أبطال الدفاع المدني ، بقلم : الدكتورة دانييلا القرعان
من يتابع مهام وواجبات رجال الدفاع المدني وعلى مدار الساعة بكوادر طبية وفنية وطواقم سلامة عامة وخبرة ومهارة وإنقاذ ومساندة في ساعات الليل أو النهار، وفي كل مناطق ربوع مملكتنا المباركة، تجد رجال الدفاع المدني في مهمات متعدد ومتنوعة منها الخطيرة ومنها المستحيلة ومنها الإنسانية ومنها ما تستوجب الرحمة والاسعاف السريع والاطفاء،، متحركة بكوكبة من الشباب شباب الوطن أهل الهمة والعطاء والله لهم وفعل وسط الزحام وساعات الليل صيف أو شتاء، تجد هولاء النشامى برفق ومسؤولية أخلاقية ووطنية وعلى جناح السرعة في موقع الحدث؛ لإسعاف سيدة أو شيخ طاعن في السن او انقاذ أنسان او حيوان او المجازفه برواحهم في سبيل أنقاذ ممتلكات المواطنين واموالهم أو إنقاذ من كان تحت الركام بانهيار عمارة أو مبنى، هولاء سوبر مان في كل مكان لإنقاذ إنسان، وزرع الأمان والاطمئنان في نفوس المواطنين.
ومن سنين تطور دورهم وعطاءهم وقدراتهم ومشاركتهم الميدانية ونحن لازلنا وبكل أسف نكابر ولا نقول الحقيقة بحق بنشامى الدفاع المدني، ونحن نلمس عطاءهم الكبير ورسالتهم الإنسانية في رعاية صحة وسلامة المواطن وهو عطاء مجزول، والجميع شاكرين من أجهزة أمنية وجيش ودرك، لكن الشكر الكبير في هذه الأيام لكل افراد الدفاع المدنيرجال المهمات الصعبة لهم من كل مواطن اردني تحية التقدير والعيش الكريم لهولاء أهل الضمير بأيادي بيضاء، ومن حقهم علينا ومن اليوم التحدث بصدق المصداقية عن مهام جند الدفاع المدني وحقهم المشروع في تناول حدود واجباتهم الكاملة، نقول وبعالي الصوت في هذا الموضع الله يعطيكم ألف عافية، نفتخر بكم، ونقف بكل الاحترام والاعجاب لشجعان الدفاع المدني لدورهم الطليعي في خدمة الجميع من الأسرة الى العيادة والمصنع.
ويتوجهون برسالة مضمونة عنوانها “السلامة للجميع” وهم بكل فخر لهم الحضور في كل المحافل الدولية بكل فخر.
صدق الحديث نعلن وبكل الامتنان الشكر لفرسان الدفاع المدني في مملكة أبا الحسين شيخ الأمة وعميدها ..
شاهدنا قبل ايام ما حدث من حدث أليم أصابنا جميعًا وأحزننا بإنهيار العمارة المنكوبة بياسمين باللويبدة،، والذي أودى بحياة الكثير من الشهداء والجرحى نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة والشفاء العاجل للمصابين،، ما استوقفني العمل الدؤوب والسرعة والدقة والأخلاص والوطنية في عملهم.
لكن هنالك شخص بحجم وطن يحمل رتبة رائد بالدفاع المدني وهو مهندس ويمتلك من المهارة والكفاءة ما لا يمتلكها أحد..
اسمه الرائد أحمد كامل ذيب القرعان من محافظة جرش منطقة قضاء المصطبة،
كان الرائد احمد مجاز يقضي إجازته المعتادة، وركب سيارة شقيقه الأصغر وذهب بها إلى ميكانيكي لأصلاحها لأخوه، وفجأة تلقى إتصال من دوامه في جهاز الدفاع المدني للالتحاق بواجب انهيار عمارة اللويبدة.
ثم طلب من الميكانيكي أن يوصله لدوامه بمنطقة الموقر؛ ليلبس بدلته الفوتيك ويلتحق بواجبه، وقام الميكانيكي بإيصاله بسيارته الخاصة إلى الموقر ومن ثم للعمارة المنكوبة. وترك محفظته وأغراضه بسيارة اخوه التي تعطلت وبقيت عند الميكانيكي …
هذا مثال يحتذى به لأحد ضباط جهاز الدفاع المدني..ومثله الكثير من يضحون بانفسهم في سبيل إنقاذ أرواح الأردنيين.
الدكتورة دانييلا عدنان القرعان – محامية وأستاذة القانون المدني- جامعة جدارا سابقاً.
أكاديمية وباحثة في الشؤون القانونية والسياسية.
عضو اتحاد الكتاب والصحفيين العرب في أوروبا.
عمان – الأردن.