شفا – قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح موفق مطر، أن حركة فتح اعتمدت الديمقراطية منهجا لعملية بناء تنظيمها ، وكانت وما تزال مثالا على التعددية الفكرية ، والروحية والاجتماعية في اطار هوية وطنية فلسطينية.
وقال في حوار خاص لـ شبكة فلسطين للأنباء شفا ، يجب التأكيد على أن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وستبقى الصورة الطبيعية لألوان طيف الشعب الفلسطيني بمكوناته الوطنية كافة ، فالحركة جسدت آمال وطموحات الشعب الفلسطيني بالتحرير والتحرر والحرية منذ انطلاقتها العلنية في الفاتح من يناير كانون الثاني عام 1965 ، وهي العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية التي هي الاسم الحركي لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية ، ويمكننا القول بكل ثقة أن مؤسس المنظمة – احمد الشقيري رحمه الله – كان قد استشعر حراك قادة الحركة في فترة تأسيس التنظيم منذ العام 1958 قبل عودته الى الجامعة العربية حيث قال :” إن الشعب الفلسطيني مصمم على الكفاح لتحرير وطنه فلسطين ” وبنظرة سريعة على ميثاق منظمة التحرير سنجد روح النظام الأساسي لحركة فتح فيما يخص المبادئ والأهداف .
وأكد موفق مطر، أن حركة فتح اعتمدت الديمقراطية منهجا لعملية بناء تنظيمها ، وكانت وما تزال مثالا على التعددية الفكرية ، والروحية والاجتماعية في اطار هوية وطنية فلسطينية ، جسدتها الحركة كمفخرة ليس للشعب الفلسطيني وحسب ، بل لشعوب الأمة العربية ، أما حرية الرأي والتعبير، تحت سقف مبادئها وأهدافها وسلوكيات المناضل فكانت ومازالت سر شباب الحركة وتجددها .
وأوضح “مطر” لـ شفا، حول الإنتخابات وفوز “حركة فتح في كافة الجامعات التي جرت فيها الانتخابات مؤخراً، ان الانجاز وتنفيذ اقصى ما يمكن من البرامج الانتخابية هو المقياس الصحيح لتقدير مستوى نجاح أي تنظيم في الانتخابات الديمقراطية ، سواء كانت تشريعية عامة ، أو في اطر النقابات والاتحادات ، فنتائج الانتخابات تحسب وفق قوانين الانتخابات، وتعكس مزاج الناخب لحظة دخولة قاعة الاقتراع، حيث تساهم التقلبات السياسية والدعاية وكذلك المال السياسي بتحقيق ارقام مرجوة من اصوات الناخبين ، علاوة على قدرة هذا التنظيم أو ذاك على حشد عناصره وأنصاره ، وعليه فإني ارفض اعتبار أرقام الأصوات ونسبتها المئوية كمقياس على مكانة حركة فتح لدى جماهير الشعب الفلسطيني، فالحركة اسست قواعد الحياة الديمقراطية ولها شرف الأسبقية في الانجازات الوطنية لصالح الشعب الفلسطيني ، وحماية قراره المستقل ، وبناء مؤسسات منظمة التحرير بما فيها مؤسسات السلطة الوطنية التشريعية والتنفيذية والقضائية ، وما الانتخابات وتكريس قواعدها الديمقراطية إلا انجاز عظيم خالد يحسب لحركة فتح ..فالحركة تؤمن بالمشاركة في القرار الوطني ، كما تؤمن بالمسئولية الملقاة على عاتق كل مواطن فلسطيني ، مستقلا كان او عضوا في تنظيم سياسي .
وأكد “مطر”، أن حركة فتح معنية دائما بفوز الوطنية الفلسطينية والانتماء الوطني، وإذا اجرينا حسابات بالأرقام سنجد أن الوطنية الفلسطينية التي كرستها الحركة كقيمة اخلاقية ومعنوية وفكرية وثقافة راسخة في مكون الشخصية الفلسطينية كانت دائما هي الفائز في أي انتخابات سواء التي كانت تنظم خارج الوطن قبل قرار المجلس المركزي بانشاء السلطة في العام 1993 أو منذ العام 1994 .
وأشار، إن التركيز على قطاع نقابي او اتحادي مهني او تنظيمي أو شعبي وأخذ أرقام الانتخابات كمعيار خطأ جسيم ، خاصة وأن بعض الانتخابات تنظم سنويا كانتخابات مجالس الطلاب في الجامعات ، حيث تختلف النتائج بين دورة وأخرى ،لذلك لا يمكن اعتبار النتائج نموذجا ثابتا دائما ، لأن الثابت كما اعتقد هو أن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح عقل ثورة الشعب الفلسطيني المعاصرة ، وقائدة حركة التحرر الوطنية الفلسطينية ، ومركز عصب الشعب الحي ، واعتقد ان قادة الفصائل الوطنية يقرون بهذه الحقيقة ، ويؤكدون على مكانة فتح ، باعتبارها المرآة العاكسة لواقع ورؤى وأفكار ومبادئ وثوابت وأهداف الشعب الفلسطيني .
