شفا – وجه البابا بنديكتوس السادس عشر خلال اعطاء بركته في مناسبة يوم الميلاد الثلاثاء نداء الى وقف اراقة الدماء في سوريا وندد بالاعتداءات الذي نفذها اسلاميون في افريقيا، ومد يده الى الصين لكي تنفتح على المسيحية وسط اجواء عنف ديني في مناطق عدة من العالم.
وقال البابا خلال اعطاء بركته “الى المدينة والعالم” من شرفة كاتدرائية القديس بطرس امام عشرات الاف المصلين المتجمعين تحت سماء غائمة “نعم فلينمو السلام من اجل الشعب السوري الجريح والمنقسم بسبب نزاع لم ينج منه حتى العزل ويحصد الضحايا الابرياء”.
واضاف “اوجه نداء من اجل وقف اراقة الدماء وتسهيل الاغاثة للنازحين واللاجئين والبحث من خلال الحوار عن حل سياسي للنزاع”.
وفسر الكاردينال روبرت ساره “وزير” البابا للشؤون الانسانية لوكالة فرانس برس اسباب معارضة الكرسي الرسولي لاي تدخل اجنبي مسلح قائلا ان “الكنيسة ترغب في الا تتكرر الاعمال العسكرية مثل تلك التي حصلت في العراق وليبيا وساحل العاج”.
واضاف ان “الحرب والقضاء على ارواح بشرية وتدمير بنى تحتية لا تأتي بالحل الفعلي”.
وفي سوريا بقيت الاقلية المسيحية التي تقدر ب1,8 مليون نسمة، عموما بعيدة عن حركة الاحتجاج الشعبية لكنها متخوفة من تصاعد موجة الاسلاميين. والسبت هددت كتيبة من المعارضة السورية المسلحة بمهاجمة قريتين مسيحيتيين في حال لم يطرد سكانها الجيش النظامي.
ووجه البابا ايضا نداء سلام الى الاسرائيليين والفلسطينيين لكي “يسلكوا بتصميم طريق المفاوضات”.
ويعكس نداء البابا الدعوة الملحة التي وجهها مساء الاثنين في بيت لحم المطران فؤاد طوال بطريرك اللاتين في القدس الى العمل من اجل ارساء السلام في الشرق الاوسط.
وقال “من هذا المكان المقدس، أدعوكم الليلة الى مشروع مصالحة تشمل وطننا فلسطين وأرضنا المقدسة وشرقنا الاوسطي بكل بلدانه، ذاكرين في صلاتنا اخوة لنا يتألمون ويتشردون ويموتون في سوريا، ويكافحون من أجل الحرية والمساواة في مصر، ومن أجل الوحدة والمصالحة في لبنان والعراق والسودان وباقي دول المنطقة”.
وفي ساحة القديس بطرس عبر البابا عن قلقه ازاء وضع مصر، الدولة العربية التي تضم اكبر عدد من المسيحيين وهم من الاقباط، حيث “يجب على المواطنين ان يبنوا معا مجتمعا يقوم على العدالة واحترام حرية وكرامة كل شخص”.
ووجه البابا بنديكتوس السادس عشر عدة نداءات الى وقف عنف الاسلاميين في افريقيا ونيجيريا وكينيا مرورا بمالي والنزاع في كيفو في جمهورية الكونغو الديموقراطية.
كما وجه البابا كلمة الى “القادة الصينيين الجدد” داعيا اياهم الى “ابراز ما تضفيه الديانات” الى البلد وذلك في وقت ظهر توتر في السنوات الاخيرة بين الصين والفاتيكان.
ويتزايد عدد الكاثوليك والبروتستانت في الصين لكن السلطة تعتبر ان ذلك من صنع قوى اجنبية.
واحتفل المسيحيون في العالم بميلاد السيد المسيح بقداديس لكن في بعض الاحيان في اجواء من الخوف والاضطهاد.
وفي بغداد في كنيسة سيدة النجاة التي اعادت فتح ابوابها بعد عامين على الاعتداء الدامي الذي اوقع 53 قتيلا في 31 تشرين الاول (اكتوبر) 2010، شارك مئات المؤمنين في قداس من اجل السلام في حين يبقى التوتر الطائفي شديدا في هذا البلد.
وبحسب الفاتيكان فان المسيحيين يتعرضون للاضطهاد في العالم، خصوصا في مصر حيث يشعر الاقباط بالخطر جراء تصاعد التيار الاسلامي ونيجيريا حيث تبعث جماعة بوكو حرام الاسلامية الذعر في الكنائس وشمال مالي الذي يحتله الاسلاميون والسودان وباكستان حيث وقع مسيحيون ضحايا قضايا تجديف.
ويتعرض المسيحيون للتمييز والتهديد والتهميش في كل من الهند واندونيسيا والصين ودول الخليج كما يضيف الفاتيكان.
وفي اندونيسيا قرب جاكرتا رشق اكثر من 200 مسلم الثلاثاء بالبيض الفاسد مسيحيين كانوا يريدون احياء قداس الميلاد على ارض خلاء يعتزمون تشييد كنيسة عليها.
وفي نيجيريا، هاجم مسلحون كنيسة في شمال البلاد عشية عيد الميلاد وقتلوا ستة اشخاص بينهم قس واضرموا النيران بالمبنى كما قالت الشرطة الثلاثاء وسكان.
وبحسب الفاتيكان، تسجل في الغرب اشكال اخرى من المساس الخطير بحرية العقيدة حيث ينتشر “نوع من عدم التسامح” حيال الخطابات والطقوس الدينية.