شفا – أطلقت وزارة الثقافة الفلسطينية ، اليوم الإثنين، فعاليات ملتقى فلسطين السادس للرواية العربية، وأعلنت عن شخصية درع غسان كنفاني 2023، والفائز بجائزته، وذلك في متحف الشهيد ياسر عرفات برام الله.
وأعلن الأديب ابراهيم السعافين، عن فوز الكاتب المصري عمرو حسين عن روايته “ديناصور” بجائزة غسان كنفاني للرواية العربية في دورتها الثانية.
وقال إن “اللجنة ارتأت أن هذه الرواية تنهض على حركة محسوبة بين أصوات الرواة من خلال حبكة محكمة، وتعكس هموم العصر وقضاياه بنقلات سردية بسيطة وسلسة، ولغة مشبعة باستخداماتها الحية المتدفقة في عالم التلاقي والتباعد بين الأجيال المتعددة، وهي رواية متماسكة ممتعة تقوم على تقابل بين عالمين قديم وجديد وجيلين وطريقتين في الرؤية، ونطل منها على ماضٍ وحاضر، وعلى قضايا التغيير والتحول والتحقق وعدم التحقق في تجربة الحب التي لم تكتمل وربما لن تكتمل أبدا”.
فيما أعلن رئيس اللجنة المنظمة للملتقى الشاعر عبد السلام عطاري، فوز الروائي يحيى يخلف بشخصية درع غسان كنفاني 2023.
وقال عطاري: “عن رجلٍ كَتَبَ فَعَشِقَ فاستَحقّ منذُ أن امتطى المُهرةَ حكايةً للريح، وكانت جديلةُ الصبايا كنخلِ البحيرةِ تطير، وعاصفةُ الغور غبارَ السنينِ ومتنَ اللغة، منذ أن شرَعَ رمحَ القولِ في وجهِ المحتل، وسارَ بينَ أزقةِ الكفاحِ الشائكةِ المعتمة، ورمى خلفَ ظهرِهِ حُلكةَ الليل، ورَفَعَ معانيَ الكلامِ من عمقِ وديانِ القهرِ والظلمِ والجهلِ والاستغلالِ، ليعطيَ قدحةً تشعلُ الدربَ نورًا ونارًا ومساراتٍ للباحثينَ عن الحريةِ والخلاص، ثمةَ أفعال وأعمال سجلّها وحاكَ بِساطَهُ المتينَ وخيوطَها المتقنةَ كوجهِ الشمسِ التي لَفَحتْ جبهتَه يافعًا في نجران، كحرارةِ الغَوْرِ في جوفِ البحثِ عن صدى صوتِ البلادِ القريب. القريبِ كصوتِ القلبِ حينَ يدقُّ في جُبِّ الحُبِّ”.
وتابع: “هو الكثير، بما ظلَّ من بدايةِ اللجوء، والقليل مما ظلَّ من يقينِ طلاّتِ غَدِنا القريبِ المشرقِ على قِبابِ القدسِ، ومن صفحاتِ ما كَتَبَ من قصصٍ وروايات، وما ابتلَّ من ماءِ السماءِ والبحيرةِ العتيقةِ والقريةِ المقيمةِ ما أقامَ الوجدَ في ذاكرتِه الحية، ووجه تلك المرأةِ الوردة، وليلُه الطويل، والتفاحُ الذي تعطرت به الوعر، والنهرُ استحمّ والبحيرةُ التي لا زالت تنتظرُ ابتسامةَ العاشقِ العتيق”.
بدوره، قال وزير الثقافة عاطف أبو سيف: “للمرة السادسة يتمّ تنظيم ملتقى الرواية العربية في فلسطين، وخلال السنوات الخمس الماضية وبشكل دوري ودون انقطاع يتم تنظيم هذا الملتقى بعد أن تم تحديد تاريخه بشكل دائم في ذكرى استشهاد غسان كنفاني، رائد الرواية الفلسطينية، وأحد أركان الكتابة السردية العربية في القرن العشرين، في الثامن من تموز إذ تمّ تحديد هذا اليوم يومًا للاحتفاء بالرواية الفلسطينية من قبل الحكومة منذ عام 2019، والاحتفاء بالسرد الفلسطيني ومنجزه”.
