جولة جديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي – لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه من أجل التوصل إلى سلام دائم ، بقلم: باي يوي
في الصباح الباكر من يوم السبت، أطلقت الجماعة الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة عدة صواريخ على إسرائيل، وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مسؤوليتها عن الهجوم. وفي اليوم نفسه، أصدر الجيش الإسرائيلي بيانا قال فيه إنه سيشن غارات جوية ضد أهداف لحركة حماس في قطاع غزة.
قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في يوم الأحد، إن الصين قلقة للغاية إزاء التصعيد الحالي للتوترات وأعمال العنف بين فلسطين وإسرائيل، وإنها تدعو الأطراف المعنية إلى الالتزام بالهدوء وممارسة ضبط النفس والوقف الفوري للأعمال العدائية لحماية المدنيين وتجنب المزيد من تدهور الوضع.
وأسباب هذا الصراع عميقة ومعقدة، وسببها الرئيسي هو عرقلة عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، وعرقلة “حل الدولتين”، والتهميش المستمر لحقوق ومصالح الشعب الفلسطيني. وشنت حماس الهجوم في ظل تعرض مصالح الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية لانتهاكات مستمرة. كما تحتاج حماس إلى تسليط الضوء على أهمية القضية الفلسطينية وجذب الاهتمام الدولي للحيلولة دون تعرض القضية لمزيد من التهميش.
وتبين الصراعات المتكررة بين فلسطين وإسرائيل أن الركود الطويل الأجل في عملية السلام لا يمكن أن يستمر. إن المخرج الأساسي لتهدئة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو تنفيذ “حل الدولتين” وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. ويتعين على المجتمع الدولي أن يزيد من إحساسه بأهمية الأمر، وأن يزيد من الاهتمام بالقضية الفلسطينية، ويدفع الاستئناف المبكر لمحادثات السلام بين فلسطين وإسرائيل، ويبحث عن طريق يؤدي إلى سلام دائم.
وبصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن للأمم المتحدة، لم تغب الصين أبدا عن تعزيز التسوية السلمية للقضية الفلسطينية.
في يونيو من هذا العام، خلال محادثاته مع الرئيس الفلسطيني عباس، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ ثلاثة مقترحات لحل القضية الفلسطينية: ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وزيادة المساعدات التنموية والمساعدات الإنسانية لفلسطين، والتمسك بالاتجاه الصحيح لمحادثات السلام. وستواصل الصين دعم العدالة وبذل جهود حثيثة من أجل التوصل إلى حل مبكر وشامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.
بالإضافة إلى ذلك، في البيان المشترك لهذا العام بين الصين وفلسطين حول إقامة شراكة استراتيجية، تم ذكر ذلك بوضوح:
“تؤيد الصين بقوة القضية العادلة المتمثلة في استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية المشروعة، وسوف نقف دائما إلى جانب الشعب الفلسطيني في بذل جهود حثيثة من أجل التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة ودائمة في وقت مبكر للقضية الفلسطينية.
وتؤيد بقوة إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة كاملة، على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتؤيد الحفاظ على الوضع الراهن للأراضي المقدسة الدينية في القدس التي تشكلت تاريخيا، وتؤيد انضمام فلسطين إلى عضوية الأمم المتحدة الكاملة ودعم تعزيز الوحدة الداخلية الفلسطينية، وتؤيد استئناف محادثات السلام بين فلسطين وإسرائيل على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة و”حل الدولتين”، وما إلى ذلك، من أجل تحقيق التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل” .
إن القضية الفلسطينية هي لب مشكلة الشرق الأوسط. ولا ينبغي تهميشها، أو نسيانها. ولا ينبغي أن يستمر الظلم التاريخي الذي استمر لأكثر من نصف قرن.