الفلسطينيون الوطنيون أوفياء.. أما المزيفون فساقطون ومسقطون..! بقلم : موفق مطر
انتشرت وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي، فاتخذها بعض هؤلاء كالهشيم يشعلون فيه نار الفتن الداخلية بين الفلسطيني والفلسطيني، وبين الفلسطيني وأشقائه العرب، يدخلون بأسماء وهمية، مثل: (فلان الفلسطيني) أو (أبو فلان الفلسطيني) فتبدو لنا الصورة بكل وضوح، ولا تحتاج الى تعقب استخباراتي دقيق لنعرف أنهم قد ذهبوا بأقدامهم إلى أوكار اجهزة المخابرات الصهيونية، أو قد تم اسقاطهم عبر وسائل كثيرة، وأولها الجنس والمخدرات، حيث التركيز على ضعاف النفوس، وذوي (الانتماءات القشرية الظاهرة) في مجتمع الشباب الفلسطيني في اوروبا، أما اذا شاء الباحث عن الحقائق فليس عليه إلا الاطلاع على صفحات المقصودين هنا في هذا المقال، ليتبين له انعدام الصلة بين (هذا الخائن) وفلسطين، أيا كانت الصلة، حتى لو كان حقا من رحم أو صلب فلسطيني، فالفلسطيني الوطني لا يستخدم الأبجدية لتأليف الفاظ ساقطة من لغة التخاطب والحوار والنقاش اصلا، وليست سائدة إلا في مجتمع الرعاع الهمج، يأبى لسان الحر ذكرها ولو على سبيل المثال! فيرمي بها هذا الخائن وطنيين انقياء، أتقياء، يعملون لخدمة وطنهم وشعبهم بلا كلل أو ملل، وفي ظنه أنه بهذا الفعل سيسقط حركة التحرر الوطنية الفلسطينية التي باتت بمثابة مرمى لكل سهامه المسمومة، وكأنه لا يعلم أنه لا يسقط إلا نفسه، وشخصه، ويستجلب لعائلته ومجتمعه الخاص سوء السمعة والأحكام المتسرعة، لكنه يجب ان يعلم أنه بهذه الخيانة أصبح مستخدما في أجهزة العدو العاملة على اسقاط المشروع الوطني الفلسطيني، ومبدأ التحرر والحرية للشعب الفلسطيني، اذ ليس معقولا، ولا مقبولا لجوء فلسطيني وطني حقيقي إلى حد اشعال خلافات بين مواطني دولتين عربيتين (كالجزائر والمغرب) مثلا تحت مسمى أنه (ابو فلان الفلسطيني)، وإن كنا على يقين أن الفاعل خائن يعمل لصالح العدو، أو أنه فرد من اجهزة استخبارات العدو ذاتها انتحل الاسم، لتكون النتيجة تفريقا وتقطيعا للصلة العروبية بيننا وبين الاشقاء العرب، وإضعافا لعمقنا الاستراتيجي العربي، كما أنه ليس معقولا ولا مقبولا احتماء هؤلاء – وبعضهم معروف بالاسم الرباعي – بأجواء اللجوء في بلدان اوروبية أو في الولايات المتحدة، لبث سمومهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والغاية معلومة سلفا عندنا ليس تمزيق النسيج الوطني الفلسطيني وحسب، بل احراقه وتحويله الى رماد، عبر خدمة العدو، الذي يلتقط ضعاف النفوس هؤلاء، فيسهل عليهم اوضاع اللجوء والإقامة ومن بعد الحصول على الجنسية لضمان عدم محاسبتهم في يوم ما على خيانتهم في محاكم وطنية فلسطينية، مقابل الخدمة الأفظع لمنظومة الاحتلال العنصرية الفاشية..، فهؤلاء لا شغل لهم إلا تركيز هجمات اعلامية منسقة ومبرمجة مع اجهزة استخبارات الاحتلال الصهيوني، وحماس، ودول وقوى اقليمية تقدم كل امكانيات الدعم لهم، عبر وسائل التواصل، لاستهداف قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ومناضليها وقادتها، وقيادة السلطة الوطنية والأجهزة الأمنية.
