طريقة التدريس: تعريفها وأنماطها…! بقلم : أ.د. أفنان دروزة
تعدّ طريقة التدريس من الأمور التي يجب أن يلم بها المعلم، وذلك من أجل أن يختار طريقة التدريس المناسبة، وكيف ينقل المعلومات إلى طلبته بالشكل المناسب والصحيح، ثم كيف ينتقل في أثناء تدريسه من الجانب النظري واستعراض المعلومات إلى الجانب العملي وتوظيف المعلومات.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، ما هي طريقة التدريس، وكيف نظر إليها التربويون، وكيف عرّفها علم التعليم؟ وهذا ما سنتناوله في الحال.
ما هي طريقة التدريس؟ تعرف طريقة التدريس بأنها كافة الإجراءات التعليمية التي يقوم بها المعلم داخل غرفة الصف بطريقة منظمة ومدروسة ومخطط لها بحيث تساعد الطالب على اكتساب المعرفة والمعلومات والمهارات والاتجاهات الإيجابية والسلوكات المرغوبة وبطريقة تكفل عملية التفاعل بينه وبين المعلم، وبين الطلبة أنفسهم، وبين الطلبة والمادة الدراسية، وبينهم وبين أفراد البيئة المحلية، حتى تتحول الأهداف التعليمية التعلمية إلى نتاجات تعلمية تتجلى في تخريج طلبة متعلمين متعلمين مؤهلين ماهرين ومفكرين مبدعين وقادرين على خدمة أنفسهم ومجتمعهم ووطنهم بالشكل اللائق والمفيد.
وقد تكون طريقة التدريس هذه لفظية شفوية كما يحدث في أثناء الشرح والمحاضرة والوصف الخ, وقد تكون سمعية بصرية كما يحدث في حالة استخدام الأفلام والتلفاز والحاسوب والإذاعة المدرسية والمسجلات الخ, وقد تكون تجريبية يقوم بها الطالب بالتجريب والاختبار كما في المعامل والمختبرات والميدان العملي الواقعي.
طرائق التدريس وطرائق التدريس هذه متنوعة ومتعددة ويمكن تصنيفها بشكل عام إلى أربعة فئات: الفئة التي تعتمد على المعلم حيث يقوم فيها للمعلم بالشرح والتوضيح والتفسير والتدريس مع عدم إلغاء مشاركة الطالب فيها.
ويندرج تحت هذه الفئة طريقة الإلقاء، والمحاضرة، والشرح، والوصف، والقصة، والعرض العملي أمام الطلبة.
أما الفئة الثانية من طرائق التدريس فهي التي تعتمد على الطالب حيث يقوم الطالب بتعليم نفسه بنفسه مع عدم إلغاء دور المعلم الذي يتجلى في مثل هذه الحالة بالإشراف والتخطيط والتوجيه والتقويم والإرشاد والمتابعة.
وتسمى هذه الطريقة أحيانا بالطريقة الذاتية، أو طريقة التعليم المبرمج، كما يحدث في التعليم المفتوح، أو التعليم عن بعد.
ويندرج تحت هذه الفئة طريقة التعلم باستخدام الكتاب المبرمج أو الأقراص المضغوطة، أو الحقيبة (أو الرزم) التعليمية المبرمجة، أو الحاسوب التعليمي والإنترنت، أو القيام بالدراسات المستقلة والأبحاث والرسائل الجامعية والمشاريع الدراسية.
أما الفئة الثالثة من طرائق التدريس فهي التي يتفاعل فيها المعلم مع الطالب بحيث يتقاسمان الأدوار بينهما مع بقاء دور المعلم هو المهيمن. ويندرج تحت هذه الفئة طريقة المناقشة الصفية، وطريقة المجموعات الصغيرة أو ما يعرف بالطريقة التعاونية، والطريقة الحوارية، وطريقة المشاريع الجماعية، والتعليم الخصوصي. والفئة الرابعة من طرائق التدريس فهي الطرائق المخبرية التجريبية بإشراف المعلم.
ويندرج تحت هذه الفئة طريقة التجريب في المختبر العلمي، وطريقة التجريب في الموقف الزائف أو ما يعرف بالمحاكاة، والطريقة التي تتم في الحقل والميدان العملي، وطريقة المسرح الحياتي أو ما يعرف بلعب الأدوار.
هذه الفئات الأربعة من طرائق التدريس وما يندرج تحتها من طرائق لها حسناتها وسلبياتها، وأن ما يصلح منها في موقف تعليمي لا يصلح في موقف تعليمي آخر، وبالتالي، فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا، ما الأمور التي يجب أن يأخذها المعلم بعين الاعتبار لدى اختياره طريقة تدريس دون أخرى، وذلك حتى يختار الطريقة الناجحة التي تؤدي به إلى تحقيق الأهداف المنشودة؟ وهذا ما سنتناوله في حلقة أخرى قادمة بإذن الله.