شفا – هدد الرئيس محمود عباس، بتفكيك السلطة الفلسطينية إذا استمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد الانتخابات الإسرائيلية برفضه الاستجابة لمطالب فلسطينية تسمح باستئناف المفاوضات، وكشف أن إسرائيل خفضت مستوى التنسيق الأمني مع الأجهزة الفلسطينية.
وقال عباس في مقابلة أجرتها معه صحيفة “هآرتس” ونشرتها اليوم الجمعة، إنه “إذا لم يحدث أي تقدم بعد الانتخابات أيضا، فإنني سأتصل هاتفيا مع نتنياهو وسأقول له ‘صديقي العزيز السيد نتنياهو، أدعوك إلى المقاطعة (أي مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله) وتفضل واجلس في هذا الكرسي مكاني وخذ المفاتيح وستكون مسؤولا عن السلطة الفلسطينية”.
وأردف عباس أنه “عندما يتم تشكيل الحكومة الجديدة في إسرائيل سيتعين على نتنياهو أن يقرر بنعم أو لا”.
وأضاف الرئيس الفلسطيني إنه يقدر، وفقا لاستطلاعات الرأي، أن نتنياهو هو الذي سيشكل الحكومة الإسرائيلية بعد الانتخابات العامة في 22 كانون الثاني/يناير المقبل.
واعتبر أن المطالب الفلسطينية من أجل استئناف المفاوضات تتعلق بوقف الاستيطان خلال المحادثات بين الجانبين، واستئناف تحويل أموال الضرائب الفلسطينية التي أعلنت إسرائيل عن تجميدها عقب الخطوة الفلسطينية في الأمم المتحدة وإطلاق سراح 120 أسيرا فلسطينياً تقريباً مسجونون منذ الفترة التي سبقت التوقيع على اتفاقيات أوسلو في العام 1993.
وشدد عباس على أن “هذه ليست شروطاً مسبقة، وإنما التزامات تعهدت بها إسرائيل في الماضي، وإذا نفذ نتنياهو هذه الأمور فإن هذا سيساعد على استئناف المفاوضات، وأنا أطلب منه ألا يبني (في المستوطنات) خلال المحادثات”.
وعارضت إسرائيل قبول فلسطين دولة بصفة مراقب غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة بدعوى تخوفها من انضمام السلطة الفلسطينية إلى المحكمة الدولية في لاهاي ورفع دعاوى ضد شخصيات إسرائيلية.
لكن عباس قال للصحيفة، إنه لا يعتزم في هذه الاثناء فعل شيء بهذا الشأن، وقال “لن افعل شيئا طالما تجري مفاوضات سياسية”، لكنه ألمح إلى أن السلطة ستتوجه إلى المحكمة الدولية في حال لم يوافق نتنياهو على المطالب الفلسطينية.
وتطرق عباس إلى حالة التوتر الأمني في الضفة الغربية في الآونة الأخيرة، وقال إن إسرائيل خفضت مستوى التنسيق الأمني مع أجهزة الأمن الفلسطينية وعادت قوات الأمن الإسرائيلية إلى اقتحام المدن الفلسطينية من دون التنسيق مع الأجهزة الفلسطينية.
وتعهد عباس بأنه “لن نسمح بانتفاضة ثالثة مسلحة وإنما فقط بمقاومة غير عنيفة”.
وقال إن حركة حماس “هي واقع”، وأن “إسرائيل نفسها تدرك هذا الأمر عندما تتحدث مع حماس في غزة”.
وأضاف أن السلطة الفلسطينية تسمح لنشطاء حماس في غزة بالتظاهر، ولكنها تمنع نقل أسلحة وأموال إلى نشطاء هذه الحركة، وأنه “ضبطنا أسلحة تم تهريبها إلى حماس وكانت قادمة من إسرائيل حصرا”.