شفا – ظهرت ناقلة الجنود الأمريكية “أم 113” في أحد مشاهد كتائب القسام، للمعارك الضارية التي تخوضها في خانيونس، يوم الأحد، بعد استهدافها بقذيفة الياسين 105.
وتعد ناقلة الجنود التي يطلق عليها الاحتلال اسم “زيلدا”، من الناقلات القديمة، التي تعود إلى فترة حرب فيتنام، وتم الزج بها في معارك غزة رغم سوء أدائها وتعرض الجنود فيها لخسائر فادحة، بفعل خسائر كبيرة للاحتلال، وفقا لمراقبين.
والناقلة من النوع المجنزرة، وتم تطويرها من قبل شركة “أف أم سي” الأمريكية، ودخلت جيش الولايات المتحدة رسميا عام 1961، لتحمل مكان الناقلات المدرعة “أم 59”.
لكن المدرعة بدأت عملها العسكري في المعارك، حين منحتها الولايات المتحدة لجيش فيتنام الجنوبي، مع رشاشات وأسلحة ثقيلة مثل مدافع الهاون.
وبثت “القسام” فيديو لاستهداف آليات إسرائيلية في خانيونس يُظهر استخدام جيش الاحتلال ناقلة الجند M 113 المصنوعة في ستينيات القرن الماضي ما يؤشر لوجود نقص حاد في الآليات الحديثة بسبب تدميرها بفعل ضربات المقاومة.
واستخدمت من أجل اختراق الغابات الكثيفة، ومهاجمة مواقع الفيتكونغ، الذين استخدموا الأنفاق بصورة واسعة، من أجل نصب كمائن للجيش الأمريكي والمتعاونين معهم.
وتم تصنيع هيكلها من الألمنيوم السميك، بصورة كافية، ليقدم الحماية للطاقم من نيران الأسلحة الخفيفة، لكن ثبت فشلها في مواجهة القذائف المضادة للدروع، والتي تسبب بكوارث في صفوف الجنود بداخلها بعد تدميرها بصورة كلية.
وبالرغم من ذلك، تعد هذه الناقلة من الآليات العسكرية الأكثر إنتاجًا حول العالم، بسبب الاستخدامات المتعددة لها، مثل النقل الطبي، وإطلاق قذائف الهاون، وعمليات الهندسة في الجيوش ومركبات قيادة، ويقدر عدد إنتاجها حول العالم بنحو 80 ألف مدرعة، وخلال السنوات الماضية، قدمتها الولايات المتحدة كمساعدات عسكرية للجيوش في الشرق الأوسط، بعد خروجها عن الخدمة لإخراجها من مستودعاتها.
ويعد الاحتلال أكثر مستخدم لهذه المدرعة بعد الولايات المتحدة، ويمتلك وفق التقديرات 6 آلاف قطعة منها في الخدمة.
وشاركت في حرب أكتوبر 1973 مع مصر، وكذلك عملت في الجولان، وثبت فشلها، وعدم كفاءتها، في حماية الجنود، بسبب ضعف دروعها، وكان بارزا القضاء على معظم أفراد سرية الاستطلاع السابعة في جيش الاحتلال، خلال هجومها على قوات الكوماندوز السورية في معركة بقعاتا.
كما تكبد جيش الاحتلال خسائر كبيرة، بفعل المدرعة الأمريكية، في عدوان 1982 على لبنان، بفعل الكمائن التي نصبها المقاومون الفلسطينيون لها، بواسطة قذائف الآر بي جي، والتي كانت تتسبب في اشتعال النيران بسرعة فيها وانفجارها.
وخلال حصار بيروت، اضطر جيش الاحتلال، إلى إسناد مهمة الإمداد لها إلى خط المواجهة، والتوقف على بعد 100 متر على الأقل، من خطوط الخصم.
ذكريات سيئة مع غزة
ولم يفوت قطاع غزة، الفرصة لتسجيل حضوره في تدمير المدرعة الأمريكية، وخلال الانتفاضة الثانية، تمكن مقاومون، من تدمير مدرعتين بواسطة عبوات ناسفة، ما أسفر عن مقتل 11 جنديًا كانوا بداخلهما، وهو ما عرف بـ”كارثة إيه بي سي”، لدى جيش الاحتلال.
وخلال العدوان على قطاع غزة عام 2014، وقعت المدرعة في كمين بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، وتمكن مقاتلون من كتائب القسام، من استهدافها بصاروخ مضاد للدروع، أدى إلى انفجارها بالكامل، ومقتل كامل طاقمها، من لواء غولاني، فضلا عن تمكن القسام من أسر الجندي شاؤول آرون، والذي لا يزال أسيرًا لديها منذ ذلك التاريخ.
وأدت الخسائر في صفوف الجنود، واعتبارهم الناقلة عبارة عن مصيدة لهم، بسبب عدم قدرتها على التصدي للقذائف المضادة للدروع، إلى احتجاجهم، ورفض 30 جنديا من الاحتياط أوامر قادتهم باستخدامها للمشاركة في الهجوم على قطاع غزة.