بناء مجتمع نصير مشترك للبشرية مهمة سامية تسعى إليها الصين مع المجتمع الدولي ، بقلم : تشو شيوان
في مارس عام 2013، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مفهوم بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية. ومنذ ذلك الوقت، تم إثراء هذا المفهوم وتطويره بشكل تدريجي، ويحظى بدعم كبير من قبل المجتمع الدولي.
وبمناسبة الذكرى العاشرة لطرح هذا المفهوم، أصدرت الحكومة الصينية يوم الثلاثاء الماضي كتابا أبيض بعنوان “مجتمع المصير المشترك للبشرية: مقترحات الصين وإجراءاتها”، أوضحت فيه المحتويات الفكرية والإنجازات العملية للمفهوم.
يذكر أن هذا المفهوم يؤكد على أن جميع الأمم والشعوب تربطها وحدة المصير، ويدعو إلى بناء عالم يسوده السلام الدائم والأمن الشامل والرخاء المشترك والانفتاح والتسامح والنظافة والجمال، ويلتزم بمبدأ التشاور والبناء المشترك والمنفعة للجميع في عملية الحوكمة العالمية، بما يتيح لجميع البلدان أن تكون مشاركة ومساهمة في السلم والتنمية العالميين ومستفيدة منهما.
لم يعتبر مفهوم مجتمع المصير المشترك للبشرية فكرة جميلة فحسب، بل طرحت الصين أيضا مبادرات عملية مثل مبادرة “الحزام والطريق” ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمية ومبادرة الحضارة العالمية، وبذلت جهودا حقيقية ملموسة لتطبيق هذا المفهوم، مما يجلب منافع مشتركة للعالم كله.
وفقا لتقرير صادر عن البنك الدولي، فإن التنفيذ الشامل لمبادرة الحزام والطريق سيزيد التجارة بين الدول المشاركة بنسبة 4.1٪، كما ستحقق المبادرة 1.6 تريليون دولار من الإيرادات سنويا بحلول عام 2030. وفي هذا الصدد، نشهد مشاريع البنية التحتية الضخمة في عدد كبير من الدول، وذلك لا يقدم مزيدا من فرص العمل للمحليين فقط، بل يساعد على تحسين بيئة استثمارية حتى تستفيد الدول المشاركة في هذه المبادرة بشكل عملي.
إذا نلاحظ على المبادرات التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، فنجد أن جوهرها السلام والتنمية والاستقرار، وخاصة في ظل اضطرابات في بعض المناطق في العالم، فإن مفهوم بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية يقدم حكمة الصين لاستكمال نظام الحوكمة العالمية، وذلك من أجل الأمن والرخاء.