وأضاف: “فيما تعمل الوزارة على مواصلة البرنامج الثقافي الوطني الشامل الذي أطلقته لإعادة طباعة كل ما كُتِب وطُبِع في فلسطين قبل النكبة، والذي شمل أيضًا طبع روايات لأول مرة ترى النور منذ طباعتها قبل ثمانين عامًا، فإنّ الاحتفاء بالمنجز الروائي الفلسطيني والعربي يأخذ أبعادًا خاصة في ظل السعي لاستثمار ما تتمتع به الكتابات الروائيّة العربيّة من فرص وثراء نجحا في رفع مكانة الرواية العربية ليس على صعيد الكمّ بل الجودة.”
وتابع أن الرواية العربيّة حققت نجاحات هامة على الصعيد العالمي، وصار حضورها يعتدّ به ولم يعد من الممكن إهمالها، سواء على صعيد ما تقدمه من موضوعات أو تتمتع به من فنّيات وجماليات أو تطرحه من أسئلة ورؤى وتوجهات.
وقال أبو سيف إن طرح جائزة غسان كنفاني للرواية العربية التي تم استحداثها في الذكرى الخمسين لاستشهاده، ومنحها للعام الثاني على التوالي ضمن فعاليات ملتقى الرواية، يأتي ضمن هذا الفهم للدور الذي يمكن للكتابة أن تقوم به في الحفاظ على وعي وذاكرة القراء وفي تثقيفهم جماليًّا وفنيًّا ومعرفيًّا.
وأضاف أن الملتقى سيحتفي بالكاتب والمترجم الفلسطيني أحمد عمر شاهين، ابن يافا، الذي كتب عن الخروج منها وعن الشوق لها، إذ سيتم تخصيص ندوة تناقش أعماله وكتاباته وفكره، كما أعيدت طباعة روايته “بيت للرجم بيت للصلاة” التي روى فيها ما شاهده بأم عينه من نكبة يافا عام 1948، وهو “تقليد نسعى كل عام لأن نحافظ عليه من أجل إثراء الذاكرة السردية وتعزيز التواصل بين الأجيال”.
وشدد على أن “الملتقى يطمح لأن يكون منصة ومناسبة لتبادل الأفكار حول واقع الرواية العربية ومستقبل الكتابة الروائية وأسئلتها الواسعة والاحتفاء بالمنجز الروائي العربي. فمستقبل الرواية العربية مرتبط بالموضوع العربي وقضايا العرب المتعددة التي يصوغها واقع الأقطار المختلفة، وهو مرتبط بالفنيات والجماليات والتداخلات مع الأجناس المختلفة والعلاقات المتشابكة ثقافيًّا التي لا بد أن تجيب على السؤال الخالد حول الحاجة للسرد لمقدرته أن يغطي نواقص كثيرة في وعينا ونمونا الثقافي”.
من جانبه، قال الروائي يحيى يخلف إن “هذه القامات تضيء مواضيع حول الأجناس الأدبية، وتنوع آليات السرد ومستقبل الرواية في ظل التحولات والمتغيرات، ومن خلال شهادات وتجارب روائية، وتداول الرواية التاريخية، وأدب المعتقلات بين الواقع والمتخيل، وعادات الكتابة الجديدة بما في ذلك مفهوم الهوية في الرواية العربية، وأنماط الكتابة الكلاسيكية، والأجناس الأدبية في الرواية العربية بين النقد والتجربة، وتنوع السرد في الرواية العربية في ظل التحولات الحياتية.
وتعقد ندوات الملتقى وعددها 10 ندوات في الفترة ما بين 10-13 تموز الجاري، في مركز خليل السكاكيني ومنتدى شارك الشبابي وجامعة فلسطين التقنية برام الله، وفي جامعة النجاح الوطنية في نابلس، وفي مكتبة سراج في بيرزيت، وجامعة فلسطين التقنية- فرع العروب، والديوان الثقافي الساحوري ببيت لحم، وقاعة المحافظة في جنين، وفي قاعة المنتدى بمتحف ياسر عرفات.
ويشارك في الندوات ضيوف من اليمن، والمغرب، ومصر، وتشاد، والأردن، وتونس، وسلطنة عُمان.