عندما أشاهد الياسمين أذكر نقاء عينيك الصافيتين، وأتذكر طهارة ثغرك، وحلاوة حديثك اللامع، ونعومة أحاسيسك الصادقة. يأخذني التذَّكر إلى كثرة ذكرك للرحمن، واستمرارية حثِّي على المواظبة في التقرب للملك الذي يحرس ما بيننا بعينه التي لا تنام، وإذا ما صلّيت على الحبيب المصطفى، صلّيت عليه، وسألت الله أن يحبك مثلي.
كلما إقتربت من الياسمين بشغف اللقاء، وشوق المشتاقين لذاك الترياق، أتنشّق عطرك، وأقطف بعضاً من أزرار الذكريات، أفتحها بحنان، أمسكها وأناملي ترتعش، وكم أخاف أن أمسها أو أصيبها بشيء من غير البقاء.
على شعري أنظمها، وما بين خصلات سطوري أرتبها، قطعة فنية علامتها الوئام. يخفق قلبي لبياض الزهر ولجسدك المدلل بين عروقي الخضراء. أقف مذهولة وبكلاكما معجبة؛ أنت الياسمين.
أيا حلم النفس بسكينة بحثت عنها روحي منذ أمد بعيد، نداءاتي المحتاجة إليك لا تنتهي، تزدحم سطراً بعد الآخر، وتمتد جذورها لأول السنين التي جمعتنا، فصرنا عشاقاً للورد، ومعنا عهد الحب على الياسمين.
لقد جمعت شتات نفسي، وعلى صدرك أعتقت الكلمات حرّة تتغزَّل فيك، وكم تمنيت أن أكون نبضك المتفتح من قلبك؛ لأصير الحروف المتدفقة إلى الشرايين والأوردة. يا عطر الياسمين المنثور على أحلامي بتعويذة الإخلاص وفاء لعهد نفسي على نفسك، والنفس واحدة أمام الله، رفعة لتغريد الصباحات التي سمعتني رغماً عني، وعرفت سرَّ إشراقتي، كلما نظرت إلى الياسمين.
أكتب إليك همساً من عزفٍ لإيقاعٍ في الحب فريد، وعليل النسمات ينبعث زفرة وشهيق من بين شفتيك، تثلج حرارة جسدي كلما ذكرت اسمي وارتدَّت إلى آذاني مناداتك، ودارت الحروف حولي رحيقاً من جوفك منبعث، أحلِّق عالياً في سماء ذاتك حينها، وأتنقل من زهرة إلى زهرة بين أوتار صوتك، على حبال ودِّك ومحبتي إليك بإزدياد .أحتاج لأعوام طويلة كي أتقن وصفك أيُّها الياسمين، وأصف آدميَّتك التي عثرت عليها في رجل سعادتي.
كلما مضيت من جوارك، تحرشت بشغفي، واشتاط توقي، مشعلاً بقية حواسي التي أخبؤها عندك – أمانة – وعندي مازلتُ أخفي إليك الكلمات وفيرة، وعلى كفك سوف أنقشها حروفاً منتحرة من أعالي الشفاه الراجية، لعل ربي يجمعني فيك.
نحتك في صدري عنواناً للغرام، للأبد أنت محبوبي، وإليك أبعث مراسيل السلام. مكاتيباً في الحب تسلو الشوق الذي صدَّ عنا المنام، برحمة من الله، آملين أن يبارك فيها هذا الغرام.
رشا السرميطي