هل يفرض محور المقاومة قواعد ردع جديدة بقلم : غسان ابو نجم
تتسارع الأحداث في منطقتنا العربية بفعل حالة اعادة الاصطفاف على الصعيد العالمي بفعل الحرب الروسية الاوكرانية ومحاولات راس الشر العالمي الدفاع الشرس عن هيمنتها على ألعالم وزج اوروبا في حرب تدرك مسبقًا بأنها خاسرة وستجر لها الويلات على الصعيدين الاقتصادي والسياسي مما سيترك أثرًا كبيرًا على مستقبل ألعالم بشكلٍ عام وعلى منطقتنا العربية بشكلٍ خاص لاهمية موقع ودور بلدان المنطقة واهمية الكيان الصهيونى بشكل خاص.
ففي الوقت الذي تقوم الولايات المتحدة الاميركية بتجيش ألعالم ضد روسيا والصين وتدفع بكافة أنواع الاسلحة لساحة المعركة وتفرغ خزانات الدول الاوروبية لدعم الاقتصاد الاوكراني تقوم بذات الوقت بعملية تبريد سياسي إن صح التعبير في منطقتنا العربية
عبر خفض التوترات الاقليمية بين دول المنطقة لضمان عدم انفجارها لكي تتفرغ للحرب ضد روسيا من جهة واعادة تأكيد هيمنتها من جهة اخرى وضمان أمن وسلامة الكيان الصهيونى الحليف والشريك الاستراتيجي للولايات المتحدة
لقد ادى وقف الحرب العبثية التي شنها النظام السعودي والاماراتي على اليمن واضطرار النظام التركي للدخول في مفاوضات مع سوريا التي خرجت منتصرة من الحرب الكونية التي شنت عليها ولم تستطع ادامة فرض العقوبات والعزلة عليها ودعوة بن سلمان لسوريا لحضور القمة العربية في جدة كلها احداث دفعت الولايات المتحدة الاميركية للهرولة نحو المنطقة لضبط إيقاع الاحداث والمتغيرات بما يبقي دورها وتحالفاتها الاخذه بتفكك التدريجي والبطيء
ولعل الاهم من ذلك سعي الإدارة الاميركية الى ضبط حكومة الاحتلال الصهيونية الدينية الفاشية لتخفيف حدة العنف الذي تمارسه في الارض الفلسطينية وعدم استفزاز ايران عبر ضرب منشآتها النووية وعدم الدخول في حرب مفتوحة مع اذرعها في لبنان وفلسطين المحتلة
وعدم تغيير الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس المحتلة والمس بالسيادة الهاشمية عليه
وعدم الدخول المباشر للكيان الصهيونى في الحرب الاهلية السودانية ومحاولة وقف الصراع فيها بالشراكة مع السعودية
ولكن الاهم من كل ذلك وما دفع الولايات المتحدة الاميركية للهرولة للمنطقة ومحاولة تبريد الصراعات فيها هو قوة وتنامي دور محور المقاومة
مما يعني اختلال موازين القوى لصالح هذا المحور والذي يعني خروج الولايات المتحدة الاميركية وشريكها الكيان الصهيونى من المنطقة العربية وهذا ما تحرص امريكا على عدم حدوثه لأسباب سياسية واقتصادية عديدة قد تسرع الى تغيير خارطة ألعالم التي ستخلو إن حدث من امريكا والكيان الصهيونى معا.
“محور المقاومة”
يلتقط المتغيرات
لقد أدركت الادارة الاميركية ان محور المقاومة في تنامي متسارع فسوريا التي خرجت منتصرة بعد ١٢عاما من الحرب الكونية عليهاواضطرت دول المنطقة العربية لدعوتها لحضور قمة جدة وكلمة الرئيس بشار الأسد في القمة واعلانه عودة العرب الى سوريا تعكس خطابا سياسيًا غير مسبوق في اروقة السياسة العربية وتعطي مؤشرًا واضحًا على تغير نمط الخطاب السياسي العربي كذلك صمود فصيل فلسطيني أمام اعتى آلة عسكرية يمتلكها الكيان الصهيونى الذي يعاني من عملية شرخ بنيوي يطال مستقبل وجوده جعل امريكا تشك في قدرة هذا الكيان في الصمود في اي حرب أوسع من معركة ثأر الاحرار.
كذلك تلقى الكيان الصهيونى وحليفته راس الشر العالمي صفعة موجعة من حزب الله اللبناني الذي اجرى مناورة تحاكي تحرير مستوطنة في الجليل تلاها خطاب امينه العام حسن نصرالله بأن المقاومة كما كانت مستعدة لمواجهة الاحتلال الصهيوني في معركة ثار الاحرار اذا طلب منها ذلك هي مستعدة لضرب الاحتلال في العمق مما أضطر قادة جيش الاحتلال للتراجع عن تصريحات سابقة تهدد حزب الله
بان الكيان سيقوم بحرب كبرى اذا استمر حزب الله بدعمه للمقاومة الفلسطينية وتهديد الكيان ليرد عليه أمين عام الحزب بآن على الكيان ان يخشى حربا كبرى قادمة وقريبة
ومما اربك الكيان الصهيونى ورأس الشر العالمي التصريحات الغير مسبوقة للقيادة الايرانية بالضرب وبيد من حديد كل من يعتدي على المنشآت النووية ويقصد بذلك رأس الشر العالمي والكيان الصهيونى وإعلان إيران عن صاروخ جديد بسرعة ٢٠٠٠كم ويحمل متفجرات بزنة ١٥٠٠كلغم رغم التقارب الايراني السعودي والذي عولت عليه امريكا بانه سيخفف حدة التوتر وكذلك تأكيد امريكا تمسكها بالحوار مع ايران بما يخص نشاطها النووي وكل ذلك لم يمنع ايران ان تعلن دعمها المادي والمعنوي لمحور المقاومة وتزويد رأس حربتها حزب الله والمقاومة الفلسطينية بالصواريخ بل تعدت ذلك الى اعادة تأهيل الساحة السورية وتعزيز قدراتها الدفاعية عبر تزويدها بصواريخ ايرانية الصنع شبيهة بصواريخ اس٣٠٠ الروسية.
اننا امام حالة من تغيير نمط المواجهة العسكرية على الأرض وتغير في الخطاب السياسي لمحور المقاومة وحالة من الاستنهاض والتوجيه والاستعداد لمكونات محور المقاومة في اليمن والعراق ولبنان وفلسطين وترتيب الاوضاع في سوريا لتكون ساحة المواجهة الشمالية مع الكيان الصهيونى عند حدوث ما تخشاه امريكا والكيان.