الطلاق النفسي ، بقلم : سلوى فرح
كثيراً ما أسمع من العبارات المترددة في كل مكان: زوجتي خائنة، زوجي خائن..إنه خائن.. لا يحبني إنها خائنة لا تحبني!! مما جعلني أطيل البحث في معنى هذه الكلمة. ترى ماهي الخيانة الحقيقية بالفعل؟ ولماذا يلجأ بعض المتزوجين إلى مثل هذه العلاقة الخارجية؟ سواء كان في المجتمع الشرقي أم الغربي، هل السبب هو الرجل أم المرأة أم ماذا؟؟ عدة أسئلة دارت في ذهني باحثة عن المدلول الحقيقي لمعنى الكلمة وترديدها علّني أجد الإجابة الشافية.
وقد توصلت إلى نتيجة مفادها بأن الروح لا تخون ذاتها، وأن الخيانة الحقيقية تبدأ من الشخص نفسه هو في الأساس خائن لروحه ومشاعره وذاته وليس صادقاً في مواجهة نفسه وعدم قدرته على اتخاذ القرارات الحاسمة، كما أنه يلقي بتخاذله السبب على شماعة القدر ,والتقاليد والمجتمع والأولاد..
يقوم عادة الإنسان غير السعيد في زواجه- والمبني في الأصل على العادات والتقاليد- بالبحث عن الحب والعشق خارج أسرته سراً معتقداً أنه قد وجد الدواء الشافي!! حيث من ناحية يحافظ على أسرته، ومن ناحية أخرى ينعم في جنة العشق.. ولكن هيهات! ربما يكون هذا التصرف موفقاً لفترات معينة لكن ليس بالأمر الناجح إنه تخدير ونفاق على الروح، لأن كل ما بني على رمل هارِ مصيره الإنهدام، وله تأثيرات جانبية في المستقبل، وأما الأولاد في هذه الحالة فهم المتضرر الأكبر لأنهم يعيشون في جو من البرود الروحي ، والنفاق وينعكس على تربيتهم بحيث يصبحون كالنعامات يشعرون بالخطر ولكن لا يواجهونه بصدق.
فماذا يجب أن نسمي هذه العلاقة الحاصلة خارج الزوجية؟
من وجهة نظري هي حالة تخدير مؤقتة للروح والذات.. واستطيع تسميتها بحالة الطلاق الروحي حيث يعيش المطلق نفسيا في غربة داخلية عنيفة،
حيث تكون روحه في جهة وجسده في جهة أخرى، وهذا والإنسلاخ يؤدي
إلى احتدام المشاعر وصراع بين الروح والتقاليد والمفاهيم البالية.
وبإختصار شديد كل من يعيش في مثل هذه الحالة يطلق عليه “المطلق نفسياً”.. وهو مصطلح جديد استحدثته لوصف هذه الحالة، ولو قمنا
بإحصائيات لوجدنا أن الغالبية العظمى هي مطلقة روحياً نفسياً حقاً للأسف.
لكن ما هي الحلول المقترحة لحل هذه الأزمة؟
أولاً- يجب التركيز قبل الإرتباط على جوانب هامة في الحياة الزوجية والكثير يغفلها في حياته اليومية مثل: الانسجام الفكري، والروحي، والتعاضد، والتكامل، والمحبة، والوحدة بين الزوجين التي تعتبر من أهم عناصر نجاح العاقات الزوجية وحمايتها أيضا وتشكل لها سياجا منيعا. وإن لم توجد هذه العناصر يعني أننا نعيش مسرحية هزلية أو ما شابه ذلك؟
ثانياً- أرى من الضروري على الإنسان مواجهة نفسه بنفسه، وأن يكون صادقا مع ذاته وعائلته فيما يجري، وذلك لأننا لا نستطيع خداع الروح طويلاً وسيكون للأمر فيما بعد إنعكاسات سلبية جسدية ونفسية وروحية.
ثالثاً- توجد نقطة هامة وهي، ضرورة القيام بالبحث أو المشاركة في دورات تثقيفية من شأنها المساهمة في اصلاح الفراغ الحاصل، ومعالجة أسباب فتور هذه العلافة الزوجية آنفة الذكر..
وعندما يتعذر الاصلاح بالرغم من استنفاذ كل الطرق العلاجية لا بد من الإنفصال بشكل ودي وواعٍ بحيث لا يؤثر على الأطفال مستقبلا بشكل عام .
قد يعتقد أحد المواطنين بأنني أتحدث عن المجتمع العربي ، وأن هذا الموضوع لا ينطبق على الواقع الغربي . واستطيع القول جازما بأن الواقع لم يصل إلى هذه المرحلة إلا نتيجة للتخاذل وعدم الصدق. وللتوضيح أكثر هنا في المجتمع الغربي كثيرون هم الذين يعيشون الخيانة رغم تقبل المجتمع لحالات الطلاق.
تلك هي وجهة نظري مع احترامي لكل الآراء