيل بالمساعدات العسكرية، وبأحدث الأسلحة والذخائر، بما في ذلك صواريخ موجهة وقنابل ذكية زنة 2000 رطل خارقة للتحصينات، وأيضاً الدعم المالي بمليارات الدولارات والغطاء السياسي والإعلامي والمساعدات الاستخبارية واللوجستية، وتبني الرواية والسردية الإسرائيلية، الجندي الأمريكي أورون بوشنل، هو استشهد دفاعاً عن الإنسانية، في صحوة ضميرية عبر عنها بحرق نفسه.

وأيضاً في هذا الإطار، قام المزارعون في بلجيكا بحرق إطارات قرب مقر المجلس الأوروبي في بروكسل، احتجاجاً على السياسات الاقتصادية والاجتماعية الأوروبية، ودعمهم للحرب العدوانية على الشعب الفلسطيني، وللجرائم التي يتعرض لها.

وحتى داخل دولة الاحتلال نفسها وجدنا الفتاة صوفيا أور (18 عاماً)، أول فتاة إسرائيلية تدخل السجن لرفضها الخدمة العسكرية، بسبب معتقداتها السياسية، وفي تصريحات سابقة لها، قالت صوفيا “في 25 فبراير/شباط تاريخ تجنيدها، سأرفض التجنيد، وسأدخل السجن العسكري بسبب ذلك، فأنا أرفض المشاركة في سياسات القمع والفصل العنصري العنيفة التي فرضتها إسرائيل على الشعب الفلسطيني، وخاصة الآن مع الحرب”.

وعلى خلفية هذا الموقف، تلقت صوفيا بعد إعلانها موقفها تهديدات بالقتل والاغتصاب، واتهامها في مواقع التواصل بالخيانة، ووصفها أصدقاؤها بأنها يهودية كارهة لذاتها.

وسبق أن حُكم على الشاب تال ميتنيك، البالغ من العمر 18 عاماً من تل أبيب، بالسجن 30 يوماً لرفضه التجنيد في الجيش بعد أن أدان العدوان على غزة، ووصفه بأنه “حملة انتقامية، ليست فقط ضد حركة حماس، بل ضد الشعب الفلسطيني”.

لأول مرة دولة الاحتلال تهزم على صعيد الرواية والسردية، وكذلك على صعيد الرأي العام العالمي، حيث كانت الشعوب الأوروبية الغربية والشعب الأمريكي، في ظل غياب الرواية والسردية الفلسطينية، والسيطرة المطلقة الإسرائيلية على الفضائين الإعلامي والثقافي في تلك الدول، بفضل قوة لوبياتها الإسرائيلية وتغلغلها في المراكز القيادية وصناعة القرار في تلك الدول، والسيطرة المالية والاقتصادية، ينحازون ويتبنون الرواية والسردية الإسرائيلية، وكل من ينتقد دولة الاحتلال، يتعرض إلى حملة شرسة، تفقده وظيفته أو موقعه، فإسرائيل كانت بمثابة “البقرة المقدسة”، التي لا يجوز الاقتراب منها بالانتقاد أو الإدانة، وكل من يقدم على ذلك يتهم باللا سامية والعنصرية والحقد على اليهود.

الجبهة العالمية تتسع وتتمدد لتطال مؤسسات أكاديمة وجامعات، تدعو لمقاطعة الجامعات الإسرائيلية، وفك علاقات التعاون والتبادل الثقافي والعلمي معها، وكذلك وجدنا على خلفية الجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني بأن هناك مئات المحامين من مختلف دول العالم تجندوا من أجل رفع قضايا على قادة دولة الاحتلال في محكمة الجنايات الدولية، بتهم ارتكاب جرائم حرب استناداً إلى ما تخلص إليه محكمة العدل الدولية من قرارات، يبنى عليها ويسترشد بها في محكمة الجنايات الدولية في توجيه الاتهامات لهؤلاء القادة الإسرائيليين.

في الوقت الذي تتوسع فيه هذه الجبهة العالمية ضد دولة الاحتلال، ضد الهيمنة الأمريكية والعنصرية الإسرائيلية، وفي ظل ازدياد حملات المقاطعة لها والدعوة لفرض عقوبات عليها، نجد أن دول النظام الرسمي العربي والعديد من الدول الإسلامية، بدلاً من أن تسهم في هذا الجهد، وأن تكون السباقة في هذا الجانب من منطلقات الأخوة والانتماء الوطني والقومي والعقائدي والديني، لم تقم بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، بل وجدنا بأن العديد منها تقدم بالالتفاف على الحصار الاقتصادي التي تفرضة جماعة “أنصار الله” اليمنية على السفن التي تحمل البضائع إلى إسرائيل بمنعها من المرور عبر البحر الأحمر.

شاهد أيضاً

الجبهة العمالية الموحدة توجه نداء للاحتجاج على الإبادة الجماعية الإسرائيلية في فلسطين

شفا – وجهت الأمانة العامة للجبهة العمالية الموحدة للدفاع عن الشعب الفلسطيني، نداء الى الطبقة …