من ذاكرة المطر ، بقلم : سلوى فرح
(من ذاكرة المطر)
منذُ أُوِّل قُبلةٍ لِعَينيك
رَقصَ المَطرُ… جُنَّ المَطرُ
تكاثَفتْ شَهقاتُ الغُيومْ
بينَ الغُروبِ والسَّحر
لا مكانَ أهربُ إليهِ إلاَّكَ
هبْ لي ظلِّ شَجرةٍ
ريثما تَبني ليَ وطناً
ثوبي المُبلَّلُ يَهمسُ إِلَيكَ..
الثمْ رَذاذَه في بُرهةِ غَيبوبَةٍ
يا لمُتعةِ المَطر..
وعِطْرُهُ يُعانقُ جَسدينا
يُقبِّلُ مَسامَّاتِنا بِلَهفةٍ
مِنْ أينَ لكَ كـُلُّ هـذا العَــبير؟
مَأخوذَةٌ بأنفاسكَ
مُغرَمةٌ بِنَبيذِكَ
مَجنونَةٌ بِألحانِكَ
فُكَّ أزرارَ مِعطفِكَ
ليتَسلَّل حَنانِي
إلى كَرنَفالِ الحُلم
عند حافَّةِ اللَّيل…
سَتهبطُ الملائِكةُ
على الشَّاطِئ
وأُراقصُكَ ريَّانةَ الشفتَين
على رمالٍ تكادُ
تَشتَعلُ فيها أزهارُ الجَسد
أرُشُّ بُذورَ العشق
على وقعِ دَندَنةِ النَّبيذْ
تَضُمُّنا باقاتُ الأَمواجِ
بأجنِحَتِها
فتمَدَّدْ على فراشي الياسَمينِيّ
وأنهَلْ من كَأسيْ
حتى يَتَوهَّجَ الخَمرُ
وتُصهَلُ الفَراشات
لا أدري ما أنا….
أمَجنونةٌ بِك أم بالمَطرْ؟
كندا