12:09 صباحًا / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

القراءة في زمن الحرب..لماذا نكتب والحرب دائرة! بقلم : جاكلين سلام

القراءة في زمن الحرب..لماذا نكتب والحرب دائرة! بقلم : جاكلين سلام

القراءة في زمن الحرب..لماذا نكتب والحرب دائرة! بقلم : جاكلين سلام

الكتابة والقراءة ركن لا بد منه في بناء الإنسان في كل الأزمنة.
الكتابة إدانة للقاتل وبلغة التدوين السلمية.


أن تقرأ، يعني أن تكون شاهداً على مرحلة عشتها أو لم تعشها.
الحديث عن الكتابة ليس ترفا واستعراضا بل مشاركة في معركة الحياة بلغة الإنسان، وحتى يحل السلام نوعاً ما على هذه الأرض المنكوبة. البشر بحاجة إلى حكاية وإلى مستمع واحد على الأقل كي يتحقق الهدف من الحكي.
*
ما دمت حياً سوف تعمل في المكتب أو الحقل، أو المطبخ، أو المطبعة، أو المشفى. وستتحدث عما تعرض كما تعرف. ستبيع بضاعتك، ستشتري مستلزمات العيش واحتياجات الجسد، وستجد زاوية للحكاية، للكلام عن تجربتك وعنهم. وتحتاج دوما من يسمعك ومن يحكي لك.
*
بعد كل حرب ومعركة يعود المتحاربون إلى طاولة المشاورات والكلام ويبقى الضحايا في المقابر أو في العراء بفعل همجية من لم يسعفهم الكلام، فأوغلوا في إبادة وقتل الشعوب والأفراد.
*
بعد مشاركتي في مهرجان تورنتو الدولي للمؤلفين، جرى حوار طويل معي حول الشعر والكتابة من كندا. أجرة الحوار، الصحفي المصري أسامة فاروق. الحوار منشور في هذه الصفحة أدناه ويمكنكم العودة إليه. واترك هنا سؤالا وجوابا فقط من حواري المنشور يوم 2 نوفمبر 2023 في موقع “المدن”.
أسامة فاروق: – على ذكر البدايات، ربما بدأت الكتابة في مرحلة مبكرة، وبالتأكيد الكتابة من المهجر مختلفة تماما عن الكتابة من الوطن الأم، لكن لماذا تأجلت مرحلة النشر حتى الوصول إلى كندا العام 1997؟ وكيف تنظرين الآن للسنوات التي قضيتها منشغلة في تثبيت وإثبات نفسك في مكان جديد بعيد من الوطن، هل أضرك ذلك على مستوى الكتابة؟
*جاكلين سلام: أعتقد أن وجودي خارج النسق والتيار العام العربي نعمة وليس ضرراً. التنازلات والمحسوبيات والمؤامرات الصغيرة والكبيرة في بيوت الثقافة العربية لا تستهويني وأرى آثارها جلية في الساحة. ولو أردتُ الانخراط في “الركب” لأمكنني ذلك. فالشرق ما زال يعامل المرأة التي في الخارج كما لو أنها (برنسيسة) أو طريدة أو ما شابه. وهناك نساء يسعين إلى ذلك ويجدن مكاناً وتوصيات وبطاقات ترضية لعبور المهرجانات وما إليه. أما أنا فلم يكن هاجسي في ربع قرن سوى الكتابة في أجناس عديدة والتعبير عن أفكاري بحرية وضمن إطار الحد المسموح به عربياً.


في كندا خلقت لنفسي حيزاً من الحرية كانت ضريبته باهظة على كل الأصعدة. ربما حرضني جني الشعر الذي في رأسي على كسر الإيقاع والخروج من القوقعة كي أبحث عن صوت جاكلين وأفقها الغائب. وجدت بعضاً من صوري وأنا أصطدم بجدران المكان الكندي وأبجديته.


هل تأخرت في النشر؟ لا أعتقد أن هناك عمراً محدداً لنضج الفعل الإبداعي. بعضهم يكتب مبكراً ثم يندم على ارتكاباته الأولى.
*
تورنتو وجلسة اكتوبر 2023 في بيت الخيال عن الرواية
تمحورت الجلسة حول تجربة الكتاب الأول لكل من الكاتب المهند النصار، والروائية أسين شلهوب.
أتوقف اليوم أمام سؤال طرحه مدير الجلسة والحوار كمال الرياحي : متى وكيف بدأت تجربتك مع القراءة؟
اقتطف كلمة من جواب أسين وقولها: كنت أقرأ منذ الطفولة ما أجده في البيت من كتب ومجلات. نشأت وعشت طفولتي في أجواء الحرب اللبنانية والقصف والخراب في الثمانينات. كنا نركض إلى الملاجئ حين تبدأ الغارات الجوية والقذائف تنهال على البيوت.


” كان الكتاب ملجأي وكنت أقرأ كي أهرب من رعب الحرب وأصوات القذائف”
توقفت طويلاً في ذهني أمام ( كان الكتاب ملجأ) وانا في الملجأ والحرب دائرة.
*
فيما بعد، وقبل يومين تحدثت مع الصديقة اسين شلهوب هاتفيا وسألتها: كيف كنت تجدين الكتاب في أوقات الحرب وفي ساعة الهرب إلى الملجأ؟
اسين: كان في بيتنا كتب ومجلات تقرأها الأسرة، الأم والأب. كنت اتناول ما أراه أمامي وأقرأه في البيت. وحين الهرب إلى الملجأ كنا نمسك أي كتاب ونخرج لأننا صرنا نعرف بأن الوقت قد يطول. أحيانا كنت أعود ألى البيت على عجل، أحمل كتابا وأعود الى الملجأ ثانية.

جاكلين: هل قرأت رواية الكاتب اللبناني الكندي راوي حاج، :بيروت الجحيم” ؟ أنها صفحات من تاريخ مرعب شهد انحلالا اخلاقيا وقيميا في الشارع العام وعلى الصعيد الشخصي في العلاقات بين الأفراد.
اسين: أقرا حاليا رواية اخرى لراوي حاج …رواية (الصرصور) ولكن قراءة روايات الحرب اللبنانية تسبب لي الأسى والحزن وتوقظ الذاكرة الموجوعة والطفولة القاسية جراء الحرب.



جاكلين: لم اعش حرباً ولكنني قرأت منذ طفولتي رواية “الحرب والسلام لكاتب الروسي تولستوي| وقرأت فيما بعد وراية “الأم” ومكسيم غوركي وكتابه الممنوع ” أين الله” !

Jacqueline Salam

شاهد أيضاً

الصحفي حسن أبو قفة

استشهاد الصحفي حسن أبو قفة في قصف إسرائيلي على النصيرات وسط قطاع غزة

شفا – استشهد، مساء اليوم الجمعة، الصحفي الفلسطيني حسن أبو قفة ونجله عماد بعد غارة …