أبوجهاد العالول .. فلسطين في قلبه الشجاع ، بقلم : موفق مطر
لا يضر الفدائي الوطني المؤمن الصابر محمود العالول أبو جهاد سموم زاحف على بطنه، ففي خف جمل المحامل (الجمل الآية ) سر حركة الحياة اللا متناهية وسر علاقة الأرض بالسماء .
الناطق والناعق بالفتنة اللادغ بلسانه السام لا يدرك ولا يعلم أن أخلاق الوطنيين الشرفاء هي المضاد الطبيعي، وأن صفائح دمائهم لا تكسرها السموم أبداً، فهذا عهد الله للمؤمنين. . فهذه الكائنات الحية الطفيلية الشبيهة
بالبشر، لا تعرف ولا تعلم أن جمل المحامل يأكل الأشواك والعلقم ولا يخضع أو أن ينكسر ويبقى على الدرب بالاتجاه الصحيح حتى لا يسقط الحمل ، ولا تتبعثر ولا تتحطم الأمانة ، فالثائر في زمن ثورتنا المعاصر صبور حتى تفوق على رموز الصبر الانسانية .
محمود العالول ابوجهاد ليس اسما ، وإنما رمز من رموز حركة التحرر الوطنية الفلسطينية التي أشرقت على جهات الأرض الأربع ، هو فصل من كتاب الفداء والكفاح والنضال، تحت كل سطر مقروء سطر خفي آخر ، قرأه الأعداء جيدا مرات ومرات ، ويحفظ الإخوة الذين أتوا من رحم الثورة الكثير مما يعرفون ويعلمون ، ومما عملوا، لكنهم لا يثرثرون، ولا يتفكهون (بأي كلام ) فالكلمة عند المناضل في حركة التحرير الوطنية صدق مقدس، لا تمس بغدر ولا بكذب ولا نفاق ، فالقسم عندنا مبتدأ الاخلاص لفلسطين .
لا عذر لجاهل لم يلج مكتبة التاريخ والحاضر في مدرسة الكفاح ولو مرة ، ولم يقرأ الفصل الأهم من كتاب الثورة والفداء، ولا عذر لمن ذخر بالرصاص مخزن بندقية قبل أن يذخر دماغ حاملها برموز وأسماء الوطن ، في أرضه المقدسة تحت قبة سمائه، وبكتب المبادئ والقيم والسلوك والأخلاق والأعراف، فهذا قاتل أخيه حتما بسموم الفتنة الأشد فتكا من كل ذخائر الأشرار الغزاة المتربصين المتحفزين للانقضاض على الجميع لحظة سقوطنا وتعثرنا في حقل الغام مضادة للوطنية، فتطحننا رحى العدمية والعبثية !.
قراءة كتاب الوفاء المخطوط بأبجدية النضال، وحفظ طهارة السلاح، وتعلم حامله بحور لغة الوطنية وسلوك الثوار، ومنطق الأحرار فروض عين لا يسامح الشعب على اسقاطها ، فللشيطان البشري أسماء لا حصر لها ، إلا المناضل ، فهذا الاسم لا يقبله أهل الأرض ولا تقبله حكمة السماء إلا للأوفياء النبلاء …! ولنا في الحياة أسماء خالدة بعد ارتقاء أرواحها الى العلا المقدس، ولنا اسماء أوفياء نبلاء بيننا ، تعبق كل زاوية من مدننا ، وقرانا ومخيماتنا برائحة حضورهم المميز، فليس الشهيد جسدا تحت الثرى ، وروحا في فردوس الله ، فالأوفياء شهداء أحياء بيننا ، لا يشعر بهم ، ولا يدرك حضورهم إلا من آمن حقا بفلسطين ، وخلا قلبه وعقله من الشر، ومن اجتث نبتة السوء من جذورها ، وطهر نفسه من شرورها .
محمود العالول الانسان لمن لا يعرفه كتلة من لحم ودم عمل الثورة الصالح ، وهو من روح ثورتنا المعاصرة المقدسة ، وقائد ميداني لحركة التحرير الوطني الفلسطيني ، بكل ما تعنيه هذه الكلمة ، وكما يعلمها المتعلمون والمثقفون والمنظرون، لذا لن نكتب في حياتك إلا جملة واحدة: ما عرفناك إلا وفلسطين في قلبك الشجاع .