شفا – دعا البيان الختامي لمؤتمر المبادرة المسيحية الفلسطينية بمناسبة مرور ثلاثة اعوام على اصدار وثيقة وقفة حق “كايروس فلسطين” الى إعادة صياغة ومضمون وثيقة كايروس بشكل أوسع لتشمل العالم العربي والشرق الأوسط وجميع الفلسطينيين في أي مكان وفي كل مكان. وعلى الكنيسة وكل الكنيسة، شعباً وقيادةً، واجب التعامل بجدية مع هذا المطلب والتعاون على إنجازه، وذلك بالتعاون مع مجلس الكنائس العالمي ومع مجلس كنائس الشرق الأوسط.
ودعا المؤتمر الذي عقد في بيت لحم الى الوحدة الاسلامية المسيحية وانهاء الاحتلال الاسرائيلي والتمييز العنصري.
وفيما يلي التوصيات النهائية التي صدرت يوم امس عن مؤتمر المبادرة المسيحية الفلسطينية والذي انعقد في دار الندوة في بيت لحم:
كايروس إستراتيجية حياة في مسيرة ثبات نحو التحرر
صدرت الوثيقة مع توقف العملية السياسية وانعدام الأمل بالسلام، وجاءت كبارقة أمل مما ساهم في انتشارها السريع محليا ودوليا. في مؤتمرنا هذا ترى الكنيسة أننا كلنا نعاني. كلنا نسير في المركب نفسه. هنالك تعددية في الشكل والرأي وليس في الجوهر والمضمون. وأمّا الوحدة الإسلامية المسيحية فهي مكوِّنٌ أساس في المجتمع الفلسطيني، ويجب أن تُبنَى على الانتماء إلى القومية العربية وعلى المساواة في المواطنة والاحترام المتبادل مع التعددية والعيش المشترك.
من زمن اليأس إلى الرجاء
وصلت إلينا أصواتكم :
من غزة. فأهل غزة هم شهود على الأمل بمقاومتهم وصمودهم وتطلعاتهم نحو مستقبل أفضل، ويتجلى ثباتهم بوضوح في إصرارهم على البقاء والصمود. ففي الوقت الذي يهدم فيه الاحتلال كل شيء في غزة، تبني المؤسسات المسيحية المزيد من المدارس وتوسع خدماتها.
ومن الجليل. وصلت إلينا صيحات تنِمّ عن شعور الشباب بضياع الهوية وضرورة المعالجة بالتواصل وإعادة إحياء الذاكرة الفلسطينية والانتماء القومي العربي.
ومن المهجر، وبشهادات من شباب عائدين : هناك تأكيد على ضرورة العمل لتشجيع الشباب للعودة إلى أرض الوطن. وأن يكون هناك خطة وطنية أو مشروع وطني لتشجيع المهاجرين للعودة ولتعريفهم بالوطن واللغة والثقافة العربية الفلسطينية .
التوصيات
1 – تعزيز التواصل بين الشعب والقيادات الكنسية لدراسة التحديات و توحيد الخطط المستقبلية فنكون كنيسة واحدة في توجهها. ذلك عبر لجان مشتركة على المستويات المختلفة بين العلمانيين والاكليروس لمعالجة جميع الأمور الاجتماعية والسياسية والقيام بمبادرات ملموسة لتعزيز هذا التوجه.
2 – العمل على إطلاق وثيقة كايروس عربية شرق أوسطية.
3 -توعية الأجيال مسؤولية هامة. فوثيقة وقفة حق هي حركة وأداة يجب استغلالها خصوصا في مناطق الداخل كالجليل والجولان ومناطق الاغتراب الفلسطيني من خلال:
أ. برامج التواصل بين أبناء الشعب الواحد.
ب.تدريب سفراء للتحدث عن الوثيقة وقضايا الوطن.
ت. استخدام وسائل إبداعية للمقاومة (مثل الفن والمسرح وغيرها).
