هواة القضية الفلسطينية ومخاذليها ، بقلم : هديل ياسين
ليس هناك قضية أشد وضوحاً من القضية الفلسطينيّة في ما يتعلق بأصولها ونشأتها وتطورها وما تحمله من حقوق وثوابت فلسطينية وعربية وإسلامية، وليس هنالك من مشروع أشد وضوحاً من المشروع الصهيوني من حيث أصوله ونشأته وتطوره، وما يتسم به من احتلال خارجي لأرض شعب آخر واغتصابها، بالقوة والمجازر.
وفرض دولة كيانه عليها، وبدعم دولي سياسي وعسكري لا مثيل له، فلا أحد من الفلسطينيين والعرب والمسلمين ولا من مؤيّدي الكيان الصهيوني يمكنه أن يخالف الحقائق التاريخيّة التي تأسست عليها الحركة الصهيونية والإستراتيجية البريطانية الغربية، ولا في المسار الذي اتخذته في عملية زرع الكيان الصهيوني في فلسطين، فالشعب الفلسطيني وحده الذي يمكن أن يعطي شرعية لتلك الدولة، وهو ما لا تمنحها إيّاه كل القرارات الدولية أو الاعترافات الدبلوماسية، بما فيها الإسلاميّة أو العربيّة.
التخاذل العربي الإسلامي الوطني لا يوجد له تبرير، الأرض الفلسطينية ضمت في وجنتيها الكثير من الشهداء، حملت في طياتها الكثير من الأسرى، عند إنتهاء الأزل.
سينزل الشهداء، سيشهدون التخاذل والتنازل العربي الإسلامي القومي عن قضية ليس لها مثيل، وبإعتببار المشروع وطنياً، فهو بحاجة الى الإنتماء، لأن الوطن بدون إنتماء يصبح فقط حاضنة واسعة المدى، الشهداء والأسرى والمضحون ممن أجل الوطن في تصورهم الداخلي الإنتماء هو الأهم وهو الذي دفعهم للشهادة والأسر، وردة الفعل التي من الضروري حتماً.
هي الإستحقار لما يقوم به من هم الأجدر في الحفاظ على القضية من بعدهم، وما هو الأحق في القيام به من اجل مواصلة المقاومة هو الإستشهاد مرة أخرى.
بحث أن لولا وجودهم المعنوي. المادي الذي خطف بهم إلى عالم الوطنية والمقاومة. المتغيرات السياسية والإجتماعية هي خارج عقول هواة القضية الفلسطينية من الأساس العرقي. الوطني.
والأرضي لها, صعوبة الإندماج الفعلية سوف تكون صعبة بفعل التطورات المادية في الحياة. فلا أعتقد أن الأسير اللذي يقضي ما يزيد عن 40 سنة خلف القبضان سوف يمكنه التعامل مع جهاز خلوي. تم إختراعه في فترة أسره.
حيث ان التطور المادي أصبح خارج عن قدرته اللحظية في التعامل معها. فهي أصعب من تحمله النفسي تجاه قضية لا يهوى بها إلا هو وبضع أشخاص لهم نفس المبادئ. وهي تحقيق القدرة النفسية والإجتماعية على إحتضان القضية الفلسطينية بكامل مواصفاتها المعنوية والمادية.
المشهد الحالي في الأرض الفسلطينية بحاجة الى التقوية. تقوية الدقاع وتقوية التصدي للماراسات الإحتلال الاسرائيلي الظالمة والتي لا تراعي القوانين الإنسانية بالأساس، لأن القوانين الدولية تراعي المصلحة في التنفيذ، ومن ناحية كوني فلسطيني العرق والهوى والقضية من الضروري العمل على تخليد دور الشهداء والأسرى، متابعة تنفيذ وصايا الوطن المعنوية في الحفاظ على الأرض، فإن المسؤولية الملقاة على عاتق هذا الجيل من الشعب الفلسطيني هي الأخطر في تاريخ القضية الفلسطينية.
وقد وصلت الأمور إلى حد البحث في الحلول الدائمة والنهائية تحت عنوان الحل التصفوي، فالمفاوض الفلسطيني الذي قبِلَ على نفسه أن يهبط إلى هذا الدرك، وفي ظروف نظام عربي بلغ حدا من التنازلات والهزال وحتى التواطؤ غير مسبوق، راح يدعمهُ ويشجعه ليكون مخلب القط في تلك التسوية، أصبح (هذا المفاوض الفلسطيني) الأخطر على القضيّة لأنه يريد، ويراد له، أن يحل مكان الشعب الفلسطيني في ممارسة حق تقرير مصير فلسطين.
عودة الشهداء حتماً هو فقط في جنات الخلود، خروج الأسرى هو وثيقة معنوية يجب الإيمان بها مطلقاً. تعاملك مع قضيتك يجب أن يكون فعلي. الخروج عن أهمية المشروع الوطني الفلسطيني هو الخذلان الحقيقي الذي يحسّه الشهيد.
ويراه الأسير نظراً ووجداناً. لا محال. وممارسات الإحتلال الإسرائيلي من الضروري أمراً العمل على زوالها والتصدي لها، من أجل النظرة الحسية والروحية التي يقابلها الشهداء من السماء. ومن الضروري العمل على تنفيذها فرحاً للأسرى عن إستنشاقهم هواء أرضهم التي تبادلو حريتهم بها.