شفا – على أبواب انتخابات الكنيسيت وتشكيل حكومة اسرائيلية جديدة، واصلت مسلسل الاستيطان بزعامة بنيامين نتنياهو في استهتار متواصل بقرارات الشرعية الدولية، والتخطيط لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية في المناطق الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967.
وفي ظل تصريحات علنية واضحة ومؤكدة على لسان نتنياهو تمت الموافقة على بناء 1240 وحدة استيطانية في مستوطنة “جيلو” جنوب مدينة القدس المحتلة، و مصادرة أراض في ابو ديس والعيزرية والسواحره والطور؛ لإحكام الطوق على مدينة القدس والمباشرة بالبناء الاستيطاني في E1 ومواصلة بناء جدار الفصل العنصري حول مستوطنة معاليه أدوميم، كما تواصل هدم المزيد من البيوت في بلدة سلوان، حيث سلمت أصحاب هذه المنازل أوامر وإخطارات الهدم بحجة عدم الترخيص، وتنوي كذلك المصادقة على تغيير 43 اسماً عربياً تحملها شوارع و أحياء عربية مقدسية، واستبدالها بأسماء يهودية، في تهويد علني، وتغيير فاضح لكل ما هو عربي بالمدينة المقدسة.
ولم تَسلم باقي مدن الضفة الغربية من ممارسات الاحتلال التعسفية، حيث أخطروا بمصادرة مساحات إضافية من الأراضي في محافظات الخليل وبيت لحم ونابلس، ووزعوا إخطارات بهدم 20 منزلا في قرية واد النيص جنوب بيت لحم، ومنع المواطنين من مواصلة البناء في جبل ابو نصار التابع للقرية، والتي تقع بمحاذاة مستوطنة أفرات المقامة على أراضي بلدة الخضر، وقرى الريف الجنوبي لمحافظة بيت لحم، بالإضافة إلى الإخطار بهدم 21 منزلاً في قرية يتما بمدينة نابلس، و 10 منازل مأهولة في خربة الراس غرب بلدة إذنا جنوب الخليل؛ بذريعة إقامتها في المناطق المسماة ج.
وقد اعتدى عدد من المستوطنين على مواطنين من سكان قرية عوريف جنوب نابلس، حيث اقتحموا أراضي قرية الباذان شمال شرق نابلس وحاولوا الاعتداء على أصحابها بحماية جيش الاحتلال، ودارت مواجهات أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الغاز تجاه المواطنين مما أدى إلى اختناق البعض.
وفي قلقيلية تواصل قوات الاحتلال وللأسبوع الثالث على التوالي إنشاء مقطع جديد من جدار الضم والتوسع في الجهة الجنوبية لقرية عزون عتمة، حيث تقوم آليات ومعدات من جرافات وحفارات بقطع أشجار الزيتون وتجريف الأراضي الواقعة في المنطقة المحاذية للشارع المسمى عابر السامرة القديم رقم “505” والتي تقع خلف السياج القائم من الجهة الجنوبية لعزون عتمة، ولا يمكن الوصول للأراضي التي يتم تجريفها والعمل فيها سوى لحملة التصاريح أو السكان في المنطقة المعزولة خلف السياج الجنوبي، وتقدّر أعداد اشجار الزيتون التي تم تجريفها وقطعها بأكثر من 500 شجرة زيتون مثمر.
وحسب المخطط الصهيوني سيلتف هذا المقطع من الجدار، إضافة إلى شارع التفافي استيطاني خلف البيوت والمنشآت المعزولة خلف السياج بطول 2كم مدمراً المئات من الدونمات المزروعة بالزيتون واللوزيات والتي تعود ملكيتها لمواطنين من عزون عتمة في محافظة قلقيلية وبلدة الزاوية في محافظة سلفيت.
ويأتي تنفيذ هذا المقطع استكمالا للمقطع الذي بدأ بتنفيذه قبل عام من الجهة الغربية للقرية مما سيؤدي في حال تم التنفيذ حسب المخطط الاسرائيلي إلى عزل القرية داخل مجموعة من الأسيجة والجدران والعديد من الشوارع الالتفافية التي تخدم المستوطنات والجيش الاسرائيلي في المنطقة، وتقطيع أوصال القرية والمنطقة المحيطة بها.