4 – تنشيط جميع الجهود للتواصل مع الفلسطينيين في المهجر، وزيارتهم لإبقائهم مرتبطين بالوطن، وبالعائلة وبالثقافة العربية الفلسطينية، ومعالجة نقص الشعور بالانتماء والفراغ الوجداني لدى قطاع الشباب وتعزيز ارتباط المواطن بأرضه. فعلى كايروس أن تتابع الموضوع مع الجهات الحكومية والمجتمع المدني الفلسطيني وأن تهتم لمشاريع التواصل هذه، وطلب إنشاء وزارة المغتربين فهناك إمكانيات عظيمة وهائلة لدى الجاليات الفلسطينية يجب استغلالها من خلال الكنائس أيضا في هذا المجال.
كايروس خيار بين المفاوضات والمقاومة
تحليلات سياسية:
1- إسرائيل تذهب باتجاه التطرف وتجر المنطقة بأسرها إلى العنف
2 -كل إنسان لا يخرج من قوقعته الدينية والعقائدية ليتعرف على نفسه وعلى إنسانيته وعلى غيره لن يخرج من دائرة العنف المستمر.
ثوابتنا اليوم هي:
-إنهاء الاحتلال.
– إنهاء النظام العنصري.
– التمسك بحق اللاجئين بالعودة.
– حركات المقاطعة في فلسطين ليست جديدة، فقد بدأت في يافا 1933 واستمرت في بيت ساحور في 1987 وما بينها وهي مستمرة . وهدف المقاطعة ليس للانتقام بل لإحقاق العدالة والمساواة وإنهاء الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني. – “المساواة أو لا شيء” (ادوارد سعيد).
التوصيات
يقولون “سلام سلام ولا سلام” هذا الواقع يدفعنا إلى خيارات أخرى غير المفاوضات العبثية. فقد جاءت وثيقة وقفة حق بعد مسلسل من الحروب والعيش في ظل سياسات احتلالية قائمة على إذلال الفلسطيني وانتهاك كرامة الإنسان.
للمفاوضات حدود. وكذلك للمقاومة حدود، والمقاومة أنواع، وفيها إيجابيات وسلبيات.
المقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني ، والكايروس انتهجت المقاومة المبدعة اللاعنفية كمسيرة نحو التحرر عبر:
– الصوت النبوي بالنقاش والحوار والمناصرة والمخاطبة بكلمة الحق
–اعتماد أشكال المقاطعة المختلفة والنضال الجماهيري السلميّ
– الصمود وبناء المؤسسات في جميع المجالات مثل الصحة والإسكان والتعليم وغيرها
– تعزيز العلاقة ما بين الإنسان والأرض
– صياغة خطة لتقوية التفاعل مع مؤسسات المجتمع المدني بهدف ترسيخ سيادة القانون وبناء دولة مبنية على المواطنة والتعددية.
– تطوير إستراتيجية إعلامية للترويج للوثيقة محليا ودوليا، بالإضافة إلى آليات واستراتيجيات للرّد على الهجوم الإعلامي الصهيوني على كايروس، وعلى كتابها ومؤيديها
– محاربة فكرة “الطابع الديني اليهودي” أو “الطابع العنصري” للدولة والهيمنة الدينية والاستفراد بالقدس
خاتمة
يطلب منا اليوم إعادة صياغة ومضمون وثيقة كايروس بشكل أوسع لتشمل العالم العربي والشرق الأوسط وجميع الفلسطينيين في أي مكان وفي كل مكان. على الكنيسة وكل الكنيسة، شعباً وقيادةً، واجب التعامل بجدية مع هذا المطلب والتعاون على إنجازه، وذلك بالتعاون مع مجلس الكنائس العالمي ومع مجلس كنائس الشرق الأوسط.
جاء السيد المسيح ليصلح كل ما اعوجّ وليزيل كل عبودية وظلم عن الإنسان، كذلك نسير بحسب تعاليمه كلها لنكون أقوياء بها، لإزالة الظلم الواقع على الإنسان في أرضنا.
وقفة حق تعني: المطالبة بكل ما هو حق والعمل في سبيله، فنقاوم ونقول: لا للاحتلال، لا للعنصرية، لا للدولة الدينية، لا للتطرف. نعم للعدالة والحرية والسلام، ونعم لكرامة الإنسان.
نعم لفلسطين.