1
حدثني الحجر
المَدهون بأعناق الاباء …
القبة تمشي متمائلة ، والنساءُ يتبخرنَ تحت ظلال الاضرحة
صراخ الولادة ، يَقضمن عظام الوجع
ينزلق الجنين كساق خشبي على الجليد .
زفير في الجدار ، كلام يرمي بأسمالهُ تحت الطللِ
ويدٌ يجلد الماء .
(انا رجلٌ يَمدُ حبل السرة الى الحتف
والظلام أخو الظلام ) .
ايةُ صرخة لزهرة دمائنا
وأي دخان لأقتلاع رئاتنا .
حدثيني ايتُها الحقول
عن طين الكلمات
فَحم المعاني .
يتسع النهر مع الموت
والمطر يَطوي دفاترهُ القديمة .
هدأة في قلنسوة العزلة
صليلٌ يتساقط من جبين الغيمة
الرياح تَتقشر ، فتات كلس
الدهشةُ عين مُلتصقة بوجهي
والليلُ عباءة البهلوان .
2
– يقول السيد الجذر …
أدخل فيَ أيُها الهارب ؟ .
فوق اوجاع الطريق رأيت النهار يتقولب في صناديق معدنية ، والوقت يرقعُ رداءهُ .
– هُنا لاترى الحياة أو الموت ، غصن خشخاش بينهما .
– ايُها الجذر الذي يعيشُ فيَ أنهض ؟ .
كان المساءُ يبكي ، أسمع نحيب الطبيعة الام المُطلقة
جماجم ترقص أحتفاءً بالحرب .
للغبار جبهة عريضة ، والتعب مهماز آخر في الجسد ،
ثمة سراب أقرب من العتبة
ثمة مزاليج تتساقط من ابواب الشمس لتدفع الانهيار الثلجي .
( نعل القمر ملتصق بجبين السماء ) .
الأرض نصف بيضوي في عيوننا نحن الدائرين حول قرون الحرب
المولودة بأسم الاعالي .
هنا في هذا الحي من العالم السفلي
الاطفال كأكداس القمامات ، والنساء ينتفخن وجعاً
يتساقط شَعّر الوقت ، والكل يحتمون بغبار التاريخ
تحملها رياح قادمة من جَلجَلة العصور
وفي كل زاوية صراخات بأسنان حديدية .
ذئاب الدهشة تلحس أعناق طرية
والليل يحرق ما تبقى منهُ .
وأنقلب العصا الى ساحر أعور يأكل قدميه .
– وانت يابهلول …
اما زلت ترقص على الاورام
– أرني كفيك ؟ .
– متى ترتوي المدن من دماء ابنائها ؟ .
– أما زالت السلطة راعياً مقتدراً ، الاب والام ،
والرب وما فوقهما .
3
وحلٌ يتشقق ويتبعثر أعضائه
يكتب اسطورته الاخيرة
بفحم ينتزعهُ من جسد الايام .
نهر يرتدي بزة عسكرية
والشمس تمزق حجابها وتختفي
تماثيل بشرية تتقدم لتمسح حذاء الطاغية .
الهواء مطر ذري حزين
لامكان للموت
المكان هو الموت
جرادة تقضم حواشي الوقت
أطفال يُعجنون برماد أعمى
دويٌ يشق المدى ورعد أعرج يمزق ثياب المدينة .
– يا لتلك الخراطيم المطاطية للتماثيل البشرية والتي لا تكفُ
عن الدوران ! .
وتنبت العناكب على الجباه كما السنابل .
4
جاء الماضي ، تاريخ يحمل مجلدات من السيوف
والصحراء قنديلُ مطفأ ، وتخرج من الصفحات
أفواه مليئة بالقيح والصراخات .
بدأتُ من الصحراء – أول الفاجعة .
شرايين تمتد كالجذور نوافير الدم الصاعدة الى الاعالي
قمرٌ يأكلُ ماتبقى من الجثث .
قبائل تنتمي الى الصخرة
والكل تُسمي نفسها ضياع كوني
مذاك
بنوا سراديبهم وحفرهم وأكلوا فتات من خبر الله
باسم امرائهم
( كل قبيلة حُفرة )
أرض تتعفن بأشلاء أبنائها .
وأنت ِ أيتها الريح أنثري بِذارك بين المقابر .
ويَحمل الفجر قسماتهُ بيننا لتتسع الفاجعة .
( فوق كل صخرة منفى )
آه يا آدم …
كيف كان الطين يتلوى وجعاً
بين يَدي الرب
يَنفر من أصابعهُ .
جمال جاف