شفا – نظمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، اليوم الأحد، حفل تأبين للواء الركن إبراهيم المصري، في ذكرى مرور 40 يوما على رحيله.
وحضر التأبين الذي نُظم في قاعة الهلال الأحمر، محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، وعدد من أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة “فتح”، والمجلس الثوري للحركة، والوزراء، وذوو الراحل، وجمع من الفعاليات الوطنية والمجتمعية في المحافظة، وأسرى محررون.
وقال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول في كلمة نيابة عن الرئيس محمود عباس، إن المصري يتسم بالتواضع، واحترام الجماهير، وبقي متمسكا بهذه القيم، فهو من الجيل الثاني لحركة “فتح”، إذ التحق بها، وانضم إلى قواعد الفدائين، والعمل التنفيذي والجماهيري، وعمل على استقطاب جموع الطلبة إلى درجة أنهم أصبحوا يتفوقون على الأطر والتنظيمات الأخرى، ومن خلال العمل الطلابي دخل العمل في الاتحادات والنقابات، وعمل كمفوض للعمل الشعبي، وأبدع مع زملائه في العمل العسكري وقيادة الثورة، وساهم في بناء الأجهزة الأمنية والسيادية.
وأضاف، أن المصري نال الثقة من أوساط حركة “فتح”، حتى انتُخب عضوا للمجلس الثوري، والمطلوب من الجيل الجديد أن يضاعف جهده لملء الفراغ الذي تركه من رحلوا أمثال المصري، خصوصا في ظل صعوبة الوضع الراهن الذي يعيشه شعبنا، إذ تغيرت أولويات الأمة والعالم، رغم اعتداءات الاحتلال المستمرة ضد الإنسان والأرض والممتلكات.
وتابع العالول: إن الحكومة الإسرائيلية تريد لنا الاستسلام أو الرحيل أو الموت، فهي تريد حسم الصراع عبر تصدير الرعب إلى قلوب شعبنا ليتنازلوا عن حقوقهم، لكن لأن شعبنا جذوره عميقة في هذه الارض، فهو يمتلك جيشا من الفتية يتسابقون على الشهادة، لتحقيق أهداف شعبنا.
بدوره، قال رئيس المجلس الوطني روحي فتوح، إن اللواء المصري شارك في معارك الثورة الفلسطينية، والتحق بالجامعة وهو في حركة “فتح”.
ونوه إلى أن المصري كان له بعد نظر في الأمور كافة، ويسعى إلى العمل كفريق واحد، ولإيجاد صيغة لتطوير العمل ورفعه، وتميز بروح الالتزام والانضباط، وعمل في صفوف الثورة، وخلال مسيرته الكفاحية نال عضوية المجلس الوطني، وكان نائبا لرئيس المخابرات العامة، وكان له دور هام في عدة مناصب.
وفي كلمة حركة “فتح”، قال أمين سر المجلس الثوري للحركة ماجد الفتياني، إن المصري كان مثالا لنقاوة الفدائي، وكان مدافعا عن الحق نصيرا للمظلومين، داعيا إلى الوحدة الوطنية التي جسدتها جنين، وكان واضحا قولا وفعلا.
من جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، في كلمة منظمة التحرير، إن المصري كان مناضلا وفيا، وكان له استشراف في العديد من القضايا المهمة لشعبنا، وكان مثالا يُحتذى به إذ عمل في جهاز الخابرات العامة على مدار الساعة، وعمل نائبا لمفوضية المنظمات الشعبية، وحرص على تفعيل دورها ودور منظمة التحرير الخيمة التي تضم كل شعبنا، وكان حريصا على تحقيق الوحدة الوطنية.
وفي كلمة رئيس جهاز المخابرات العامة، قال نائب الجهاز اللواء عزام زكارنة، إن المصري أفنى زهرة شبابه في العمل الوطني متحديا كل الظروف، وكان هدفه تحقيق حرية فلسطين، وعُرف في كل المعارك التي خاضتها الثورة، وكان أحد القادة المؤسسين في الجهاز، وكان صلبا قويا.
وأردف، أن مواقفه كانت مشرفة تصدح بالحق، وأبواب مكتبه مفتوحة لكل مظلوم، وكان دائم البحث عن الحقيقة، ويتحقق من أي معلومة واردة إليه، وبنى جيلا يُفتخر به، فهو كان مدرسة وطنية ونقابية.
وقال نجل اللواء الراحل إبراهيم المصري سامر، إن والده كرس حياته للعمل، لتحقيق الحرية وقهر الاحتلال، وحمل الشعلة خمسين عاما ليضيء طريق الوطن.
وأردف: “اسمك سيبقى محفورا، فالأرض تسأل عنك، وتمر الليالي طويلة من وجع الفرقة، وسيبقى مقعدا فارغا، وسيرتك ستبقى خالدة”.
وتخلل التأبين فيديو يعرض حياة اللواء إبراهيم المصري، واختُتم التأبين بتكريم عائلته.
وكان الراحل المصري عضوا في المجلسين الوطني والمركزي، ورئيس لجنة العلاقات البرلمانية الخارجية، ونائب مفوّض المنظمات الشعبية.