غزة ومحاولات التطهير العرقي ، بقلم : د. منى ابو حمدية
ونحن على ابواب الاسبوع الثاني من عملية طوفان الاقصى ، تجد رائحة الموت منتشرة في كل ارجاء المكان ، أطفالًا حضنوا امهاتهم قبل وداعهم لآخر امل لهم بالحياة فيخطفهم الموت بسرعة البرق بعد غارة اسرائيلية حاقدة جثمت على براءة وابتسامة تلك الوجوه الجميلة .
اخرى حضنت دميتها ونامت ، غطَّت في سبات عميق وارتقت دون أن تمسح دمعتها !
والدٌ يبكي بحرقة وما ادراك بقهر الرجال !
آهات تملأ المكان وتتبعها دموع و استغاثات لعل وعسى ان تلقى استجابة ! فالكل العربي والدولي في غيابات الجب .
هذه المشاهد قد تنتهي لاحقًا ولكنها لا تُنسى ، فما تركه الغُزاة من ويلات و خراب ودمار يحتاج لعمرٍ آخر كي ينسى .
هذا العدو المتجبر الفاشي لم يتوقف عند هذا الحد ، بل تجده يرسل وينشر الدعوات الصهيونية المكثفة والتي تقتضي بموجبها الهجرة الى وادي غزة او مصر بذريعة حماية المدنيين والحفاظ على حياتهم ، والحقيقة اننا على ابواب نكبة جديدة واستمرار للتطهير العرقي و قتل للهوية الفلسطينية ،
وهذا ما ذكره المؤرخ الاسرائيلي ايلان بابيه في كتابه التطهير العرقي في فلسطين حيث قال ” يظهر أن دولة إسرائيل إنما هي آلة حرب لا يصدر عنها سوى الشر والدمار …وما يثير الرعب هو أن آلة الحرب هذه تقتات على العقيدة اليهودية والقومية الحديثة في آن معاً” .
في الوقت الذي تسعى فيه آلة العدو الحاقدة بالهرولة الى نزع الغطاء دوليًا عن مشروعية الكفاح والنضال الفلسطيني ، وتصفية وتفريغ القضية الفلسطينية من محتواها العريق ، تلك البروبوغندا التي تعمل على تشويه وجه النضال المشروع وتزييف الحقيقة لتخلق رواية مبنية على اساطير حاقدة من نسج خيالهم الداعي للقتل والتدمير ، كما وتهدف للتأثير على رأي أكبر عدد من الدول الاجنبية في العالم وهي في الواقع مضادة للموضوعية والنزاهة كما و تقدم معلومات مشوهة للعالم بغية تحقيق اهداف تتماشى و ايديولوجياتهم الزائفة .
ان الالتفاف الدولي القوي حول العدو لدعمه واسناده قد يدعو الى الغرابة والاستهجان ، فبالرغم من هذا التقدم التكنولوجي للمعلومة والمعرفة وامكانية التحري للبيانات بسهولة ، قد تجد ان هذه الدول المرموقة قد سلمت ادمغتها لتصديق خزعبلات كيان صهيوني له ما له من تاريخ طويل في تزييف وتزوير الحقائق واستبدالها برواية واسطورة اخرى على اهواءه ، وهذا ما حدث مع مذيعة ال CNN لاحقًا وتقديمها لاعتذار مؤخرا بعد ان اكتشفت عدم توافر الادلة من مكتب الصهيوني نتنياهو .
وعليه فالمطلوب بالمرحلة القادمة الثبات والصمود والتصدي لكل محاولات التهجير ، بالاضافة الى عدم الاستهانة بما يجري الان من محاولات لتجريد القضية الفلسطينية من محتواها .