شفا – في مثل هذا اليوم الثاني والعشرين من كانون الثاني/ يناير عام 1979، اغتال الموساد الإسرائيلي القائد علي حسن سلامة “الأمير الأحمر”، مؤسس قوات أمن حماية قيادة منظمة التحرير الفلسطينية (قوات الـ17 لاحقا)، بتفجير موكبه في العاصمة اللبنانية بيروت.
وُلد “الأمير الأحمر” في العراق بتاريخ 1/4/1941، وأنجبت زوجته مولودها الأول في القاهرة بتاريخ 1/6/1966 في الذكرى الثامنة عشرة لاستشهاد جده المجاهد الشيخ حسن سلامة.
وكان “أبو حسن”، قد انتقل إلى القاهرة لإكمال تعليمه هناك، وفي عام 1964 انتقل إلى الكويت والتحق بحركة “فتح” عن طريق خالد الحسن “أبو السعيد”، وأدار دائرة التنظيم الشعبي في مكتب منظمة التحرير الفلسطينية، واختير عام 1968 ضمن مجموعة من عشرة أشخاص لدورة أمنية في القاهرة، وبعد عودته عمل نائبا لمفوض الرصد المركزي لحركة “فتح” صلاح خلف، واستقر في العاصمة الأردنية ممارسا لمهماته النضالية حتى خرج برفقة القائد ياسر عرفات، وأصبح منذ ذلك الوقت ظلا لأبي عمار ومكلفاً بحمايته، وهو أول من تم تعيينه قائدا لقوات الـ17.
وفور انتقاله إلى بيروت، أُسندت إليه قيادة العمليات الخاصة ضد الاحتلال الإسرائيلي في جميع أنحاء العالم، وارتبط اسمه بالعديد من العمليات النوعية، كما ارتبط اسمه بالاتصالات السرية التي كانت تُجريها الثورة الفلسطينية مع الكثير من الأطراف في الساحتين اللبنانية والدولية.
ورافق أبو حسن سلامة الشهيد عرفات خلال زيارته التاريخية للأمم المتحدة عام 1974م، وخلال المباحثات الأميركية – الفلسطينية التي تم بموجبها التنسيق المشترك، أوكل الرئيس عرفات إدارة هذه المهمة إليه، في حين اعتبرته إسرائيل منذ تكليفه بالاتصالات مع الإدارة الأميركية أكثر خطورة عليها، فليس من المصلحة الإسرائيلية أن يكون هناك أي تقارب بين منظمة التحرير والإدارة الأميركية، لذا أصبح “أبو حسن” الهدف الأكبر أهمية لإسرائيل الذي يجب التخلص منه.
اعتقد قادة الاحتلال أنهم باغتيال الشهيد سلامة أزاحوا من طريقهم خصما سبق أن أفشل مخططاتهم وأنزل القصاص بعملائهم، فكان القائد المؤهل لتشكيل قوة الحماية للزعيم الشهيد ياسر عرفات، التي لعبت دورا مهما في التصدي لأنشطة الموساد على الصعيد الخارجي، وفي داخل لبنان.
رئيسة وزراء الاحتلال غولدا مائير، أطلقت عليه لقب “الأمير الأحمر”، فأصبح هذا اللقب يميزه لدى المراقبين السياسيين والإعلاميين للحركة الوطنية الفلسطينية أيضا.
قبل استشهاده، نجا سلامة أكثر من مرة من الاغتيال، كان أشهرها، المحاولة الفاشلة في تموز 1973، فبعد أشهر من البحث والتعقب في أوروبا، وصلت خلية الموساد المكلفة باغتيال القيادي ورجل الاستخبارات الفلسطيني سلامة إلى مدينة ليلهامر في النرويج، واستعدت لاقتناص الهدف الثمين.
وبعد تأكد الخلية من هدفها، اعترضت طريقه في الشارع، وصوبت إلى جسده 14 رصاصة، إلا أن الشخص الذي قُتل بجانب زوجته الحامل لم يكن سوى المهاجر المغربي أحمد البوشيخي، الذي وقع ضحية وجود شبه بينه وبين سلامة.