شفا – يشير تقرير حديث حول مستقبل التعليم العالي في العالم أنه بحلول عام 2020 سيكون التعلم المدمج هو التعلم الأكثر شيوعا وسيتم التركيز على مخرجات العملية التعليمية والتعلم وتلبية احتياجات المتعلمين بشكل فردي، وتبين من خلال المسح الذي أجري لأغراض هذا التقرير أن 65% من الجامعات ألأمريكية قد شملت التعلم الإلكتروني كغاية استراتيجية من غاياتها للعشر سنوات القادمة وأن ما يزيد عن 30% من الطلبة الملتحقين بمؤسسات التعليم العالي الأمريكية ملتحقون بمساق إلكتروني واحد على الأقل والعدد في تزايد مستمر.
أما فلسطين فالوضع الحالي متباين بين الجامعات ولا يوجد سياسة واضحة من وزارة التعليم العالي اتجاه التعلم الإلكتروني ولكن يوجد توجه إيجابي نحو ذلك. أما في جامعة النجاح الوطنية فقد حرصت الجامعة منذ تأسيسها على توظيف التكنولوجيا بالتعليم بأشكالها المختلفة ، وقد أطلق في عام 2010 مشروع التعلم الإلكتروني حيث تم تصوير عشرات المساقات فيديو وبثها إلكترونيا كمصدر للتعلم ليس فقط للطلبة في الجامعة وإنما لكل المتعلمين في الوطن وخارجه.
وبينت سائدة عفونة مديرة مركز التعلم الإلكتروني في جامعة النجاح الوطنية أن تأسيس مركز التعلم الإلكتروني في الجامعة جاء ليساهم في تحقيق الغاية الأولى من غايات الخطة الاستراتيجية للجامعة للأعوام 2011-2015 وهي النهوض بالتعليم العالي وتطويره وتعزيزه من خلال توظيف التكنولوجيا في التعليم والتعلم وبناء قدرات الهيئة التدريسية وتعزيزها في هذا المجال.
وأضافت عفونة أن أنشطة مركز التعلم الالكتروني تتمحور في عدة مسارات تكاملية تسلسلية ففي خطوة أولى للمركز قام بنشر مفهوم التعلم الالكتروني وتعزيز الثقافة وتوعية أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة من خلال عقد مجموعة من الندوات و تحضير أدلة إرشادية توضيحية و عقد ورش تعريفية توعوية في الكليات المختلفة بلغ عددها 16 ورشة تلا هذه الخطوة مرحلة بناء القدرات لأعضاء الهيئة التدريسية و المتعلمين و الفنيين فتم عقد 15 دورة تدريبية في الكليات المختلفة تناولت هذه الدورات مواضيع مختلفة منها موودل وكيفية توظيفه للتعلم و مبادئ التعلم النشط وتصميم التعليم والامتحانات المحوسبة والتقويم التربوي و التعامل مع اللوح الذكي وأهمية توظيف الصورة في التعلم وتم تقدم التدريب لفنيي المختبرات عبر 3 دورات تدريبية ليكونوا داعمين فنيين للطلبة كلٌ في كليته كما قام المركز بتدريب جميع الطلبة الملتحقين بالمساقات الالكترونية.
وفي المرحلة الثالثة لعمل المركز قام بتصميم المساقات وتصميم ما يلزمها من ملتيميديا و امتحانات محوسبة وتقويم المساقات كما تم تقديم الدعم الفني التقني والتربوي وتوفير روابط مهمة لمساقات مفتوحة المصدر، واعتماد أفضل الممارسات القائمة على البحث لتطوير المساقات والاستمرار في التحديث تبعا للتقدم التكنولوجي والبيداغوجي. وعلى الرغم من بعض التحديات التي واجهت المركز خلال هذه الشهور ومن أهمها التفاوت في المعرفة و المهارات بين أعضاء الهيئة التدريسية و بعض المشاكل التقنية العامة و المعارضة للتغيير ألا أن أراء المتعلمين كانت مرضية جدا وتوجهاتهم مرتفعة حيث بلغت نسبة المؤيدين للتعلم الإلكتروني من طلبة الجامعة حوالي 80% ومدى رغبتهم بعقد الامتحانات المحوسبة 84%.
وخلال فترة عمل قصيرة استطاعت جامعة النجاح الوطنية تحقيق قفزة نوعية حيث ارتفع عدد المساقات الإلكترونية من 32 مساق إلى 213 مساق على موودل بالإضافة إلى 148 مساق مصور فيديو والعشرات من المساقات التي يتم التفاعل ما بين الطلبة والمعلمين من خلال شبكات التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والويكي والمدونات والتويتر. كما أن عدد أعضاء الهيئة التدريسية المشاركين بالتعلم الإلكتروني على موودل قد ارتفع إلى 121 مدرس ووصل عدد المتعلمين المسجلين على موودل 5180 متعلم.
إن فلسفة الجامعة تتمحور حول توظيف التكنولوجيا في عملية التعلم ليس كمحور للعملية وإنما كأداة تزيد من فرصة المتعلم على التفاعل والمشاركة كمحور للعملية التعليمة عمليا وليس نظريا فالتدريب لأعضاء الهيئة التدريسية يركز وسيركز على نماذج تصميم التعليم وعلى فلسفة التعلم النشط والأساليب الإبداعية في التعلم الجامعي.