1:58 مساءً / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

تلبية للاحتياجات البشرية والبيئية، بقلم : غسان عبد الله

تلبية للاحتياجات البشرية والبيئية، بقلم : غسان عبد الله

تلبية للاحتياجات البشرية والبيئية، بقلم : غسان عبد الله

ما دفعني لكتابة هذه العجالة ، إضافة لكوني مختص ومهتم بالشأن التربوي منذ زمن طويل، إذ عملت في هذا المجال زهاء ثلاثة عقود ونيّف، ولكل المستويات التعليمية، ما دفعني هو:

  • قراءتي مقالا لشخص شغل مناصب تربوية هامة عديدة، يطالب بإعادة هندسة منظومة التعليم الفلسطيني .

لا أود توجيه السؤال التقليدي المألوف له: ماذا فعلت بهذا الصدد وأنت في وظيفتك. بعد أن تمت إحالتك إلى التقاعد، أصبحت ناقدا للنظام التربوي التعليمي المعمول به !!

  • ثمة دافع اّخر، هو دوام القائمين على المنظومة التربوية التعليمية، بالهرب إلى الأمام من خلال نسخ وتطبيق أساليب تربوية، ثبت عقمها في مجتمعنا مثل التعليم عن بعد والذي أضحى بعدا عن التعليم.

لست ضد التنويع في الأساليب التربوية المتبعة لتحقيق الأهداف المنشودة، لكن هل سألنا ذواتنا:

  • هل مدارسنا، وعائلات الطلبة ومدارسنا تتوفر لديهم مستلزمات التعليم عن بعد( سؤال طرحناه منذ الشروع به ابان جائحة كوفيد 19 ). هل الأسرة التي لديها أكثر من ابنة/ ابن قادرة على توفير مستلزمات التعلم عن بعد( تكنولوجيا ومكانيا)؟ هل تلقى معلمنا دورات في أساسيات التعليم عن بعد؟ وهل هناك مراقبة فاعلة حيال تأدية المعلم واجبه بالشكل المطلوب ؟

كي لا نكون كهؤلاء الذين يكتفون بتوجيه النقد أو مجرد تشخيص المعضلة التربوية، لا سيما في ظل انحدار منسوب القيم والأخلاق والانجاز الأكاديمي، أعرض المقترحات التالية ،والتي قد تكون أقل خسارة وأكثر فائدة من الناحية العلمية :-

  • التحول الى التعليم المناطقي( كل في منطقته) اذ يتجمع الطلبة من نفس الصف أو عدة صفوف متقاربة معا في منطقة واحدة، ويتقاسم شرف مهمة أسمى رسالة معلمون/معلمات المنطقة ذاتها أو متطوعون ومتطوعات، اذ يتم استبدال الأساليب التقليدية بأساليب تربوية تقوم على تكثيف وتعزيز التعلم النشط المتبادل (أضلاع العملية التعليمية الثلاث، أقران، التعلم من البيئة)، ناهيك عن تأمين فرص تعزيز قيم التطوع وعدم تنقل الطلبة والهيئات التدريسية للحفاظ على سلامتهم )، وتعزيز مبدأ الشراكة المسؤولة …………..)
  • حبذا لو يتم تخصيص مكافأة /جائزة للطالب النشط ،عبارة عن كتاب مرجعي وبالتعاون مع المكتبة الوطنية والمطبعة الوطنية واتحاد الكتاب وغيرهم من المؤسسات الرسمية والأهلية .
  • نحن بحاجة الى تبني نهج (triz ) القائم على تأمين فرص التعلم من خلال توظيف الإبداع و التفكير الإبداعي والتفاعل مع البيئة المحيطة وضمان ضرورة تنفيذ دور المدرسة في تعزيز التكافل الاجتماعي …..)
  • تشكيل مجالس شعبية مناطقية يوكل إليها تقاسم شرف مهمة تطوير وتعزيز القيم و التعليم النشط. يكون ذلك من خلال قيام مديريات التربية والتعليم مع مجالس أولياء الأمور واتحاد المعلمين الفلسطينين بتشكيل مثل هذه المجالس وعلى أسس مهنية تخصصيّة صرفة وليس لاعتبارات سياسية فئوية ضيّقة.
  • ادخال نهج التعلم من خلال الرحلات الاستكشافية ( لتكن البداية داخل المنطقة / الحي نظرا للأوضاع السياسية السائدة)، بهذا يمكننا ليس فقط تعزيز فرص التعلم من خلال المشاهدة والاستكشاف، بل وأيضا التغلب على تحديات كثيرة مثل تلك المفروضة على تعليم المنهاج الفلسطيني في القدس.
  • اذا ما عمدنا الى تطبيق ذلك، نكون قد تمكنّا ليس فقط الابتعاد عن دوام الأساليب التقليدية المقيتة، بل وأيضا عززّنا من فرص نشر ورفع منسوب السلم الأهلي في المجتمع، اذ يتم تفاعل أبناء المجتمع مع بعضهم البعض ويتعزز أسلوب الحوار والنقد البنّاء بين أفراد المجتمع ومؤسساته، مما قد يقود الى خفض فرص اللجوء الى العنف المحلي وغيره وسط أبناء المجتمع، بعد أن أصبحت فرص التعلم والتعليم متاحة للجميع، قادرة على إعادة بناء الإنسان غير العالة على مجتمعه وبالعكس المساهم في رفعة شأن بلده ومجتمعه بطرق إبداعية شتّى.
  • إضافة إلى ذلك، توفير فرص بناء علاقات مودة بين أعضاء الطاقم التعليمي (إدارة، معلمون، معلمات ،مرشدون /مرشدات وأولياء أمور.

بهذا نضمن وجود نهجا تربويا يقود الى تلبية الاحتياجات المادية والمجتمعية والسيكولوجية للمجتمع ككل.

شاهد أيضاً

الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل

شفا – أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي الحرم الإبراهيمي الشريف، وسط مدينة الخليل، وفرضت طوقاً أمنياً …