دردشة رقم ( 121) القيادة لا توَرث بقلم : ابو علي شاهين
القيادة لا توَرثُ ، هذه دردشة سيكون بعضها قديم وبعضها جديد ..
وبعضها عليه تعليق ما / وآن أوان نشرها
مقدمة
فعلاً هذه الدردشة كُتبت قبل حوالي عام من الزمان [4/2/2012] انشرها في الاسبوع الاخير من هذا العام، في هذا المنعطف الحاد لقضيتنا الوطنية، الذي يفرض علينا المراجعة في كل صغيرة وكبيرة، وجدت لزاماً عليَ نشرها في سياق الاحداث الطارئة المطبقة على خناقنا، لا بد من وجود نائب او اكثر لمواقع السيد/الرؤساء، حيث لم أتلمس غير ذلك بعد . وأصر اصراراً عميقاً على ضرورة بل حتمية المصالحة (الفتحوية ــــ الفتحوية) ولتبدأ من الكادر القيادي المتقدم، أقصد بين الاخوة/ابومازن وابوفادي دحلان وسمير المشهراوي . وكلما حثتنا الخطى كان ذلك افضل وأجدى ولخير ولصالح ‘حركة فتح’، لإستعادة مجد ‘فتح’ التليد جميعاً .
(1)السلطة المطلقة، ، مفسدة مطلقة.
إن أسوأ الأخطاء بل والخطايا تكمن عندما يستبدل المجتمع ثقته بنفسه بثقته بفرد، ربما يكون الأمر مقبولاً (نوعاً ما ـــ وكُرهاً) في حالة الرمزية النضالية ويأتي هذا الامر في سياق مرحلة وقضية ما، ويتحتم أن تكون مقيدة بالكثير من المحددات، خشية الوقوع في براثن السلطة المطلقة .. والتي هي المفسدة المطلقة .
وبالتالي لا يصلح [السلطان/ صاحب الفرمان الهمايوني]، أن يكون الوارث الشرعي والوحيد ــــــ الزماني والمكاني لكل من هب ودب من ‘سلطان’ سابق، نعم هذه مسائل بعضها القليل / ينتقل من الحاكم السابق الى الحاكم اللاحق /، ولكنها محكومة عرفاً ومنطقاً ونصاً وقانوناً وإجراءاً وتنفيداً لما فيه المصلحة الوطنية العامة، وتزول بزوال المؤثر سواءاً كان (محلي ‘أو/ و’ خارجي).
(2)سيف الدين/الحاج امين .
الموروث الإجتماعي السياسي ـ أصبح له فقه معين في مجتمعنا الفلسطيني ..، وأما القائد (سيف الدين الحاج أمين) الذي هو الكل في الكل .. فلقد أصبح موضة قديمة عفا عليها الزمن ولم يعد ناقدهُ في قضية بعينها، خائناً تنتظره نار جهنم على شوق وعطش، فاتحة ابوابها على مصاريعها لإستقبال ذاك الديموقراطي، العلَمَاني، الملحد، الزنديق، الكافر ــــ وهذه صفات أي معارض لأي نظام سياسي(!!!)، يختار منها ما يشاء وما يناسبه من صفات .
شارك الحاج /محمد امين الحسيني شعبنا في هبة (1920) ضد الإعتداء [اليهودي ــــ الصهيوني] على حائط البُراق، وحدثت اشتباكات أوقعت إصابات بين صفوف المعتدين، من القتلى والجرحى فاقت عدد الإصابات العربية . وحُكم على قادة ‘الشغب ‘ باحكام مختلفة، ولجأ ‘الحاج امين’ متخفياً الى شرق الاردن .
عينت حكومة جلالته في لندن السير هربرت صموئيل (اليهودي /الصهيوني) ووزيرالداخلية البريطاني السابق، عينته مندوباً سامياً لجلالته في فلسطين، وقَـبـِل بهذا الموقع خدمة لتحقيق أهدافه الصهيونية . وبذكاء بدء ‘بفكفكة’ الحركة الوطنية الصاعدة …. فأعلن عفواً عاماً عن المشاركين في(هبة 1920) ومنهم الحاج / محمد امين الحسيني والاستاذ/ عارف العارف .
