إرهاب دولة بحماية قبة استراتيجية أميركية حديدية ، بقلم : موفق مطر
الأطفال الفلسطينيون وأمهاتهم أبرز ضحايا إرهاب منظومة الاحتلال والاستيطان الفاشية العنصرية (إسرائيل)،إرهاب دولة يجسده ساسة المنظومة وجنرالات جيشها ويطبقونه بقوة ردع دموية مدمرة، لا جديد على منهجها الأساس سوى نوعية وتكنولوجيا الأسلحة المتطورة والأحدث في العالم، أما (القبة الحديدية السياسية الأميركية) المضادة لأي مساءلة قانونية دولية حسب مواثيق الشرعية الدولية، فإنها دائما في جاهزية عالية، وقادرة على حماية موقع ومكانة (إسرائيل) في المنظمات الدولية.، فجميع الإدارات الأميركية منذ إنشاء خادمها الاستعماري (إسرائيل) تعاملت مع الضحية الفلسطيني كمخلوق بشري مجرد من الحقوق الإنسانية، وليس كإنسان تنطبق عليه معايير الديمقراطية والحرية والحقوق الأميركية المزعومةحتى لو كان الفلسطيني الضحية مواطنا أميركيا، ومثلنا على ذلك الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، فساسة البيت الأبيض ورجال دولتهم العميقة، لا يمكنهم إخفاء نزعتهم العنصرية، عندما يتطلب الأمر تطبيق القانون الأميركي بحذافيره لحماية أي مواطن يحمل جواز سفر الولايات المتحدة على أي بقعة على الكرة الأرضية، حتى لو أدى الأمر لاختراق سيادة دول وأمنها، لكنها (الإدارة الأميركية) تبدو أعجز من أضعف دولة في العالم عن حماية مواطن أميركي من أصول فلسطينية، ليس هذا وحسب، بل تنشط أجهزتها السياسية والدعائية والإعلامية بأقصى طاقاتها لتبرير تدخلاتها السافرة في شؤون دول ذات سيادةتحت يافطات الحفاظ على حقوق الإنسان وضمانها لشعوب لا ترى في منهج وسياسة الولايات المتحدة نموذجا إيجابيا واحدا حتى يحتذى! أما إذا ارتبط الأمر بأمن قاعدتها العسكرية الأقوى في العالم، والمنشأة على شكل دولة (منظومة الاحتلال إسرائيل) فإنها تبدي استعدادها للتضحية بكل علاقاتها مع دول العالم، وحلفائها في الشرق الأوسط، العرب والعجم، مقابل تأكيد مقولتها”حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” وبمعنى آخر حق الولايات المتحدة في الدفاع عن قاعدتها المتقدمة المميزة (إسرائيل)، حتى لو بلغت حكومة وجيش المنظومة العنصرية الفاشية ذروة مراتب جرائم الحرب والجريمة ضد الإنسانية، بحق المواطنينالفلسطينيين الأبرياء الأطفال والنساء، فرؤوس دولة الإرهاب يقررون اغتيال الإنسانية في فلسطين بأفظع الأسلحةوأشدها فتكا على الهواء مباشرة، ويجاهرون بفعلتهم ويتوعدون بالمزيد دون أدنى اعتبار لردود الفعل الرسمية العربية والدولية، التي ضمنت الإدارة الأميركية ألا تتجاوز بيانات الاستنكار والانفعالات الكلامية.
حملت الأخبار المبثوثة عبر وسائل الإعلام خبرين مهمين للغاية،الأول مفاده أن تعاونا سريا ما بين أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي والشاباك دون علم وزراء المجلس الوزاري المصغر المسمى (الكابينيت) قد سبق لحظة انطلاق العدوان على غزة فجر أول أمس الثلاثاء، وذلك خشية تسرب معلومات عن الخطة، أما الخبر الآخر فقد حمل مضمونا مهما للغاية وهو أن نتنياهو أبلغ الإدارة الأميركية بقرار العدوان قبل تنفيذه، ما يعني في الاستنتاج الرئيس أن عدوانا مخططا له بعناية ودقة فائقتين، وتقديرات بردود فعل واسعةوعلى جبهات متعددة ما كان ليتم بدون ضوء أخضر من الإدارة الأميركية كما يعني أن رئيس حكومة منظومة الاحتلال الفاشيةبنيامين نتنياهو استند على ثقته القويةالتي لاشك فيها بشخصيات هامة في الإدارة الأميركية، مؤكدا ثقته الضعيفة بوزراء حكومته الحالية وأولهم بن غفير..وهنا لابد من التذكير بأن لجيش الاحتلال عقيدة أو بالأصح (المباغتة) والمبادرة لقتل الهدف وتدميرهحتى لو كان المستهدف في موقع مدني كبيته مع عائلته، حيث تتجلى عقلية الإبادةفي أبشع صورها، وهذا ما جسدته العقلية العنصرية الإجرامية في العدوان الأخير على غزة قبل يومين، حيث قضت عائلات بأكملها، كسابقاتها من الجرائم التي لا تعد ولا تحصى منذ إنشاء التنظيمات الصهيونية المسلحة في ظل الانتداب الاستعماري البريطاني على فلسطين وحتى اليوم الذي بات يشكل منهجا لمنظومةتمارس الإرهابتحت شعار دولة، فيما دول العالم قد أجمعت على قرار محاربة الإرهاب أيا كان وجهه وسمته ودوافعه وجنسيته ومرجعياته، فإن كان الإرهاب جريمة ضد الإنسانية، وهذا حق لا جدال فيه أو نقاش، فإن منظومة الاحتلال والعنصرية (إسرائيل) باعتبارها المجرم الأكبر، المحمي بقبة استراتيجيةأميركية حديدية، وبمظلة العار، المفتوحة على مدى صمت المجتمع الدولي، باتت المطلوب رقم واحد للمثول أمام عدالة الإنسانية، التي يجب الانتصار لذاتها قبل هبوط البشرية إلى درك الهمجية.