شفا -حل وفد أكاديمي من المعهد العالي للإعلام في بروكسيل ضيفا على جمعية منتدى المثقفين في محافظة قلقيلية، وذلك في سياق مشروع التوأمة الفلسطيني البلجيكي والذي تنفذه جمعية منتدى المثقفين الخيرية مع مؤسسة فنانين ضد الجدار البلجيكية، وذلك ضمن جولة الوفد في الأراضي الفلسطينية للتعرف على واقع الحياة فيها .
وكان في استقبال الوفد كل من خالد جبر رئيس جمعية منتدى المثقفين ومؤيد عفانة منسق برنامج التوأمة الفلسطيني – البلجيكي وأعضاء من الهيئة الإدارية للجمعية والدائرة الشبابية .
وقد رحب جبر بالوفد الأكاديمي مثمنا زيارتهم لمحافظة قلقيلية للتعرف على واقعها ومعاناة سكانها من إجراءات الاحتلال التعسفية المتعاقبة على محافظة قلقيلية والتي بلغت ذروتها بإقامة جدار الفصل العنصري الذي قطع أوصال المحافظة، والتهم ما تبقى من أراضيها، وشدد جبر على أهمية مثل هذه الزيارة في تعريف المجتمع الأوربي وخاصة الأكاديميين على واقع معاناة الشعب الفلسطيني.
بدوره شكر أستاذ الإعلام وممثل الوفد الأكاديمي شارل جورلاد جمعية منتدى المثقفين الخيرية على حفاوة الاستقبال، وقدّم تهانيه للشعب الفلسطيني قيادة وشعبا على الانجاز الكبير للقيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس “أبو مازن” في المعركة السياسة والحصول على اعتراف أممي ساحق بدولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة، معربا عن أملة بتحقيق الدولة الفلسطينية على الأرض وفق قرارات الشرعية الدولية والإجماع الاممي.
واستعرض مؤيد عفانة من خلال محاضرة سياسية تاريخ القضية الفلسطينية منذ بدء الهجرات اليهودية إلى فلسطين في نهايات القرن الثامن عشر، ومرورا بوعد بلفور التاريخي والذي أعطى بموجبه “من لا يملك من لا يستحق”، والهجمات الإرهابية لعصابات شتيرن والهاغاناة والأرغون على المواطنين الفلسطينيين لترويعهم وإجبارهم على الهجرة وترك أراضيهم وبيوتهم، كما استعرض عفانة قرار الأمم المتحدة رقم 181 والذي تم بموجبه تقسيم فلسطين في العام 1947، ومن ثم نكبة فلسطين في العام 1948 والتي هجّر فيها الشعب الفلسطيني من أرضه التاريخية إلى منافي الشتات، وإقامة إسرائيل لدولتها على نكبة الشعب الفلسطيني، كما عرض عفانة خرائط محوسبة مقارنة للأراضي الفلسطينية وفق قرارات الأمم المتحدة المتعاقبة على القضية الفلسطينية، والتي في كل مرة تختزل مساحات اكبر، وتم في نهاية المحاضرة استعراض حقائق وأرقام عن جدار الفصل العنصري والذي أنشأته إسرائيل في العام 2002 لالتهام المزيد من الأراضي الفلسطينية، وتعقيد أي حل سياسي لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، خاصة مع الهجمة الاستيطانية المسعورة في أراضي الضفة الغربية ومحيط القدس، والتي تثبت رفض دولة الاحتلال الإسرائيلي للسلام العادل ولإحقاق الحقوق الفلسطينية الشرعية .
وقد تم في نهاية المحاضرة فتح نقاش بين الوفد الأكاديمي والمحاضر مؤيد عفانة، كما تم تنظيم زيارة ميدانية لجدار الفصل العنصري في منطقة قلقيلية للاطلاع على واقع الجدار وأثاره التدميرية على مجمل مجالات الحياة الفلسطينية.
الإعلامية البلجيكية ميريام بونشيت أعربت عن صدمتها لواقع القضية الفلسطينية بشكل عام وواقع محافظة قلقيلية بشكل خاص، خاصة في ظل الدعاية الإعلامية الكبيرة للوبي اليهودي في العالم الغربي، والذي يقلب الحقائق ويزيفها، ودعت إلى حملة إعلامية فلسطينية بالتعاون مع الأحرار في العالم من اجل تعريف المجتمعات الأوربية بواقع القضية الفلسطينية، والحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني في إقامة دولته والعيش بسلام كباقي شعوب العالم .