المقاطعة ومنتجنا الوطني، بقلم : مايا الكردي
لقد تأثرت القاعدة الشعبية على امتداد الوطن بتجاوزات المحتل الاسرائيلي ، باستباحة دماء الابرياء من المدنيين والاطفال والنساء والشيوخ ، التي جسدت صور وحشية دفعت الشعوب بالتعبير عن استياءها ورفضها وغضبها من هذا السلوك البربري .
فصرخ الشعب صرخةً واحدة ، دفعته بتلقائية لمقاطعة المنتج الذي يدعم هذا التوجه ، والذي ترفضه كل القوانين والدساتير الاممية والدولية .
هذه الحركة من الشعوب ، ولّدت سلوك حضاري فعّال ، ضَرب مصالح الاحتلال بعقر داره ، مما فتح المجال للصناعات الوطنية لتقدم البديل .
فقد تفاعل بشكل سريع الاقتصاد الوطني مع هذا الحدث وكثّف جهوده وخلق فرص عمل ، حتى يتحمل هذه المسؤولية.
وقد نقلنا هذا الحدث المؤلم ، الى مرحلة جديدة من الانتاجية والاعتماد على النفس ، وان نأكل مما نزرع .
وهي ثورة فكرية اقتصادية ولدت من رحم المعاناة ، متمنين على الشعوب الواعية ان تطور من هذه المقاطعة حتى تصل الى مفهوم الاكتفاء الذاتي ، كما نتطلع ايضاً ان تصبح منتجاتنا الوطنية تضاهي وتنافس المنتج العالمي وتنافس في الاسواق العالمية.
واعتقد انَّ الحراك بهذا الاتجاه هو خطوة تبني حضارة وتبني كيان اقتصادي مستقل يحررنا من التبعية الاقتصادية ويفتح المجال امام قطاع الشباب للابتكار والابداع وتطوير الذات .
لقد تكلمت الانسانية ، واسكتت بصوتها كل حاقد ومعتدٍ ، وسلاحها كان الكلمة والارادة .