زيارة تاريخية ، بقلم : هلا سلامة
يعود الرئيس محمود عباس الى مخيم جنين ليحيي أهله في صمودهم ويواكب تطلعاتهم داعيا الى وحدة الصف الفلسطيني تحت خيمة الشرعية الفلسطينية، الوطنية، والنضالية والدستورية.
إنها لزيارة تاريخية في وقت عصيب تمر فيه القضية الفلسطينية وسط معاناة لاجئي مخيم جنين ومساندة أهل فلسطين في الداخل والشتات لهم.
لقد جاءت كلمة الرئيس في مخيم جنين ردا على كل المحاولات الهادفة الى اضعاف موقف السلطة الوطنية وما يمثله ذلك من توجيه ضربة لكافة العابثين في الساحة الفلسطينية.
كان حريصا على وحدة الشعب الفلسطيني بكافة انتماءاته وعلى توحيد جهود المشروع الوطني الفلسطيني، وإن ما أراده الاحتلال الاسرائيلي من عمليته في مخيم جنين كان توجيه ضربة قاضية لمقاومة أهل المخيم التاريخية له على مدى عقود.
لقد كان الهدف الرئيس من تدمير معظم مساكن مخيم جنين اطفاء جذوة المخيم المقاوم، ما معناه أن نية اسرائيل في تفتيت صمود أهل المخيم باءت بالفشل، ومن هنا كانت دعوة الرئيس الى وحدة الفصائل الفلسطينية ممثلة بوحدة اهل المخيم.
استقبل الرئيس بالترحاب من أهل جنين وزغردة نسائها، محتفين به، ما دلّ على ان مقام الرئاسة لا يزال يحظى بتأييد شعبها، وبناء عليه جسد هذا الاستقبال ردا مباشرا على كل المحاولات الرامية الى اضعاف الوحدة الفلسطينية.
ولعل تلويح الرئيس بغصن الزيتون وسط الجماهير الحاشدة، دلالة رمزية واضحة على تمسك أهل فلسطين بثوابتهم التاريخية في ارضهم وتقرير مصيرهم وانشاء دولتهم المستقلة وحقوقهم غير القابلة للتصرف، وانطلاقا من هنا دعا الرئيس الفلسطيني الى اعادة اعمار المخيم بدعم من الدول العربية والمجتمع الدولي.
الرئيس زار مقبرة الشهداء في جنين يرافقه المسؤولون والوزراء، ما عنى ان الرئاسة لم تكن بعيدة في يوم عن معاناة الفلسطينيين في الوطن والشتات وكم مرة تصدت لمحاولات الاحتلال في التنكر لعائلات الشهداء والأسرى ولكن دون طائل.
الزيارة التي تابعها العالم ونقلتها قنوات التلفزة الاسرائيلية مشيرة الى انها زيارة نادرة، كي لا تعلن انها بحق زيارة تاريخية تعزز شرعية منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني، شاء من شاء وأبى من أبى.