ستاتوس كفو في ذمة الله ، بقلم : محمد علي طه
أنعى إليكم مولانا وحامينا صاحب السيادة مار ستاتوس كفو الذي رافقنا منذ اليوم الثالث للحرب عندما صرخ الجنرال مردخاي غور صرخته الحزيرانية: “جبل الهيكل تحت سيطرتنا” وبالعبرية “هار هبايت بيدينو”.
أدرك يومئذ اله الحرب الاسرائيلي، ذو العين الواحدة، قدسية وحساسية المكان عند ملايين العرب والمسلمين المصدومين المهزومين الملخومين فخلق لهم “بوبو” أسماه ستاتوس كفو، ملفعا باللغة اللاتينية كي يلعبوا به فيخفف من وجعهم وهزيمتهم وخراب بيوتهم.
وصار المولود الجديد، ستاتوس كفو، يطل على قدسنا وأقصانا وصخرتنا وقيامتنا وأجراسنا ومآذننا وقبورنا وبيوتنا معلنا باللاتينية ثبات الوضع الراهن والحالة الحاضرة، وأما نحن فصرنا كلما تفوه رئيس حكومة إسرائيل من ليفي إشكول حتى بنيامين نتنياهو، وكلما نطق وزير حربية من موشيه ديان حتى غالانت، وكلما صرح ممثل إسرائيل في الأمم المتحدة من أبا ايبان حتى إردان بكلمة ستاتوس كفو نعرف أن الاحتلال لطش أرضا أو شجرا أو بيوتا أو حقا قوميا.
اقتحم وزير ما يسمى بالأمن القومي بن غفير المسجد الأقصى وتجول في ساحاته بصلافة فأعلن السيد نتنياهو أن حكومته مصرة على المحافظة على ستاتوس كفو. وعقدت حكومة إسرائيل في الغداة جلسة برئاسته في النفق تحت المسجد الأقصى كي تؤكد للعالم محافظتها على ستاتوس كفو فتحت الأرض يختلف عما فوقها.
يدخل المستوطنون زرافات زرافات ساحات المسجد الأقصى ويتجولون يحرسهم الجيش من باب المغاربة حتى المسجد المرواني الا أنهم لا يرقصون في ساحة المسجد بل يرقصون ويغنون عندما يخرجون محافظة على ستاتوس كفو.
يقتحم جنود الاحتلال بأحذيتهم الثقيلة المسجد الأقصى ويهاجمون المعتكفين فيه ويطردونهم منه كي يحافظوا على ستاتوس كفو، لأن الاعتكاف خارج عن الاتفاق.
تحفر دائرة الآثار الاسرائيلية أنفاقا تحت المسجد الأقصى كي تؤكد أن ما تحت الأرض لإسرائيل كما ينص ستاتوس كفو.
تعلن جماعات دينية يهودية أنها تعد العدة لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل مكانه وقد حضرت الخرائط والحجارة والأخشاب وتنتظر ولادة البقرة الصفراء كي تحافظ على ستاتوس كفو.