هل لديك طموح ؟ بقلم : أ.د. أفنان دروزة
لو سألتك عزيزي القارئ هل لديك طوح؟ قد تجيبني بنعم، وقد تجيبني بلا، أما إذا أجبتني بنعم، فاعلم أنك إنسان طبيعي تعيش بصحة نفسية وعقل واع وإيمان قوي بأهمية الأمل والعمل في هذه الحياة لكي تكون إنسانا راضيا عن نفسك تعمل وتنتج وتخدم الآخرين وترضي رب العالمين، وأما إذا إجبتني بلا، فأنصحك أن يكون لديك طموح مهما كان بسيطا أو صغيرا، طموح يجعل لحياتك قيمة ومعنى، ويبعدك عن أفكارك السوداوية ويجنبك الإكتئاب، فيجعلك تعيش بصحة وعافية وقدرة على العمل والإنتاج، وما كل ذلك إلا لأن لديك طموحا تفكر في تحقيقه، وأملا تسعى لتحقيقه، وفي عقلك صورة تحاول أن تصل إليها، وهذا من شأنه أن يجعلك إنسانا معتبرا تفيد وتستفيد.
وأن يكون لك طموح يعني أن يكون لك هدف تسعى إليه، وهذا يعني أن تعيش بهمة ونشاط وتفاؤل، تعمل وتنتج وتحقق إنجازات تضاف إلى سيرة حياتك قبل أن يغيبك الموت دون أن تعمل شيئا. والأكثر من ذلك، فهو يعني أنك تملك نفسية جميلة، أحلاما جميلة، وتفكر بأفكار إيجابية، ونظرتك للحياة يسودها البشر والتفاؤل، واتجهاتك نحو نفسك والناس الآخرين اتجاهات خيَرة بيضاء ناصعة، وكل هذا من شأنه أن يجعلك تعيش الحياة كما ينبغي: عاملا بانيا منتجا متفائلا، وتقطع مشوراها بكل همة ونشاط وسعي، حتى إذا ما امتلكت هذه الصفات فأنت إنسان طبيعي خالي من الأمراض نسبيا لا يؤرقك فراغ، ولا يقضَ مضجعك اكتئاب، ولا تسرب أيامك وأنت جالس على عتبة دارك تنتظر السماء أن تمطر لك ذهبا وفضة، وتنتظر الآخرين أن يفكروا عنك، ويخططوا لك، ويمدوا لك يد المساعدة في عمل ما يجب عليك أنت القيام به بنفسك.
وكم جميل أن يكون لك طموح، وكم جميل أن تضع لحياتك خطة بحيث تعمل على تحقيقها شيئا فشيئا، وما أجمل أن تحلم وتتخيل وتستشرف المستقبل بعين متفائلة وهمة عالية وإيمان قوي؛ فالمهم هنا أن يكون لديك أحلام، وأن يكون في فكرك تصور، وأن يكون عندك مشروع، وأن يكون أمام عينيك أمل يشحنك وأنت تعيش هذه الحياة فيحرك طاقاتك ويبعث همتك ويشحن عقلك وينعش نفسيتك ويجعلك تعيش سعيدا هانئا آمنا مطمئينا، إنسان طبيعي تحلم وتعمل وتجد وتسعى وتعتمد على ربك في تحقيق مآربك.
أما أن تعيش خالي الوفاض، خالي الذهن دون طموح، وأن تضع نفسك في الزاوية منتظرا الفرج دون أمل أو عمل، فهذا هو العجز إن لم يكنن الجنون بعينه، لأنه بالتأكيد سيؤدي بك إلى التشاؤم والسوداوية التي لا تجني من ورائها إلا التعب والإرهاق والأمراض النفسية المحبطة.
وبالتالي، فما عليك عزيزي القارئ إلا أن تضع أمام عينك هدفا في هذه الحياة مهما كان بسيطا أو صغيرا وذلك حتى يحفزك إلى السعي لتحقيقه، وعليك أن تحيط هدفك بالنظرة الجميلة والاتجاهات الإيجابية والأفكار البناءة والأحلام الوردية. وقد يكون الهدف مشروعا أو صناعة أو عمل أي شيء تحبه أو ممارسة هواية ترغبها أو مساعدة من يحتاج للمساعدة، وقد يكون الهدف عملا تطوعيا كالمشاركة في مؤانسة المسنين، أو تنظيم السير، أو حراثة الأرض واستثمارها، أوزراعة الحدائق العامة وتنظيفها، أو إعطاء دروس مجانية إن كنت متعلما، أو حتى رعاية الحيوانات الأليفة والطيور الجميلة.
فكل هذا من شأنه أن يشعرك بقيمتك وقوتك وأنك إنسان عامل نشيط مفيد، وذلك حتى تعيش بصحة وعافية، وهذا أسمى ما يسعى له أي إنسان. إذن هيا، فلنكن من الناس الطموحين المخططيين العاملين المنتجين والمعتمدين على رب العالمين حتى تكتب لنا الحياة السعدية الهانئة.