سلطة من دون عباس ومن دون حماس . وهل يبقى نتانياهو ! بقلم : د. ناصر اللحام
المعركة التي لا تسيل فيها الدماء ولا يذبح فيها الأطفال ولا تدمر فيها المنازل هي معركة السياسة .
ولكن فشل السياسيين هو السبب الأول للحرب القائمة وهو السبب الأول والوحيد لسيل الدماء وذبح الأطفال وتدمير المدن والمنازل ، كما ان فشل الإعلاميين والمثقفين هو السبب الأول لخيبات الامل عند الشعوب .
وقد سرّب الاعلام العبري ملامح طبخة سياسية أمريكية عنوانها ( سلطة من دون حماس ومن دون عباس ) . ولكنه نسي ان يقول ( من دون نتانياهو ومن دون تلاميذ العنصري كهانا ) .
اليوم ، او بعد أسبوع ، او بعد شهر أو سنة سوف تتوقف المدافع والمعارك . ولكن حرب السياسة لن تتوقف ابدا ، وسوف تستمر في مراكمة الألم والفشل الى حين اندلاع الحرب القادمة .
ان كل الفشل السياسي في المنطقة سببه فشل السياسة الامريكية تجاه القضية الفلسطينية . وفي عهد جميع الرؤساء الذين تناوبوا على البيت الأبيض كان الفشل فظيعا . والبيت الأبيض هو الراعي الحصري لفشل كل الاتفاقيات وكل المعاهدات وكل الاتفاقيات المرحلية وغير المرحلية .
يكرر الرئيس الأمريكي بايدين منذ اندلاع الحرب ، انه يجب القضاء على حماس . ويستثني نتانياهو من أي حديث . ومن جديد صار القول ان الهدف هو التخلص من حماس ومن عباس . وهذا يذكرنا بما كان عليه الامر قبل 20 عاما حين صار التخلص من عرفات مطلبا أمريكيا ثم أوروبا وغربيا ولاحقا صار موقفا عربيا , رغم انه مجرد موقف إسرائيلي ومن رئيس حزب الليكود تحديدا حينها ارئيل شارون .
اتصل جورج بوش الصغير – وكان هو الرئيس الأمريكي حينها – بأرئيل شارون وطلب منه ان لا يقتل ياسر عرفات بشكل مباشر ، وان يترك امره لله . رد عليه شارون : ولكن الله يحتاج الى مساعدتنا !!!
والنتيجة ان شارون ظل في غيبوبة طوال ثماني سنوات لا هو حي ولا هو ميت . وهو الذي قال : ان الله يحتاج الى مساعدتي .
بايدين ونتانياهو يخططان لرسم مستقبل السلطة وحماس وعباس ، وكثيرا من الأوقات يرسمون مستقبل الدول العربية .
والحقيقة ان لا أحد يعرف اذا كان بايدين ونتانياهو سوف يبقيان ليرسما مستقبلهما .
رؤوس كثيرة سوف يطاح بها في حرب السياسة ما بعد الحرب . أنظمة سوف تطير ، وقيادات سوف تجلس في المنزل تلبس البيجاما بانتظار النهاية الحزينة .
مئات الصحفيين والمثقفين سوف ينتهون مهنيا واخلاقيا ولن نشاهدهم مرة أخرى على شاشات التلفزيون لانهم كذبوا على جمهورهم وسبحوا في دماء الأطفال بحثا عن منصب او وظيفة عند حكومات عابرة