2:52 مساءً / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

هل نحن مأزومون بحب فلسطين؟ بقلم : أسماء عبد الحميد الهمشري

هل نحن مأزومون بحب فلسطين؟ بقلم : أسماء عبد الحميد الهمشري

هل نحن مأزومون بحب فلسطين؟ بقلم : أسماء عبد الحميد الهمشري

وسط هذا اللغو و حالة الاحباط التي نعيشها في ظل محاولات قمع أي صوت ينبض باسم القضية الفلسطينية من حملات تشويه للواقع الفلسطيني من حيث الانحياز الدولي لجانب الكيان العبري و المضي قدما نحو تلويث الهوية الفلسطينة لمحاولات اغتيالها على المستوى الدولي من خلال عقد الصفقات و العمل بالمخططات القذرة و قيادة حروب اعلامية تغزونا ثقافيا و فكريا و عقائديا لدثر خارطة فلسطين عن وجه البسيطة و استبدالها بما تعرف ب “اسرائيل” .. و تشويه الصورة الحقيقية لفلسطين و سرقتها أرضا و ثقافة و تاريخا و تراثا و تزوير الحقائق و نشر الأكاذيب لتصبح هي الحقائق الثابتة و التي يروج لها عالميا ..

ربما بات يعتبرنا البعض مأزومين بمشاعرنا تجاه فلسطين التاريخية التي نؤمن بها من البحر الى النهر .. على الرغم من نيل المعاهدات الدولية منا التي ما زالت تحاك للقضاء على ما كل ما يربطنا بفلسطين .. حتى بات كل من يقول الحقيقة و كل من يرفض العدوان الصهيوني على الأرض الفلسطينية و كل من يرفض دولة اسرائيل وفقا للقوانين و الاتفاقيات و المعاهدات الدولية معاديا للسامية و ارهابي الفكر و العقيدة .. سنوات طوال و ما زال العالم الظالم يقنن دولة اسرائيل كدولة عظمى تمارس كافة انواع الارهاب الدولي تحت مسميات قانونية لا تمت للقانون الدولي و الانساني بصلة فبات الظالم مظلوم حسب التعريفات الدولية و رفع السيف في وجه كل من قال كلمة الحق.. فالحق من وجهة نظرهم أن اسرائيل لها الحق بحماية أمنها القومني على حساب جماجم أطفال فلسطين و شيبها و شباب و حرق قلوب امهات الشهداء و الجرحى و التنكيل المعتقلين ..

رغم أننا نعلم جيدا بأن القانون الدولي الذي غيبه الضمير الانساني ليس بصالح العربي و لم يكن بصالح الفلسطيني يوما .. فاللجوء له ابتداء يفرض علينا الاعتراف المشروط باسرائيل لنبدأ الحديث عن مشروعية أدنى حقوق للفلسطينيين الذين تبقى لهم ما تبقى بموجب الاتفاقيات الظالمة التي لم تنصفهم قط و تشرعن شريعة الغاب لتضفي الصفة و المركز القانوني لدولة اقامت نفسها بالارهاب و ارتكاب المجازر و اغتصاب الارض و فرض الشرعية الدولية على العالم أجمع ..

على الرغم من كل هذا الذل و القهر و الظلم الذي نعيشه لم يتبقى لنا سوى مشاعر مقهورة تربطنا بتلك الأرض العظيمة و أتساءل دوما ما جدوى هذه المشاعر التي لا تجلب لنا سوى التعب ؟! و انعى على الشهيد الكاتب غسان كنفاني في روايته رجال تحت الشمس سؤاله لماذا لم تقرعوا الخزان …


لأننا ما زلنا نقبع بالخزان نقرع بوفاءنا للقضية الفلسطينية دون ادنى اكتراث بهذا المكوث الطويل في قعر الخزان ..

منذ ان كتبت لنا الحياة و لم يمضي يوما من التاريخ الفلسطيني لم نسمع فيه الا ضجيجا في قعر الخزان .. و ان كل من قرع الخزان و احدث ثقبا اغتالته اليد الصهيونية و تآمر من تآمر من ابناء جلدتنا و كان احد ضحايا قرع الخزان الشهيد غسان كنفاني نفسه ..


عبر هذه السنوات الطوال فقدنا اعز من كانوا يتمنوا العودة لفلسطين
و ما زالت المشاعر الدفينة في قلوب المؤمنين بأن فلسطين يجب أن تكون حاضرة حتى بالمناسبات التي لا تمت بفلسطين بصلة ؟!

رغم كل هذا الظلم الذي نحيا به ما زالت فلسطين حديث الصباح و المساء و هي حاضرة في كافة مناسباتتنا الدينية و الوطنية و حتى في اعراسنا .. و في كافة المجالس لدى من يسكنهم الامل باللقاء .


كان والدي رحمه الله حالة خاصة من حالات الوطن المنكوب و الذي شابهه الكثير من ابناء الوطن المسلوب و الذي لم يمضي يوما و لا حتى ساعة لم يخلو ذكره عن كلمة فلسطين .. حتى الدقائق الأخيرة قبلما وافته المنية .. هذا هو حال كل من زامن النكبة و النكسة من جيله ..


واردني حديث لأخ عزيز منذ ايام و فسر لي الواقع بكلمات بسيطة و العبرات تسكنه بأن جميع من رحلوا و ما زالوا احياء ممن مروا هناك بأن أحلامهم مركونة في ثنايا فلسطين فلم يهنىء لهم عيش و لم يعتبروا حياتهم بعيدا عن هناك ..

و ها نحن نتوارث احلامهم لنقبع في ذات الخزان نقارع الحقيقة التي ندركها بأن فلسطين هي فلسطين من النهر الى البحر و ما زلنا أحياء على على أمل باللقاء ..


و ما زلنا نتوارث الأزمة الوطنية التي لن ترحمنا حتى نحقق ما مضى عليه أباءنا و أجدادنا .. و ما زال للحلم بقية؟!

شاهد أيضاً

تقرير : حرب غزة وحصارها في أكبر محفل دولي للمناخ والبيئة

شفا – بينما تتفاوض البلدان حول تمويل المناخ، جاء المسؤولون والمدافعون الفلسطينيون إلى مؤتمر المناخ …