جراحة بلا أقنعة (3 ) بقلم : توفيق أبو خوصة
إلى كل من لا يريد أن يفهم ويستوعب ويدرك ماهية حركة حماس … لعل رفضها الوقح إقامة حفل ذكرى إنطلاقة الثورة الفلسطينية يعيدكم إلى جادة الصواب، ، أو على الأقل يشعل ضوءاً أحمرا أمامكم، ، إن كل ما ساقته تلك العقلية السوداوية بحقدها وعنصريتها من أعذار ومبررات ساقطة أخلاقياً ووطنياً لتعطيل إحياء ذكرى الإنطلاقة في المحافظات الجنوبية، لا يمكن لها إلا أن تشكل إضافة فارقة على السجل الأسود من الجرائم النكراء التي جرى إرتكابها قبل وأثناء وبعد الإنقلاب على الشرعية الفلسطينية .
ليس من باب العصبوية التنظيمية بل من منطلق الفهم الوطني الشامل لا يمكن لأي عاقل غير إدانة وإستهجان هذا السلوك الفاضح، الذي يمثل في حقيقته أداة للقياس وأساس للتعامل في القضايا الصغيرة قبل الكبيرة مع حركة حماس، وهذا ما يجب أن يدركه أصحاب العلاقة في حركة فتح ممن لا يملون من توزيع الإبتسامات وشهادات البراءة وصكوك الحرص و الغفران على من لا تمثل لهم المصلحة الوطنية سوى شعار لتحقيق مصالحهم الحزبية والفئوية، وتداس في أقرب منحنى إذا ما شعروا بإمكانية التضاد معها لأن مصلحة الجماعة الناجية هي المقدمة على كل شئ مهما سمعتم من معسول الكلام الذي يأتى في إطار التقية الإخوانية.
كل العارفين بخبايا هذه الحركة العنصرية التي لم ولن تؤمن يوماً بالتعددية السياسية أوالشراكة الوطنية الحقيقية وكانت الصورة واضحة أمامهم بإستثناء تلك الفئة ممن يبيعون الوهم والسراب لشعبهم على أمل أن تخرج حماس من جلدها ولن يحدث، وتتنكر لما وقر وثبت في عقولهم ومنهجهم وتربيتهم من دوافع عدوانية وإقصائية تجاه الأخر كل الأخر…. لا فرق بين وطني وإسلامي، ، ، فهم الفرقة الناجية ومن لم يمت على بيعة إخوانية فقد مات ميتة جاهلية …، ، ، هؤلاء هم رعايا مبدأ الولاء والبراء، ، ، الولاء للجماعة والبراء مما هو سواها .مهما كان .
إن ذكرى إنطلاقة الثورة الفلسطينية، ليست مناسبة فتحوية بقدر ما هي أم المناسبات الوطنية، ونقطة التحول المفصلية في تاريخ ومسار الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، ، وهو ما تتطلع حماس إلى شطبه بإعتبار أن التاريخ يبدأ من حيث بدأت هي ؟؟ وما يثير الغرابة في منهج حماس إنها تحاول الوقيعة والدس بأن حركة فتح ليست على قلب رجل واحد، والإدعاء بأن قادة من فتح طلبوا منها تكثيف الإجراءات الأمنية تخوفاُ من أنصار دحلان !!! وهنا لابد من التأكيد بأن حركة فتح فعلاً أمام مناسبة عظيمة مثل الإنطلاقة لا يمكن لجماهيرها وقياداها وكادرها الميدانى إلا أن يكونوا على قلب رجل واحد وهم كذلك، كما أن الكل الفتحاوي تظلله الشرعية الحركية التنظيمية والنضالية ولا يخرج عنها أو منها أحد .، .. ولكن ما يثير الأستفزاز بأن من يعنيهم الأمر لم يردوا على إفتراءات حماس هذه، وقد يأخذ الظن البعض بأن هناك من تحدث مع حماس بصورة أو بأخرى في هذا الشأن …. مطلوب من قيادة غزة غير الشرعية ومفوضها الخارج عن أصول النظام الداخلي بالمهمة، ، ، أن يوضحوا الموقف من إفتراءات حماس قبل أن تصبح حقيقة لها ذيولها خاصة فى ضوء التشكيل الملتبس بشرعيته وأعضاءه وممارساته في المحافظات الجنوبية !!! وإذا ثبت ما يشاع من مزاعم حمساوية فلا بد من تحقيق جدى وشفاف يكشف عن المتورطين في هذه الوشاية التي ترتقي إلى مستوى العار إذا حصلت … ولا شك أن هناك من لا يقبل أن يوصم بالعار مهما كان الثمن … وغيرهم لا يأبه بالعار أن يجلله لرغبة مريضة هنا أو نزوه تافهة هناك .
خلاصة القول : حركة فتح لن يضيرها منع إحياء إنطلاقتها الثامنة والأربعين في المحافظات الجنوبية في إحتفال رسمي للمناسبة فهي في قلوب وعقول جماهيرها من كل الوطنيين والأحرار، وشعبنا كفيل بإحياء الذكرى الخالدة رغم أنف حركة الإنقلاب الفاشية وأجهزتها الإرهابية .. لكن لا بد من وقف مسلسل الهرولة وبيع المواقف الشخصية أو الإجتهادات غير الموضوعية على حساب مصالح الحركة وكرامة أبنائها .. إن السلوك المصبوغ بالدونية وطابعه الدنية لا يمكن أن يحقق مصالحة ناجزة، كما أن منطق الإستعلاء والإستقواء أيضاً لن يحقق مصالحة وازنة، بل كليهما يؤسس لإنفجار أكبر وكارثة أشمل، ولا تراهنوا على مصالحة قريبة في المدى المنظور ولكم فيما يجري على الساحات التى تمكن منها الاسلام السياسي بكل عناوينه عبر كثيرة لابد من أخذها قبل فوات الاوان .