وإثر تلك المرحلة قام ‘هربرت صموئيل’ بإختيار وتعيين الحاج/محمد امين الحسيني مفتياٌ للقدس والديار الفلسطينية وهو ليس فقيهاُ دينياً.. هكذا أراده (الحاكم البريطاني)، وما هي إلا بضعة سنين قليلة ـ حتى ثار على الحاكم ..وإنتهت المرحلة بنكبة عام(1948).
(3) خَتْم السلطان، ، ، ، يُوَرث .
توسعت قاعدة الشريحة المتعلمة ـ من أبناء الشعب/ الذين نالوا قسطاُ من التعليم .. وعملوا في أقطار اللجوء أو الدول النفطية..، وجاء بعث الكيان الفلسطيني ـ مع بدايات النضال الوطني الثوري ـ حرب الشعب، كعمل فدائي، الكفاح المسلح ـ، وبرز الأستاذ / أحمد الشقيري ـ ونظراُ لوجود الأطر التنظيمية بقيادة شريحة متعلمة، فلم يتحول ‘ الشقيري’.. ليصبح ‘ سيف الدين ــــ الجديد’..، وانطلقت الثورة بأسماء مستعارة، ولهذا لم يصاحب إنطلاقتها/ أي ـ’سيف من سيوف الدين’.
وبرز ‘ياسر عرفات’ القائد الفدائي حالة خاصة وإستثنائية بإعتراف القاصي والداني من الأصدقاء والأعداء ..، وأصبح أهم من أي ‘سيف من سيوف الدين’..، هنا أو هناك..، أما وأن ينسحب هذا الأمر دفعة واحدة على غيره، هنا لا بد من القول ان [ختم] السلطان يُوَرًث واما ملكاته وقدراته وكفاءاته فلا تورث، فلكل منا خاصية خريطته الجينية . إذا اراد احدنا ان يخضع الظروف الذاتية والموضوعية لصالحه ولمصالحه الشخصية، فسيسقط في بحر اوهامه، إنه كمن يحاول تسجيل هدف في شباك مرمى المستحيل، حقاُ دونه خرط القتاد .
(4)الفرز الفتحوي .
لهذا قال العقلاء من القوم …كان الله مع وفي عون من سيأتي بعد مرحلة ‘عرفات’، ليس لأن الوارث سيئاُ، ولكن لأن الميراث صعب وصعب للغاية، خاصة عندما يريد الوارث أن يكون ‘سيف الدين الحاج أمين ‘… فيزيد هذا من ثقل المسؤولية..، هنا لابد من تحشيد الوضع التنظيمي من أجل إصطفافه، لتكون المشاركة الجماعيه في إعادة بناء لحمة وسداة التنظيم من القاعدة للقمة، نخلق معاُ ‘ التنظيم ـ سيف الدين’، وليس الفرد. في مرحلة إختلاط الاوراق يكون من الصعب الفرز، لهذا لا بد من اللملمة التنظيمية، وفي سياق التفاعل النشط يتم الفرز الميداني .
(5) ابو مازن، ، ، ، حقاً ـــ هل سيغادر؟.
يحلو لبعض أهل الحرص على ‘فتح’ من أعضاء ‘فتح’ ومن أبناء الشعب .. يحلو لهم طرح السؤال : وماذا لو استمر’ فخامة الرئيس/ أبو مازن’ في عدوله عن ترشيح نفسه لموقع رئاسة السلطة الفلسطينية ؟ ولا أميل إلى أن ‘فخامة الرئيس’ عاقد العزم على العدول النهائي عن الموقع .
