فلسطين الدولة تنتصر ويكبر الحلم ويكون الفرح الفلسطيني القادم له مذاق اخر بلون العلم فما اجمل تلك العيون التي انتظرت هذا اليوم وما اروع الطفل الذي حمل العلم وغني لفلسطين .. ما اجمل تلك اللحظة التي امتلأت فيها الوجوه بالفرح وعبرت العيون عن معني الوجود وكبرت الفكرة في حجم دولة طالما حلمنا بها وسجلت في الوجدان الفلسطيني الخلود والبقاء ..
في مقر سفارة دولة فلسطين بالعاصمة الجزائرية شارك ابناء الجالية الفلسطينية وكادر السفارة وأعضاء الفصائل الفلسطينية في يوم الدولة احتفالا في الانتصار الكبير لفلسطين وحصولها علي العضوية المؤقتة في الامم المتحدة .. المشهد الشمولي للحظة التاريخية لا يمكن أن يحاكي تلك العيون وهذا الفرح الفلسطيني العارم والثقة بالنفس فبعد أن كانت تلاحقني الهزائم والشعور بفقدان التوازن .. اعاد لي هذا اليوم ثقتي بنفسي وبقيادتنا وبشعبنا الفلسطيني البطل بأطفالنا الذين لم يشاهدوا تراب الوطن وولدوا في الجزائر ولكنهم عشقوا فلسطين وحفظوها علي وجه قلب .. تعلموا التاريخ والدرس الفلسطيني الاول أن فلسطين هي قبلة الروح وبهذا اثبتوا وبرهنوا انهم لفلسطين عهدهم وللوطن قبلتهم وان التاريخ لا يمكن أن يزور مهما تعالت صيحات العدو المتغطرس ومهما اشتدت الهجمة وتوسعت المؤامرات لا يمكن أن ينالوا من اصالة اطفال فلسطين ولا مستقبلهم .. فهذا التاريخ وهذه الحكايات هي الانتماء الحقيقي للأرض وان الفلسطيني يعطي الارض عمره وسيبقي علي العهد من اجل دولته وحقه ..
كبرت دولتنا وتكبر في قلوب اطفالنا وسؤال ابني ياسر ابن السابعة اعوام وهو يحمل علم فلسطين في يوم الدولة كان له معني الانتماء للوطن وللفكرة .. للأرض والهوية والأصالة والتأريخ مصرا علي أن ينشد النشيد الوطني الفلسطيني وهو يحمل العلم احتفلا في دولته المستقلة فقد شرحت له موضحا كيف حصلت فلسطين علي عضوية الدولة المؤقتة في الامم المتحدة فقال لي يعني انتصرنا علي اليهود قلت له وببساطة انتصرنا ونحتفل اليوم في نصرنا وانك بعد اليوم سيكون لك اطار الدولة وان جواز سفرك سيحمل اسم دولتك فلسطين فأصر ياسر أن يحتفل بطريقته بدولته الفلسطينية فأخذ في اليوم التالي علم فلسطين علي المدرسة وغني لفلسطين ونشد النشيد الوطني الفلسطيني هو وزملائه في الدراسة في مدرسة الشهيد بن عمار القرشي في العاصمة الجزائرية الواقعة في المقاطعة الادارية بزرالدة .. شكرته المعلمة علي هذا الشعور وحثت الجميع علي مشاركة ياسر فرحته ..
أن الانتصار والدولة الفلسطينية لهم معني البقاء في الوجدان والحضور الفلسطيني وان التأريخ شاهدا علي عطاء شعب فلسطين وقصص كفاحه من اجل نيل حريته فقدم شعبنا اروع صور الصمود والبطولة والاستشهاد علي مدار تاريخه النضالي ولم تكن الدولة الفلسطينية الا ثمرة لهذا الجهد المتراكم عبر سنوات طويلة من التضحيات والشهداء والأسري والصمود والتضحية من اجل فلسطين الدولة المستقلة ..
انه حدث تاريخي لشعب يستحق أن يكون ويستحق بجداره هذا الانجاز السياسي المهم والانتصار في يوم تتواصل فيه كل الجهود من اجل وحده شعبنا ومؤسساتنا الفلسطينية ومن اجل تكريس الانتماء الحقيقي لفلسطين ورفض الحزبية المقيتة والانتماء لعلم فلسطين خفاقا في سماء الوطن في سماء العالم منتصرا علي قوة الغطرسة والظلم والعربدة الاسرائيلية التي واجهت اعلان الدولة الفلسطينية في تكريس واقع الاحتلال وبناء المستوطنات في تحدي واضح للعالم والدول الاوربية التي رفضت الاستيطان والتي اعترفت بالدولة الفلسطينية واقع مقام ضمن حدود 1967 والقدس عاصمة لها ..
أن القيادة الفلسطينية تمكنت من تحقيق نصر جديد يضاف إلى قائمة انجازات الشعب الفلسطيني وأن هذا الانتصار الدبلوماسي هو محصلة للعديد من الانجازات التي تمكن الشعب الفلسطيني من تحقيقها خلال العقود الماضية.
إن حصول فلسطين على مكانة دولة مراقبة غير عضو في الأمم المتحدة لن يغير من حقيقة الاحتلال الإسرائيلي للأرض، وبرغم ذلك سيفرض واقعا جديدا وسيتم النظر من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى الاحتلال على أنه احتلال لدولة من قبل دولة أخرى عضو في الأمم المتحدة، مما سيخلق ديناميكية سياسية وخطاب سياسي مختلفين بين إسرائيل وباقي الدول الأعضاء.
أن انضمام فلسطين كدولة مراقب غير عضو إلى الأمم المتحدة سيعزز قدرة القيادة الفلسطينية على إلزام إسرائيل بتحمل مسؤولياتها وواجباتها كقوة احتلال باستخدام أدوات وآليات دولية قانونية جديدة تصبح متوفرة أمام فلسطين .. وأن الاعتراف سيرفع من وضع فلسطين السياسي في المنابر الدولية ويؤهلها لمواجهة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني بشكل أفضل ويساعد في ترسيخ الإجماع الدولي المتزايد حول حل الدولتين وفتح المجال أمام عضوية فلسطين في هيئات ومنظمات دولية أخرى والتي تكون عضويتها مقتصرة على الدول فقط مثل منظمة الصحة العالمية والمحكمة الجنائية الدولية، وفتح الباب أمام إمكانية أن تصبح فلسطين طرفا في العديد من المعاهدات المقتصرة المشاركة فيها على الدول.
واليوم بات النظام السياسي الفلسطيني يستعيد كامل صلاحياته وفعالياته بعد الانقسام الأسود المرير وان شعبنا الفلسطيني في جميع اماكن تواجده اشد حرصا علي الوحدة الوطنية والشراكة السياسية كعنوان اساسي للمرحلة القادمة .