يعلم الاشقاء العرب وتحديدا في المغرب والجزائر الكثير من هذه الحقائق، ويدركون جيدا أن الموقف الفلسطيني الرسمي بخصوص عدم التدخل بشؤون الدول العربية محسوم، وأن كل من يحاول العبث موجه من جهات معادية، ولا تملك دولة فلسطين على ممارسة سلطاتها عليه، أما المشاركون فعلا في التآمر على المشروع الوطني وحركة التحرر الوطنية، فليس عليهم إلا أن يعلموا أن بقاع الدنيا لن تحميهم الى الأبد، فأرواح الشهداء ستلاحقهم عبر ارادة المناضلين الأحياء، حتى تنصب لهم محاكم الشعب القانونية النظامية، التي تنطق احكامها باسم الشعب الفلسطيني، وعليهم مراجعة ذواتهم، فغيرهم كان اعظم حجما وقوة، ودول كبرى ساندتهم، لكنهم سقطوا وبقيت فلسطين، وبقي المناضلون الوطنيون الأوفياء على درب الثورة والحرية الاستقلال.
ليس فلسطينيا وطنيا ذلك الذي يسلم عقله ولسانه وحاله في سلوكه لشيطان الاستخبارات الصهيونية، واستخبارات دول وقوى اقليمية، يفتعل الفتنة بين الفلسطيني وأخيه الفلسطيني، وبين الفلسطيني وأخيه العربي، أو بين الفلسطيني وصديقه الحر الأجنبي الذي يتبنى الحق الفلسطيني بقناعة تصل حد الايمان، وفوق كل هذا يعمل بأوامر من يستخدمه على تشويه سيرة المناضلين والإساءة للقادة والرموز، الشهداء منهم والأحياء، يحقر، يضلل، يزور، يحرف، يتهمهم بالخيانة بلا سند أو دليل، ويشعل وسائل التواصل الاجتماعي بلهيب رغباته الشخصية العاكسة لمفاهيم همجية متاصلة فيه، أو رفعت الى دماغه بعد تفريغه تماما من سمات الانسانية، فهذا الفاعل أيا كان، خائن لشخصه، وللدم الفلسطيني الذي يجري في عروقه، منحه اياه ابوان طهوران اصلا، وخائن لفلسطين، ولأرواح الشهداء الفلسطينيين والعرب ولكل انسان حر في هذا العالم ساند الحق الفلسطيني الأزلي.
الفلسطيني الوطني ليس المولود من ابوين فلسطينيين على ارض فلسطين او خارجها وحسب، بل هو المؤمن بالحق التاريخي والطبيعي للشعب الذي ينتمي اليه، ويتحلى بالحكمة والشجاعة والمنطق والمعرفة، وأحسن وأصدق المعرفة والثقافة، ويتوج كل ذلك بمكارم الاخلاق في نضاله وانتصاره للحق الفلسطيني، فالانتماء لفلسطين وتبني الهوية الفلسطينية باتت اكبر وأبعد بكثير من الجغرافيا، وتجاوزت صلة الرحم والدم والعِرق.
لسان الفلسطيني الوطني طهور، طاهر عاكس لفكره وشخصيته غير المنفصلة عن قيم ومبادئ الحق والمنطق السليم، فهو لا يقدح، لا يذم، لا يشتم، لا يخون، لا يكفر، يناقش بمنطق عقلاني، ومداده مخزون معرفي وثقافي، ويبحث في الوقائع عن الحقائق بأساليب منهجية، أما الغوغائية والعشوائية والعبثية، وإطلاق اللسان كآلة مصممة من معدن صلب، تصل مستويات تحقيق الرغبات الشخصية الذاتية، أو لتحقيق اهداف مشغليه، حتى لو تطلب الأمر ظهورا او كلاما ينضح انحلالا أخلاقيا، وهبوطا الى اسفل سافلين في عملية ضرب قيم المجتمع الانساني الفلسطيني ومقوماته، وخروجا فظا على تراث الاتصال والتواصل بين أفراده.. فالمجتمع الفلسطيني رصين رزين وهذه ميزة اخلاقية ساهمت في ابقاء وجوده، فالشعوب والأمم لا تغلبها الحروب ولا الغزوات وإنما يهلكها سقوط قيم الأخلاق.