أولاً : لكيلا يشغر الموقع في هذه المرحلة الحرجة من فشل الحوار وتردي المفاوضات إلى الحضيض .. والموت السريري لإسترداد قطاع غزة .. ووضع عربي رسمي غير مكترث بالقضية الفلسطينية … وكر وفر أروبي .. ولا مبالاة أمريكية في الوضع الفلسطيني عامة والوضع الرئاسي خاصة، وحالة صهيونية من الرضا لم تفرح بمثله منذ قرن من الزمان ..، هذا هو الوضع .. فأين المفر؟.
وثانياُ : وهو الأهم .. إن فخامة الرئيس كما أرى لا يريد مغادرة موقعه هذا مع العلم أن هذا الموقع هو الموقع الرابع من حيث الأهمية، فالموقع الأول هو رئاسة الدولة وموقع رئاسة اللجنة التنفيذية هو الموقع الثاني، وموقع رئاسة ‘حركة فتح’ هو الموقع الثالث، وهو الموقع الأهم بين جميع مواقع الثورة، وهو الذي يُرَشح صاحبه لأي من المواقع الثلاثة الأخرى / مجتمعة أو منفردة، و’فخامة الرئيس’ قَبِلَ رئاسة تنظيم ‘حركة فتح’ حسبما قرر مؤتمرها العام السادس (4/8/2009)، وهذا لم يحظى به ‘الختيار’ طيلة حياته التنظيمية.
(6) لا عدول ولا يحزنون .
وبعد إنفضاض المؤتمر إياه دعى ‘فخامته’ المجلس المركزي الفلسطيني لتسميتة ‘ رئيساً لدولة فلسطين’، إذا كان يريد ‘فخامته’ العدول عن رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية فلماذا حرص على الموقع القيادي الأول لحركة فتح ـ تصفيقاً ـ وكذا على دعوة المجلس المركزي الفلسطيني لترشيحه لرئاسة ‘دولة فلسطين’ الشاغرة منذ رحيل ‘ الختيار’، حرص ‘فخامته’ على ملء كل الشواغر الوظيفية العليا دستورياً، وفجأة خرج علينا ‘فخامته’ برأيه القاضي بالعدول عن موقعه رئيساُ للسلطة الوطنية الفلسطينية، وكانت مفاجأة ولا اراها جدية .
السؤال هل العدول هو عن رئاسة السلطة الفلسطينية.. وفقط ـ، أم هو مقدمة للعدول عن المواقع الثلاثة الأخرى ..، إذا كان الجواب بنعم .. فهذا يؤكد وجهة نظر ‘فخامة’ الرئيس .. بأن الحياة لا تتوقف عند أي إنسان، وأُأَيد وجهة النظرهذه بقوة .
يبقى سؤال يطرحه البعض/ ومن هو الذي يمكنه أن يكون في مواقع ‘فخامة الرئيس’.. والجواب هنا ذو شقين .. أولاً ـ لماذا تكون كل هذه المواقع القيادية الأولى .. في يد قائد واحد ؟ لماذا لا تكون قيادة جماعية للشعب الفلسطيني من أكثر من قائد .. خاصة أن لدى الشعب الفلسطيني أعلى نسبة تكاثر ولادة في العالم ..، ومن اعلى النسب الاكاديمية . وأما الشق الثاني لقد وجد شعبنا في ‘فخامة’ الرئيس خليفة للأخ / أبو عمار .
(7) البديل / القيادة الفتحوية الجماعية .
فهل سيعجز شعبنا عن إيجاد / أو ـ العثور/ على خليفة لِ’فخامة الرئيس’ ؟ . أملاً أن يوفقنا الرب في العثور على البديل الفلسطيني …. بعيداً عن الربيع العربي ومرادفاته ومضاعفاته، ، ، ، فصراعنا التناحري ضد الاحتلال وفقط .
وسيبقى القول الفصل أن الأطر القيادية عاجزة في العالم الثالث عن خلق القيادة الجماعية أولاً ـ والخليفة ثانياً ـ لهذا لا نائب للزعيم إلا ما ندر.