وأردف “مطر” في حديثه لـ شفا، يجب الانتباه أننا مازلنا في مسار حركة تحرر وطنية ، ولا يمكن تشبيهنا بدولة مستقلة ، أوبأحزاب لكل منها ايديولوجية ( نظرية ) خاصة ، وتمتلك الأدوات الكافية لتنفيذ برامجها السياسية ، أما نحن في الحركة فإن النضال والكفاح ضد الاحتلال مازال محور عملنا الوطني ، لإيماننا بأن الحرية والتحرر من الاحتلال الصهيوني ستمكننا من تمتين وتعزيز القاعدة المتينة والأصلب لمنهج الديمقراطية الذي ارتضيناه منهجا في ثورتنا .
وحول إستشهاد عدد كبير من قوى الامن الفلسطينية برصاص قوات الاحتلال، وبعضهم كان بفعل تنفيذ عمليات مقاومة ضد الاحتلال، وكيل اتهامات حركة حماس ونكرانها للمقاومة التي ينفذها كوادر حركة فتح وكتائب شهداء الأقصى، أوضح عضو المجلس الثوري لحركة فتح موفق مطر لـ شبكة فلسطين للأنباء شفا بالقول، نحن في حركة التحرير الوطني الفلسطيني نقدس دماء الشعب الفلسطيني وكل قطرة من دماء الانسان الفلسطيني لا تقدر بثمن ، لكنها ليست عزيزة على الوطن ومن اجل حرية الشعب وتحرير الأرض ، لا نتاجر بدماء الانسان الفلسطيني ، ولا نوظفها للتكسب السياسي ، ونتألم كثيرا عندما يزج بأبناء جلدتنا المنتسبين الى تنظيمات يعمل رؤوسها على التشكيك بوطنية قيادة الحركة ومناضليها ، وبقيادة الشعب الفلسطيني الشرعية ، ويكيل الاتهامات الباطلة اصلا للأجهزة الأمنية ، لأننا على ثقة بأن الذي فجر الثورة وقدم التضحيات سرا وعلانية ، مازال أمامه درب طويل من الكفاح ، وأن لكل لحظة ( مرحلة ) من الصراع أدواتها ورجالها ، لذلك لا نعير لغة التخوين والتكفير والتشكيك والاتهام الاهتمام ، لأنها انعكاس طبيعي لمكونات الجماعات المصنعة اصلا في مختبرات الشاباك الصهيوني ،فهؤلاء توأم المشروع الصهيوني معنيون باضعاف الروح المعنوية للشعب ليسهل عليهم الانقضاض على مشروعنا الوطني التحرري الديمقراطي التقدمي الذي يعتبرونه خطرا على مشروعهم ( الاخواني الاسلاموي- الصهيوني ) ..فنحن في الحركة لا نقدم التضحيات إلا في مكانها الصحيح ، ولا نحتاج للضجيج ، فتاريخنا منذ انطلاقة الثورة قبل 58 عاما شاهد على عطائنا اللا محدود من اجل الوطن ، واعتقد أنه من الخيانة الاستثمار بدماء شهداء فلسطين لتحصيل مكاسب فئوية تحت مسميات حزبية ، أو دفع الشباب للموت العبثي من اجل رفع ارقام أرصدتهم البنكية !
وأضاف “مطر”، هم يعرفون أن قادة ومنتسبي الأجهزة الأمنية هم شباب الانتفاضة الأولى وانتفاضة الأقصى، وهم مناضلون وطنيون، لكنهم ملتزمون ببرنامج نضالي كفاحي لتحقيق اهداف الشعب الفلسطيني بما يراعي الحفاظ على المصالح العليا للشعب الفلسطيني، ومكانته على الخريطة السياسية والجغرافية والقانونية لدى الشرعية الدولية، ويعرفون ايضا ان حركة فتح لم تسقط الحق المشروع في الكفاح ضد الاحتلال ومقاومته ، فهذا حق مشروع في القانون الدولي ، نعرف متى نستخدمه بما يحق اهداف شعبنا في صراعه الطويل الأمد ، وندرك جيدا الظروف والوقائع الملائمة لذلك ، فحركة فتح ليست متهمة لتدافع عن نفسها عبر زج شبابها في معارك خاسرة كما فعل ويفعل رؤوس الجماعات المحترفة في زج شبابنا في محارق الموت العبثي ، وهدفهم من ذلك اكتساب هالة سياسية وهمية ثمنها آلاف الضحايا من ابناء شعبنا .
وإختتم موفق مطر حديثه لـ شفا قائلاً، إن للتاريخ محكمة ينصب منصتها الباحثون عن الحقيقة، أما وقد عرف الشعب الفلسطيني حركة فتح كنواة لحقيقته التاريخية ، وواقعه المشرف ومستقبله المشرق ، فهذا الأمر اعظم ضمانة على صحة وصواب منهجها وتفكير وسلوك وعمل قياداتها .